“ننشرها كاملةً” رسومات الكاريكاتير التي أغضبت الخديوي إسماعيل وسجنت حامليها
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
وضع يعقوب صنوع الصحفي متعدد المواهب نواة فن رسومات الكاريكاتير في مصر عندما أصدر مجلة أبو نظارة في عام 1878 م، وأخذت شكلاً سياسيًا كان يؤدي إلى السجن في مصر لمعارضته وسخريته من الخديوي إسماعيل.
يعقوب صنوع والخديوي إسماعيل من الوفاق للشقاق
كان يعقوب صنوع من أهم رجال المسرح في مصر بعد عودته من إيطاليًا في بعثة دراسية ذهب لها، ولما عاد أسس فرقة مسرحية عام 1870 م ووصل إلى شهرة كبيرة ونجاح جماهيري عظيم وصل صداه إلى الخديوي إسماعيل والذي طلب منه عرض تلك المسرحيات في القصر، ثم أطلق عليه لقب موليير مصر.
ظل التفاهم بين الفنان والخديوي قائمًا لمدة سنتين إلى أن قدم مسرحية الوطن والحرية والتي كانت سياسية بامتياز وعبر فيها عن سخطه من حاشية الخديوي، وهو ما أغضب إسماعيل فأصدر أمرًا بإغلاق مسرحه ونفيه إلى فرنسا، ومن هنا بدأ يعقوب صنوع يعبر عن آراءه من خلال تلك المجلة.
اقرأ أيضًا
الديون لم تكن أكبر أزمات مصر في عصر الخديوي إسماعيل “قصة وباء الماشية”
كان يعقوب صنوع يرمز إلى الخديوي إسماعيل بلقب شيخ البلد، بينما يطلق على الفلاح اسم أبو الغلب، وتم اعتبار يعقوب صنوع بمثابة سوط تأديب لبيت محمد علي باشا، ووصلت جرأته لدرجة أنه رسم الخديوي إسماعيل راكعًا أمام الفلاح وأبو نظارة.
خلال سنوات عمل مجلة أبو نظارة كانت تنشر رسومات الكاريكاتير وكان تداولها يؤدي إلى السجن في مصر لأنها تسيء إلى الذات الخديوية بشكلٍ حاد.
وصل تأثير تلك الرسومات إلى رجال قصر عابدين، إذ استعرض أحمد شفيق باشا تأثير تلك الرسومات وقال بأن جهود يعقوب صنوع أدت إلى تراجع شعبية الخديوي إسماعيل، وقال في ذلك «جهود كاتب يهودي فرنسي التبعية يدعى يعقوب رافائيل، ولكنه كان يطلق على نفسه اسم جون سانوا، وكان صحفيًا قديرًا، واتصل بجمال الدين الأفغاني، وقررا إخراج صحيفة هزلية باللغة العامية، وبينما كان يفكر في انتخاب اسم لهذه الجريدة اتفق له أنه كان يبحث عن حمار ركبه إلى منزله فاجتمع حول المكارية كل يريد تقديم حماره له مما ضايقه فأراد التخلص منهم وإذا بصوت يناديه يا أبو نضارة زرقا، فاستحسن أن يكون هذا اللقب اسم لصحيفته أو نضارة زرقا، وكان يضمنها محاورات عامية في انتقاد الأحوال العامة والتنديد بالحكومة تدفع الناس إلى قراءة جريدته واقتنائها بكل الوسائل ولما نفاه إسماعيل من مصر مكث في باريس يطبع جريدته ويرسلها خفية غي مظاريف حتى عرف أمرها فضبت وصودرت فاحتال لدخولها بغير اسمها فسماها أبو صفارة ولكنها ضبط وصودرت أيضًا ومنع تداولها».
يعيد موقع الميزان نشر رسومات الكاريكاتير التي أغضبت الخديوي إسماعيل في مجلة أبو نظارة طوال عام كامل منذ عام 1878 حتى رحيل الخديوي إسماعيل عن حكم مصر في يونيو عام 1879 م.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال