هانسل وجريتل ورابونزيل .. قصص الأطفال من وجهة نظر مؤلفيها

تعودنا منذ نعومة أظافرنا، أن ننام بمساعدة الحكايات المكتوبة خصيصًا لتهدئتنا وتسليتنا وتعلمينا، حيث نشأت هذه القصص برسائل عميقة مصممة لدفعنا في الاتجاه الصحيح في الحياة، ولكن في معظم الوقت، لم يكن هذا هو الهدف الحقيقي من تلك الروايات، حيث أن الكثير من القصص التي كبرنا عليها وعرفناها منذ الصغر، كُتبت بنهايات وتفاصيل أخرى، ولكن تم تعديلها لاحقًا لتناسب الأطفال، وتقوم بدور تربوي وتعليمي تجاههم.

هانسل وجريتل

لا تزال حكاية هانسل وجريتل حتى يومنا هذا واحدة من أكثر القصص السوداوية التي كتبها الأخوان جريم وجاكوب ويلهيلم، في حين أنها حزينة جرت أحداثها على خلفية قرية ألمانية دمرتها مجاعة شنيعة، فإنها تحمل أيضًا موضوع اختطاف الأطفال، كما هو مسجل، تحكي القصة حكاية الأخ والأخت هانسل وجريتل، اللذان يحبهما والدهما كثيرًا لكنهم مكروهون بشدة، من قبل زوجة أبيهم الشريرة، ولأن حالتهم المادية كانت سيئة، قررت زوجة الأب أن وجود فمين إضافيين لإطعامهما لا يناسبها تمامًا، لذلك تقنع زوجها بأخذ أطفاله إلى الغابة والتخلي عنهم، ويقوم الأب بذلك بالفعل، حيث يترك الطفلين في وسط غابة مظلمة، ويعتقد الطفلان أنهما تاها من والديهما لذا يقومان بتقطيع فتات الخبز على طوال الطريق، ليتمكن والدهما من العثور عليهما، ويسيران في طريق طويل حتى يعثرا على كوخ مصنوع من البسكويت والشوكولاتة، كان المنزل مملوك لساحرة عمياء شريرة للغاية، تتغذى على الأطفال لتبقى شابة، واختارت هانسل كضحية لها، ولكن لأنه نحيف قررت تسمينه قليلًا، وأمرت جريتل بالطهي والقيام بأعمال المنزل، وكانت تتفقد هانسل من حين للآخر عن طريق عصا، لترى ما إذا كان قد سمن قليلًا أم لا، وفي مرة وهي تتفقده، قام هانسل وجريتل بتحضير فخ لها، حيث دفعاها داخل الفرن المشتعل، وأغلقا باب الفرن عليها بإحكام، وماتت الساحرة العجوز، وركض الطفلان وانطلقا إلى الغابة، وقررا اتباع فتات الخبز الذي تركوه خلفهم، ووجدوا والدهم يبحث عنهم بعد أن رأى آثار أقدامهم والخبز المقطع، وأخبرهما بالحقيقة وأنه نادم للغاية، ولكنهما لم يسامحاه.

رابونزيل

يبدو أن الكثير من الحكايات الخيالية تستند على قصص الأباء والأمهات السيئين، وفي هذا السياق لن نجد أفضل من قصة رابونزيل، تبدأ القصة بأمير وسيم يجد برج تسكنه فتاة جميلة ذات شعر طويل للغاية، ويقع في حبها على الفور، ويقوم الأمير بزيارات متكررة إلى حبيبته، ولكن كان الأمر صعبًا بحق، وذلك لأنها كانت تخضع لحراسة قاسية ومفرطة في الحماية، وأتضح أن الفتاة أخذت من عائلتها بعد أن قبض أحدهم على والدها وهو يسرق من حديقته، وليهرب من الحبس، قام بعقد صفقة منحطة للغاية، حيث وهب ابنته الكبرى للتاجر، وهكذا تم حبس رابونزيل لسنوات طويلة في ذلك البرج بمفردها، وفي إحدى الأمسيات، يتسلق الأمير البرج بمساعدة شعر رابونزيل الذهبي ويواجه الزوجة الشريرة للتاجر، والتي تعلم بالعلاقة الغرامية بين الأمير وبين رابونزيل، لذا تقوم بإلقائه من البرج ويسقط على رأسه ويُثاب بالعمى، وتدور معركة قاسية بين رابونزيل وزوجة التاجر، تنتهي بقص شعر رابونزيل الذهبي، وإصابتها كلتاهما بإصابات متعددة، ولكنها في النهاية تجتمع مع حبيبها الأمير وتهرب معه.