هرموناتي ليست مادة للسخرية
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
ماذا لو استيقظت في صباح يومٍ ما ووجدت آلاف الصور تتحدث عن المشكلة النفسية التي يعاني منها الرجال بسبب وجود عضو ذكري، وأصبحنا نحن النساء نسخر منكم لأنكم فقط تملكون عضواً ذكريا.
اقرأ أيضًا
الكيتو دايت .. هل يسبب الوفاة؟
ولم نكتفي فقط بالسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي والجلسات النسوية، ولكن وصل الأمر إلى أن عضوكم هذا أصبح مصدر للضحك للسخرية أيضًا في الحملات الإعلانية لمنتجات تستهدف النساء مثل مشروبات الشعير وغيرها، ومع مرور الوقت أصبح إعلانكم عن امتلاككم عضو ذكري من الأساس أمر تخشون منه، وودعتم عصر ارتداء السراويل وبدأ عصر جديد يرتدي فيه الرجال ملابس فضفاضة لإخفاء هذا العضو؟!.
أثق أن الكثير من الرجال لا تستطيع عقولهم حتى تخيل هذه القصة السريالية، فكيف يفكر الرجل الذي تربى على التفاخر بفحولته في أن هذه الفحولة ستكون مصدر للخجل والسخرية؟!
للأسف هذه الحالة التي لا تستطيع أنت تخيلها للحظات هي محاكاة لواقعنا نحن النساء وما نعيشه في مجتمعاتكم الذكورية.
أشعر بحالة شديدة من الاشمئزاز عندما أرى رجال يدعون امتلاكهم لعقول بشرية وهم يسخرون من الدورة الشهرية للنساء وبالتحديد مرحلة تغير الهرمونات التي نمر بها خلال هذه الفترة.
ولكن الأمر الكوميدي هو أن الرجال أنفسهم لا يعرفون أنهم يمرون أيضًا بتقلبات هرمونية تسبب لهم أعراض تحاكي أعراض متلازمة ما قبل الطمث، وهذا الأمر لا يعنيني الإطالة فيه أو الحديث عنه، فإذا كنت عزيزي الرجل تقرأ هذه المعلومة للمرة الأولى فعليك أن تعرف عن “هرموناتك” بشكل أفضل.
النساء والسخرية من “الهرمونات”
في الكثير من الأحيان يكون جهل النساء بأشكال العنف الذي يتعرضن له هو السبب وراء توجيه المزيد من العنف المجتمعي بمختلف أشكاله لهن، ولكن عندما يصل الأمر إلى سخرية بعض النساء أنفسهن بما يخص تغير الهرمونات خلال فترة الحيض فهذا أمر مؤسف حقًا، كما أنه من الغريب للغاية أن تروجي أنتِ أكاذيب حول نفسك وخصائصك الجسدية! فما العلاقة بين تحولك إلى شخص غير متزن عقليًا وبين تغير الهرمونات في جسدك، للأسف الشديد إن ما تحاولن ترويجه من تصرفات غير متزنة عقليًا أو نفسيًا على أنه مضاعفات لفترة الحيض يحتاج إلى مراجعة سريعة، وذلك لأنه قد يحتوي على كثير من المبالغات غير الواقعية.
التغيرات الهرمونية عند الرجال
كما ذكرت سابقًا أن الرجال أيضًا يعانون من تغييرات مفاجأة في هرمون الذكورة (التوستيرون) وهو ما لا يحدث لهم مرة واحدة في الشهر مثل النساء، بل من الممكن أن يحدث ذلك أكثر من مرة في اليوم الواحد، وقد يُعرف الرجال هذا الأمر بأنه مجرد تقلب مزاجي، وفي الكثير من الأحيان يتهمون النساء بأنهن السبب في هذا الضيق الذي يشعر به الرجل!!
هل تخجل عزيزي الرجل من التحدث عن “هرموناتك” أم أنك لا تعلم الكثير عن سبب هذه التغيرات من الأساس؟.
لماذا لا تعد هرموناتي مادة للسخرية
من المؤسف أن يسخر شخص من شيء ما يجهله تمامًا، وهنا لا أطلب منكم مراجعة بعض المعلومات العامة التي تخص فترة تغير الهرمون الأنثوي المصاحب للدورة الشهرية، ولكني أسجل اعتراضي الكامل على أن تصبح إحدى خصائصي الأنثوية مصدر للسخرية، فماذا تعلم أنت عن المعاناة الجسدية التي أعيشها خلال هذه الفترة ورغم ذلك أقوم بجميع واجباتي الحياتية؟ ولماذا السخرية من تغير الهرمونات التي تعاني أنت أيضاً منها ولكن لا تبوح بذلك؟!.
هل تعلم أن السخرية من تغير الهرمونات عند النساء يعد شكل من أشكال التنمر، فلك أن تتخيل أنك تتنمر على أعراض فترة الدورة الشهرية التي لولاها ما كان استمر الجنس البشري من الأساس، ألا ترى أنه أمر مخزي للغاية ولا يندرج بأي شكل من الأشكال تحت بند خفة الظل أو الفكاهة!
الكاتب
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال