هل اغتيال صالح العاروري يهز ثقة المقاومة؟
قبل عدة أيام قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري في منطقة الضحى معقل حزب الله اللبناني بالعاصمة بيروت، وذلك عبر طائرة مسيرة تمكنت من التسلل في الأجواء اللبنانية والانزلاق وصولا إلى المبنى الذي تواجد به القيادي الحمساوي لحظة استشهاده.
هذا الخبر أحدث نوعًا من الغضب العارم الذي اكتاح الشارع الفلسطيني ولكنها لم تكن ورقة ضغط على المقاومة والمدنيين كما كانت تعتقد قوات الاحتلال بل عكس ذلك أصبحت نقطة انطلاقة جديدة لاستكمال ما بدأته قوات المقاومة للتوعد بالانتقام من إسرائيل على كل قطرة دم وقعت من فلسطيني ولاخذ ثار “العاروري”
ففي بيان لحركة حماس أكدت أن “العاروري” قتل بجانب 6 آخرين من الحركة، إثر قصف بطائرة مسيّرة استهدف مكتبا للحركة في ضاحية بيروت الجنوبية. مؤكدًا أن اغتيال قادة حماس لن يزيدها إلا إصرارًا على مواصلة الطريق وتدفيع الاحتلال ثمن عدوانه.
ومن جانبه قال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية إن اغتيال “العاروري” عمل إرهابي مكتمل الأركان، كما يمثل انتهاكًا لسيادة لبنان وتوسيعًا للأعمال العدائية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
الجميع يعلم أن اغتيال صالح العاروري كان من ضمن أهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لما تصفه بالإرهابي وليس هي فقط من تصفه بذلك بل أدرجته أمريكا على قائمة الإرهاب مع مكافأة قدرها 5 ملايين دولار مقابل رأسه منذ عام 2018.
ورغم أن أمريكا حليفة إسرائيل في تلك الحرب الدامية لكن قوات الاحتلال لم تخطر إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مسبقًا بخطتها لاغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وهو ما أكدته موقع أكسيوس الأمريكي نقلاً عن مسؤول إسرائيلي واثنين من المسؤولين الأمريكيين، أن إسرائيل اكتفت بإبلاغ الإدارة أثناء تنفيذ عملية الاغتيال.
وكما ذكرت سابقًا أن هذا الإغتيال الذي قامت به إسرائيل لن يضعف من قوة المقاومة أو المدنيين الفلسطينيين وهو الأمر الذي أكدت ساري العرابي الباحث والمحلل الفلسطيني بقوله إن اغتيال العاروري لا يفقد الفلسطينيين ثقتهم ولا يفقد المقاومة ثقتها لعدد من أسباب منها تعود الفلسطينيين على هذا النوع من عمليات الاغتيال فهي ليست الأولى في تاريخ النضال الفلسطيني لمجمل الأحزاب والقوى التي ناضلت وقاومت طوال التاريخ النضالي الفلسطيني.
ثانيًا هو أن القيادي الراحل صالح العاروري شخصية سياسية يتحرك ويعقد الاجتماعات يسافر ما بين الدول يلتقي مع مسؤولين في الدول المتعددة وبالتالي هو ليس شخصية سرية. موضحًا أن هذا النوع من عمليات الاغتيال يذكي الروح الثورية والنضالية لأنه مرة أخرى إذا تذكرنا أن الاحتلال يغتال العشرات من القيادات والمناضل والمقاتلين والكوادر في فصائل المقاومة الفلسطينية فهذا لم يوقف المقاومة بالعكس كما نرى المقاومة ظلت تتطور وتتعاظم.
أكد أن ما الضربة التي قامت بها إسرائيل ثقيلة وعلى قدر عالي من المخاطرة لأن إسرائيل استهدفت الضاحية الجنوبية في بيروت ما يعني اعتدائها على المربعات الأمنية الخاصة بحزب الله وبالتالي هى تغامر بامكانية أن يكون هناك رد كبير من من حزب الله.
إقرأ أيضًا.. حرب غزة وغرق تيتان.. أحداث أثارت الاهتمام العالمي 2023