هل تشهد غزة هدنة إنسانية؟

كان الحديث عن إقامة هدنة في غزة من أجل إدخال المساعدات بعدما دخلت الحرب يومها الثالث والثلاثون هو حديث الساعة، بعدما شهدت غزة أسوأ فترة في تاريخها من نقص المستلزمات الطبيبة والمواد الغذائية بجانب انقطاع الكهرباء ونفاذ الوقود وعودة الناجيين للطهي باستخدام الحطب من أجل إشعال النيران وطهي الطعام لإسكات جوع أطفالهم واستخدامهم للمياه البحر غير الصالحة للشرب، ليكون مطالبهم وأصواتهم في وجود هدنة إنسانية هو الأعلى في العالم.

فقد دعت العديد من الدول العربية إسرائيل إلى وقف الحرب من أجل هدنة إنسانية تتمكن من خلالها إدخال المساعدات إلى أهالي غزة، بعدما اشتد الصراع وزادت الغارات الإسرائيلية على القطاع ما تسبب في ارتفاع أعداد الشهداء ليصبح 10 آلاف و569 شهيدًا، من بينهم 4324 طفلًا، و2823 امرأة، فيما وصل عدد الجرحى إلى 26 ألف و475 جريحًا، وفقًا للمتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الفلسطينية الدكتور أشرف القدرة.

كما تسبب العدوان في استشهاد 193 شخصًا من العاملين في مجال الرعاية الصحية حتى الآن وتدمير 45 سيارة إسعاف، فضلًا عن استهداف 120 مؤسسة صحية، الامر الذي دفع الدول العربية تنشاد بأعلى الأصوات من أجل إحداث هدنة إنسانيية.

هل الهدنة قريبة؟

لم يكن القبول بمطالب الهدنة مقبولًا في البداية من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي، ففي عدد مؤتمرات صحافية أمس ما بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بينامين نيتنياهر، وبين وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أكد أن وقف إطلاق النار أمرًا مرفوضًا وأن القيام بهدنة إنسانية متعلق بالإفراج عن الأسرى.

ومنذ أمس وتحاول مصر التواصل إلى هدنة إنسانية والتوسط من أجل الإفراج عن الأسرى والمحتجزين، وتسهيل وصول المساعدات، حيث وافق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على نشر فريق أممي لتقديم المشورة بشأن توصيل المساعدات لغزة سيتخذ من مدينة العريش القريبة من رفح مقرا له.

وفي ظل الجهود التي تبذلها مصر من أجل الوصول إلى هدنة إنسانية في غزة، ودعوة العديد من الدول العربية لهذا المطلب، وافقت كلًا من أمريكا وإسرائيل على حدوث هدنة إنسانية ولكن كما ترغب هي وليس كما تطلب الدول العربية، وذلك من خلال الاستمرار في إطلاق النار في غزة، والسماح بحدوث الهدنة في ساعات محددة فقط.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري:”إنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في غزة، لكن سيسمح بهدن إنسانية في أوقات محددة، للسماح للمدنيين بالتحرك جنوبا”

ملف الأسرى

إقرأ أيضا

حكاية أول معمر مصري في القرن العشرين يظهر إعلاميًا “اعتبروه وليًا وقدموا له النذور”

وفيما يتعلق بملف الأسرى، قال أبو عبيدة، الناطق العسطري باسم كتائب القسام:”العدو يرفض تهيئة الظروف للإفراج عنهم بل يعرض حياتهم وحياة أسراه إلى خطر داهم كل ساعة وكل يوم، وقد أفشل منذ أيام عملية الإفراج عن 12 من حملة الجنسيات الأجنبية”

وأكد أبو عبيدة، أن ” المسار الوحيد والواضح لتلك القضية هو صفقة لتبادل الأسرى بشكل كامل أو مجزأ، فلدينا أسيرات في السجون وللاحتلال أسيرات من النساء لدينا، ولدينا أسرى مدنيون ومرضى وكبار في سجون العدو، وله عندنا أسرى من ذات الفئات، ولدينا مقاتلون ومقاومون في سجون الاحتلال وللعدو عندنا جنود مقاتلون أسرى، فإما عملية شاملة (الكل مقابل الكل) وإما التبادل فئة مقابل فئة”