هل كانت محاكمة الساحرات سبب وراء لعنة حلت على سالم؟
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
محاكمة الساحرات في سالم هي واحدة من أشهر وأسوأ الأحداث في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية حيث خسر 25 شخص حياتهم بدون سبب، 19 منهم ماتوا شنقًا بعد محاكمتهم و 5 ماتوا في السجن بينما سحق شخص واحد حتى الموت.
أكبر اعتقاد خاطئ حول الواقعة هو أن النساء فقط تمت محاكمتهم في محاكمة سالم ففي الحقيقة خسر أكثر من رجل حياته في نفس المحاكمة ومن ضمنهم جيليس كوري وهو الشخص الذي سحق حتى الموت ومن وقتها ارتبط اسمه بلعنة حلت على سالم.
لفهم ما حدث لجيليس يجب علينا أن نعود إلى سالم قبل المحاكمة فقد قسمت البلدة والقرية نفسها إلى فصيلين رئيسيين، كان فصيل بوتنام، تحت قيادة أسرة بوتنام الغنية التي تحظى بالاحترام، يدعم الأنشطة الزراعية التقليدية وعمدة القرية صامويل بارريس.
أما عن الفصيل الأخر فصيل بورتر، الذي تقوده عائلة بورتر، كان يفضل حياة أكثر تجارية وصناعية في مدينة سالم، كان فصيل بورتر أكثر تحررًا وانفتاحا كما أرادوا تقوية الروابط مع قرية سالم وعارضوا بشدة العمدة بارريس. يظن الكثير أن خلاف الفصيلين هو السبب وراء المحاكمات.
أما عن جيليس كوري فإنه كان أحد أهم مزارعين قرية سالم في ذلك الوقت إلا أن سمعته لم تكن جيدة ففي إحدى الأيام في عام 1675، اكتشف جيليس أن المزارع الذي يساعده، جاكوب جوديل، قام بسرقة التفاح من خزينه الخاص، وبغضب ضرب المزارع حتى الموت، بالفعل تم إدانة جيليس كوري بالجريمة إلا أن زعماء القرية قرروا عدم حبسه واكتفوا بتوبته إلى الله، لم تكن هذه المرة الأولى التي يهرب فيها المزارع من العقاب فقبل ذلك تم إدانته بالسرقة مرتين دون عقاب.
ولكن من المؤسف بالنسبة لجيليس كوري أن المزارع المشتبه فيه كان قد تعاون مع فصيل بورتر الأقل تقليدية، وعندما أفلت من إدانته بتهمة قتله في عام 1676، كان فصيل بوتنام مقتنعًا بأنه قد رشى طريقه إلى الحرية وكان هذا سبب سقوطه بعدها بقليل في محاكمة سالم.
لكن بعد زواج جيليس من زوجته الثالثة مارثا تغير سلوكه تمامًا ولم يرتكب أي جرائم أخرى لكن حياته ساءت يوم 21 مارس 1692 عندما اتهم بعض الفتيات من فصيل يوتنام مارثا كوري بالسحر حيث قالوا أنها قادرة على التحكم في أجسادهن، الغريب أن جيليس نفسه شهد ضد زوجته وقال أنه رأها تصلي بجانب النار عندما مرض كلُا من قطه وثوره فجأة، وبعد أقل من شهر تم القبض على جيليس لنفس التهمة.
كان يعرف كلًا من جيليس ومارثا أنهم سيموتان لا محالة لذلك رفض جيليس أن يعترف بتلك الجريمة التي لم يفعلها وكان يعرف أن عقاب السكوت هو التعذيب إلا أنه اختار أن يموت بهذه الطريقة ليقدر أبناءه على وراثته لأنه إذا تم إعدامه بسبب السحر كان زعماء سالم سيأخذون ماله، كان عذاب جيليس هو تكديس حجارة ثقيلة فوق جسمه.
جردت السلطات جيليس من ملابسه وأجبرته على النوم على الأرض ثم وضعوا فوقه لوح خشبي ثم بالتدريج أضيفت أوزان حجرية كبيرة إلى اللوح وتم ذلك على مدار يومين أو ثلاثة أيام، وحين بدأ الوزن في سحق جسم جيليس، صرخ قائلاً: “المزيد من الوزن! وزن أكبر!” وكأنه يريد الموت أن يأتي بسرعة.
كلمات جيليس الأخيرة كانت موجهة لرئيس الشرطة وهو من تولى تعذيبه وكانت تلك الكلمات هي: “اللعنة عليك! ألعنك أنت وسالم!”. تم تبرأة جيليس من الجريمة عام 1712 أي بعد موته بعشرين عامًا.
تقول الأسطورة أن كلمات جيليس كوري الأخيرة تحققت وأن سالم تحت لعنة بسبب موته فيقول البعض أن شبح جيليس يظهر قبل أن تحدث أي كارثة في سالم مثل نار سالم الكبرى في 1914 التي دمرت سالم كما أن رئيس الشرطة الذي عذب جيليس كوري مات بسكتة قلبية عام 1696 ومن بعده أصيب كل رئيس شرطة سالم بأمراض متعلقة بالدم أو القلب أو ماتوا موت مفاجئ حتى عام 1991 عندما تم نقل مكتب رئيس الشرطة من سالم.
الكاتب
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال