هنا أفريقيا.. العدد23

قارتنا.. أفريقيا، مهد البشرية.. ففي قلبها هبط أسلافنا من القردة العليا لأول مرة من على الشجر ومشوا منتصبين، مهد الإنسانية.. ففي شرقها ظهر الإنسان العاقل لأول مرة، مهد المجتمع.. فعلى ضفاف نيلها أكتشف الإنسان الزراعة… فاستقر لأول مرة بعد ألاف السنين من الترحال، مهد التاريخ.. ففي شمالها الشرقي حيث مصب نيلها بُنيت أقدم الحضارات…. وبدء التاريخ.

قارتنا ضخمة وغنية ومتنوعة.. ومدهشة، عشان كده فكرنا نعمل تقرير إسبوعي عنها.. إيه اللي بيحصل فيها؟

ناخد فكرة عن أخبار ناسها، جيرانا وشركاتنا فيها، حتى اسماء بلادها ماتبقاش بالنسبالنا مجرد اسماء لمنتخبات عايزين نكسبها.. أو بنشجعها في المونديال، إنما تبقى معلومات وحكايات من لحم ودم.

وساطة سعودية لإنهاء الحرب في السودان

فيما تتواصل المعارك في السودان، تداول نشطاء خبر وصول رئيس مجلس السيادة الانتقالي قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) إلى السعودية، في خطوة تشير إلى مسار مفاوضات جديدة برعاية ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، تشمل اتفاقا لوقف إطلاق النار وخارطة طريق سياسية بين الطرفين.

وتأتي الزيارة غير المعلنة، والتي يبدو أنها تجري وسط تكتم سعودي سوداني، بعد فترة من توقف مفاوضات جدة التي جرت بدفع سعودي أميركي وتوصلت في أكثر من مناسبة لاتفاق هش لوقف إطلاق النار، كان سرعان ما ينهار على وقع تبادل للقصف بين الجانبين وتبادل للاتهامات بخرقه.

ولم يسبق لقائدي الجيش والدعم السريع أن التقيا مباشرة منذ اندلاع النزاع المسلح في 15 أبريل الماضي لا في السودان ولا في خارجه واقتصرت جولات المفاوضات التي استضافتها جدة على ممثلين عنهما.

وليس واضحا بعد ما إذا كان الجنرالان والشريكان السابقان في إدارة الحكم الانتقالي سيعقدان مباحثات مباشرة برعاية ولي العهد السعودي أم ستكون مباحثات غير مباشرة، لكن في كل الحالات يعطي وصولهما إلى السعودية إشارة ايجابية على مسار جديد قد يسرع وقفا لإطلاق النار ومنه يصار إلى خارطة طريق سياسية جديدة يجري الاتفاق على تفاصيلها لإنهاء النزاع المسلح.

دبلوماسية سعودية

تأتي هذه التطورات بينما أظهرت السعودية أو تطمح إلى دور دبلوماسي إقليمي ودولي وازن في حل أزمات إقليمية وحتى دولية وسبق لها أن عرضت التوسط بين روسيا وأوكرانيا لإنهاء الحرب الدائرة منذ نحو عامين.

وتأتي زيارة البرهان ودقلو للمملكة بينما يبدي الطرفان رغبة للتفاوض وإنهاء الحرب، لكن كل منهما يطرح شروطا لا يقبلها الآخر وقد يعمل الأمير محمد على تقريب وجهات النظر بين الطرفين.

شروط التفاوض

وكان قائد الجيش السوداني قد أعرب عن استعداد مشروط للتفاوض مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مشيرا في الآن ذاته إلى قناعة لديه بالانتصار في هذه الحرب.

وبعد خطابه أمام الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قال البرهان في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية ‘بي.بي.سي’ إنه سيجلس مع حميدتي، طالما أنه ملتزم بحماية المدنيين وهو ما تعهد به الجانبان خلال محادثات جدة في مايو الماضي، مضيفا “نحن مستعدون للمشاركة في المفاوضات”.

وتابع “إذا كانت قيادة هذه القوات المتمردة ترغب في العودة إلى رشدها وسحب قواتها من المناطق السكنية والعودة إلى ثكناتها فسوف نجلس مع أي منهم”، مشددا على أنَّ “السودان سيبقى موحدا”، مستبعدا أن يكون مصير بلاده كالصومال. كما عبر محمد حمدان دقلو في أكثر من مناسبة عن استعداده للتفاوض مشددا على ضرورة عودة الجيش للثكنات وسبق أن طرح خارطة طريق لإنهاء الحرب.

وأعلن عبر مقطع فيديو أنه مستعد لبدء محادثات سياسية والتوصل إلى سلام. وجاء كلام قائد قوات الدعم السريع بعيد خطاب تصعيدي للبرهان أمام أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة حذر خلاله من إمكانية أن تشمل الحرب كامل المنطقة.

وعرض مبادرة لوقف القتال المستمر منذ ثلاثة أشهر من خلال تشكيل لجنة اتصال مع القوى السياسية والمجتمعية وحركات مسلحة “للتوصل إلى حل سياسي شامل” للأزمة في البلاد، وذلك تزامنا مع عودة طرفي الصراع في السودان إلى طاولة المفاوضات في مدينة جدة السعودية.

خسائر عسكرية

وأجبرت الهزائم الميدانية المتتالية والثقيلة التي تكبدها الجيش السوداني في مواجهة قوات الدعم السريع خاصة في العاصمة الخرطوم وغيرها من المدن على العودة إلى طاولة المفاوضات في جدة، بعد اقتناعه بأنه غير قادر على حسم المعركة عسكريا وأن إطالة أمد الحرب لن يكون في صالح قواته التي خسر منها الكثير بين قتيل وأسير ومنشق عنه انضم إلى قوات الدعم السريع.

وكانت السعودية والولايات المتحدة علقتا في أوائل يونيو الماضي، محادثات سابقة بين الجانبين السودانيين في جدة بعد انتهاكات عديدة لوقف إطلاق النار، إلا أن البلدين أعلنا التزامهما بالعمل على إنهاء الصراع وتلبية الاحتياجات الإنسانية.

الكوليرا تنتشر

وعلى صعيد الوضع الإنساني، ذكرت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة تفشّي مرض الكوليرا وحمّى الضنك شرقيّ السودان، وقالت المنظمة الأممية إنه أُدخِل 162 حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا إلى المستشفيات في ولاية القضارف ومناطق أخرى على طول الحدود مع إثيوبيا، موضحة أنه جرى التأكد من ثمانين حالة إصابة، بينما توفي عشرة أشخاص بسبب الكوليرا، وهي عدوى بكتيرية حادة تسبب الإسهال مرتبطة بالأغذية أو المياه الملوثة.

وأنشأت منظمة “أطباء بلا حدود” مركزين لعلاج مرضى الكوليرا إلى جانب فريقين متنقلين في القضارف. وجددت وكالات الصحة التابعة للأمم المتحدة مركز عزل الكوليرا في مستشفى القضارف التعليمي، المنشأة الطبية الرئيسية فيها.

ويعتبر تفشي الكوليرا أمر شائع في السودان الفقير. وخلّف المرض ما لا يقل عن 700 قتيل ومرض حوالى 22000 في أقل من شهرين في عام 2017. وقالت منظمة الصحة العالمية إنه أُبلِغ عن أكثر من 500 حالة يشتبه في إصابتها بحمّى الضنك في جميع أنحاء السودان، معظمها في المراكز الحضرية في القضارف. وتنجم حمّى الضنك عن فيروس حمّى الضنك الذي ينتقل إلى البشر من طريق لدغة البعوض المصاب.

المرض والحرب

وأوضحت المنظمة الأممية أن الرقم المذكور هو “قمة جبل الجليد”، لأن العدد الفعلي أعلى بكثير، بالنظر إلى أن معظم المرضى يعتمدون على العلاجات المنزلية، وغالباً لا يذهبون إلى المستشفيات. ووفقاً لنقابة الأطباء السودانيين، فإن “المئات” من مرضى حمّى الضنك توفوا شرقيّ البلاد، واصفة تفشي المرض بأنه “أزمة صحية”. ولم تحدد إطاراً زمنياً لتلك الوفيات أو تشرح المزيد من التفاصيل، لكنها قالت إن معظم المستشفيات في القضارف مكتظة بالمرضى.

وقُتل ما لا يقل عن 5000 شخص، وجُرح أكثر من 12000 آخرين، وفقاً للأمم المتحدة، على الرغم من أن الأرقام الفعلية من المرجح أن تكون أعلى. وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن أكثر من 1200 طفل دون سنّ الخامسة لقوا حتفهم في تسعة مخيمات بالسودان خلال الأشهر الخمسة الماضية بسبب مزيج مميت من الحصبة وسوء التغذية.

وفرّ أكثر من 5.2 ملايين شخص من منازلهم، بمن فيهم أكثر من مليون شخص عبروا إلى البلدان المجاورة للسودان. ويحتاج نصف سكان البلاد (حوالى 25 مليون شخص) إلى المساعدة الإنسانية، بمن في ذلك حوالى 6.3 ملايين “على بعد خطوة واحدة من المجاعة”، وفقاً لمسؤولي الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة.

اتفاقية دفاع مشترك بين كينيا وأمريكا

وقعت الولايات المتحدة الأمريكية وكينيا اتفاقية دفاع مشترك ستحصل كينيا بموجبها على الموارد والدعم لعمليات الانتشار الأمني حيث تستعد لقيادة مهمة حفظ السلام متعددة الجنسيات في هايتي لمكافحة عنف العصابات.

ووقع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ووزير الدفاع الكيني أدن دوالي الاتفاق خلال اجتماع في العاصمة الكينية نيروبي. ويوجه الاتفاق العلاقات الدفاعية بين البلدين على مدى السنوات الخمس المقبلة مع اشتداد الحرب في شرق أفريقيا ضد حركة الشباب المتطرفة المرتبطة بتنظيم القاعدة.

ووجه أوستن الشكر إلى كينيا لتطوعها لتولي قيادة القوة المتعددة الجنسيات في هايتي وأكد مجددا أن الحكومة الأمريكية ستعمل مع الكونجرس لتأمين مبلغ 100 مليون دولار من التمويل الذي تعهدت به على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.

تصريحات الوزيرين

وقال أوستن إن بقية العالم يجب أن يحذو حذو كينيا تجاه الأمن العالمي و”تكثيف وتوفير المزيد من الأفراد والمعدات والدعم والتدريب والتمويل”. وتعهدت كينيا بإرسال ألف ضابط أمن إلى هايتي لمكافحة عنف العصابات في مهمة تنتظر الموافقة الرسمية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لكنها تلقت دعما من الأمم المتحدة والولايات المتحدة.

وقال دوالي إن بلاده مستعدة لنشر قواتها في هايتي، وأشار إلى “تاريخ كينيا الطويل للغاية في حفظ السلام العالمي” في كوسوفو والصومال والكونغو المجاورتين. وفي الوقت نفسه، أعرب نشطاء حقوق الإنسان عن مخاوفهم بشأن نشر القوات، مشيرين إلى تاريخ من انتهاكات حقوق الإنسان خلال العمليات الأمنية في البلاد.

آراء المحللين

وقد أعرب بعض المحللين الأمنيين عن مخاوفهم من وجود حاجز لغوي بين الانتشار من كينيا، وهي دولة ناطقة باللغتين الإنجليزية والسواحيلية، وشعب هايتي، حيث اللغات الرسمية هي الفرنسية والكريول.

وفيما يتعلق بالقتال الإقليمي ضد حركة الشباب، قال أوستن إنه التقى بالرئيس الصومالي وأنهما اتفقا على أن البلاد حققت “تقدمًا كبيرًا في العام الماضي ضد حركة الشباب”. لكن أوستن قال أيضًا إن “التقدم ليس دائمًا خطًا مستقيمًا، لذا قد نرى الأمور تتحسن بشكل ملحوظ في يوم ما وربما نشهد تحديات في اليوم التالي”.

وطلب الصومال الأسبوع الماضي من الأمم المتحدة وقف سحب 3000 جندي في المرحلة الثانية من الانسحاب لمدة ثلاثة أشهر للسماح لقوات البلاد بإعادة تجميع صفوفها. ومن المتوقع أن يتولى الصومال مسؤولياته الأمنية الكاملة بحلول نهاية عام 2024.

إفشال ثالث محاولة إنقلابية في بوركينا فاسو

خرج آلاف من الشباب إلى شوارع “واجادوجو” عاصمة بوركينافاسو لمنع أي مشروع محتمل لزعزعة استقرار المرحلة الانتقالية. وجاءت المظاهرات الداعمة لرئيس المجلس العسكري ببوركينا فاسو، النقيب إبراهيم تراوري، وسط أنباء مؤكدة عن محاولة انقلاب ضده من عسكريين موالين لفرنسا.

ومنذ فترة يعتصم المئات من الشباب ” كتطوّع ذاتي من عندهم” قرب القصر الرئاسي في العاصمة واغادوغو، تحسبا لأية محاولة للمساس به، بعد ورود أنباء عن مشروع من بعض القوى لإسقاطه من الحكم. فبحسبهم “تراوري ثروة قومية يجب حمايتها”.

صوت الاعتصام

وقال المتحدث باسم الشباب المعتصم “ان الإمبريالية لا تحترم أي قانون يتجاوز مصالحها”، لذلك أحذّر النيجر أيضًا من مغبّة الوقوع في الاحتفال من الآن فقط لأنّ فرنسا أعلنت رغبتها في الانسحاب. وقال  المتحدث باسم الشباب أنا علي يقين  أنّ فرنسا  وأذرعها تخطط لمشاريع زعزعة الاستقرار في البلاد.

وأوضح انه قد تم إفشال المحاولة الانقلابية، والوضع تحت سيطرة وسط رفض الشباب البوركيني فض الاعتصام حتى تتضح الرؤية، وحذّر الشباب البوركينابي من أن أي شخص سيحاول اغتيال النقيب الشاب تراوري؛ لن يتمكن من الجلوس على كرسي الرئاسة ولا ليوم واحد، ولن يستثنوا حتى عائلته أيضًا لقد قلنا مرارا أن  موجات التغيير هذه المرة مختلفة، قلنا لهم، إنّ الشعب ليس أداة يلعب بها كما يتوهمّون. كما هو قادر على دعم أيّ انقلاب بملئ إرادته؛ قادر على إفشاله أيضًا.

مؤامرات خارجية

تعتبر هذه المحاولة الثالثة للإطاحة به خلال عام واحد، مما يكشف تربص المؤامرات بـ”زعيم أفريقيا”. وجاء ذلك بعد إطلاق الإعلام الروسي على تراوري لقب “زعيم أفريقيا” الجديد، بعدما أظهره من قوة وكاريزما، ورفض كبير لاستغلال الغرب لخيرات ومقدرات القارة السمراء.

وكانت آخر المؤامرات محاولة انقلابية أحبطتها السلطات في بوركينا فاسو، وجرى على خلفيتها اعتقال عدد من الضباط، وغيرهم من المتورطين، فيما يجري البحث عن آخرين. وقبل أيام أوقفت السلطات ثلاثة عسكريين في بوركينا فاسو ووجهت إليهم تهمة “التآمر ضد أمن الدولة”، وفق ما أعلن المدعي العسكري في واجادوجو وقتها.

وفي ديسمبر الماضي، كشفت النيابة العسكرية عن محاولة أخرى لـ”زعزعة استقرار مؤسسات الدولة” من جانب مدنيين وضابط كبير هو الليفتنانت كولونيل لإيمانويل زونغرانا الذي تم اعتقاله.

نهاية الوجود الفرنسي في النيجر

غادر السفير الفرنسي المطرود من السلطات الجديدة نيامي متجها إلى انجامينا، عاصمة تشاد، على متن طائرة عسكرية ومن هناك واصل طريقه نحو فرنسا، ويعتبر ذلك التطور نصرا للشعب المحتشد للمطالبة بطرد السفير ورفض الوجود الفرنسي- أمام السفارة والقاعدة، ورغم إعلان فرنسا عن سحب فواتها من النيجر فإن هناك مخاوف من أن يؤدي انسحاب فرنسا من النيجر إلى تعريض عمليات مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل للخطر.

وكان يُنظر إلى القوات الفرنسية المنسحبة من النيجر على أنها خط دفاع رئيسي لنحو عقد من الزمن في الجهود الغربية ضد العنف الجهادي في منطقة الساحل الإفريقي، وهي منطقة قاحلة شاسعة جنوب الصحراء الكبرى. ومع استمرار الولايات المتحدة في الضغط من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي لحل الأزمة السياسية في النيجر، يقول المحللون إن المجلس العسكري في البلاد قد يكافح من أجل الحفاظ على السلام النسبي دون دعم خارجي.

موقف فرنسا

ووافق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على سحب السفير الفرنسي والقوات الفرنسية من النيجر بعد انقلاب يوليو الذي أطاح برئيسها المنتخب محمد بازوم، وأثار مشاعر مناهضة لفرنسا في المستعمرة السابقة. وردا على ذلك، رحب المجلس العسكري بنهاية “القوى الإمبريالية والاستعمارية الجديدة” وقال إن الانسحاب يجب أن يتبع “إطارا تفاوضيا واتفاقا متبادلا”.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، إنه بعد مواجهة استمرت شهرين مع قادة الانقلاب في النيجر، عاد السفير الفرنسي سيلفان إيتي إلى باريس. وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في كينيا إن واشنطن ترغب في حل الأزمة السياسية في النيجر عبر السبل الدبلوماسية وإن الولايات المتحدة “ستواصل تقييم أي خطوات مستقبلية من شأنها إعطاء الأولوية لأهدافنا الديمقراطية والأمنية”.

رفض الهيمنة الفرنسية

ويقول محللون إن الأزمة السياسية في النيجر تهدد تلك الطموحات فيما يتعلق بجهود مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل. وشهدت المنطقة أكثر من 40% من وفيات المتطرفين في العالم عام 2022، بحسب مؤشر الإرهاب العالمي.

ويقول محللون إن العديد من الهجمات في المنطقة وقعت في بوركينا فاسو ومالي المجاورتين للنيجر، وإن السلام النسبي الذي تتمتع به وكذلك خط الدفاع الذي تستضيفه – من خلال الدعم الغربي – يمكن أن يكون معرضًا للخطر بشكل أكبر.

وقال نيت ألين، الأستاذ المشارك في مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية: “إن رحيل الفرنسيين يعني أن عبء توفير الأمن سيقع بشكل أكثر وضوحا على عاتق حكومة النيجر نفسها”. “إذا كان سجل الأنظمة العسكرية في مالي وبوركينا فاسو يشير إلى أي شيء، فإن المستفيدين الرئيسيين من الحكومات العسكرية هم الجهاديون”.

وفي منطقة تتآكل فيها الديمقراطيات بسرعة، كان يُنظر إلى النيجر على أنها الشريك الغربي الأخير المتبقي في الحرب المستمرة منذ عقد من الزمن ضد الجماعات الجهادية التي استولت على مر السنين على الأراضي، وذبحت المدنيين، واشتبكت مع جيوش أجنبية في منطقة الساحل. كما أثار الانقلاب تساؤلات حول ما إذا كانت البلاد ستطلب المساعدة من مجموعة المرتزقة الروسية الخاصة فاغنر، التي تعمل بالفعل في بعض البلدان الأفريقية، بما في ذلك مالي، حيث اتهمت جماعات حقوق الإنسان قواتها بارتكاب انتهاكات مميتة.

التواجد العسكري

لفرنسا 1500 جندي في النيجر، التي تم تصورها كقاعدة لعمليات مكافحة الإرهاب في المنطقة بعد تزايد المشاعر المعادية لفرنسا في مالي وبوركينا فاسو، وكلاهما يديرهما المجلس العسكري الذي أجبر القوات الفرنسية أيضًا على الخروج.

وبالنسبة للولايات المتحدة، استضافت النيجر 1100 من أفرادها العسكريين في مواقع إقليمية للقيام بدوريات واسعة النطاق بواسطة طائرات بدون طيار مسلحة وغيرها من عمليات مكافحة الإرهاب ضد الحركات الإسلامية المتطرفة.

ويرجع طلب مغادرة الفرنسيين إلى ثلاثة أسباب: “فشل فرنسا في مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل؛ تدخل فرنسا في قضايا السياسة الداخلية للنيجر (و) فكرة أن فرنسا، من خلال الفرنك الأفريقي (المستخدم كعملة محلية في العديد من المستعمرات الفرنسية السابقة)، هي أساس التخلف في أفريقيا والنيجر بشكل خاص.

ومن غير المتوقع أن تنسحب القوات الفرنسية من النيجر حتى نهاية العام، لكن الجهود الغربية لمكافحة الإرهاب متوقفة فعليا منذ الانقلاب. وبينما استأنف الجيش الأمريكي مؤخرًا مهامه خارج قواعده في النيجر، فإن إحجامه عن إعلان الأحداث في النيجر انقلابًا أو اتخاذ إجراءات مهمة يُنظر إليه على أنه دليل على الأهمية التي تلعبها النيجر في جهود مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل وشرق إفريقيا. كما تم إرسال دبلوماسي أمريكي كبير إلى النيجر بعد أيام من استيلاء الجيش على السلطة. يتوقع محللون إنه مع وجود مهمة أمنية مختلفة في النيجر، فمن غير المرجح أن تسعى الولايات المتحدة إلى سد الفجوة التي خلفتها فرنسا.

إن استمرار وجود واشنطن في النيجر وحده يخدم المصلحة المشتركة، وفقًا لناثانيال باول، محلل شؤون أفريقيا في شركة الاستخبارات الجيوسياسية أكسفورد أناليتيكا. وأضاف باول أنه بالنسبة للولايات المتحدة، فإن ذلك يساعدها على مواصلة جمع المعلومات الاستخبارية في ليبيا وعلى المستوى الإقليمي حول الجماعات المسلحة، وبالنسبة للنيجر، سيتم تعزيز القدرة العسكرية المحلية للحكومة على محاربة الجهاديين.

أمطار وفيضانات في كيب تاون

أصيب 8 أشخاص بصعقة كهربائية بسبب الفيضانات التي تسببت في وفيات وأضرار في جميع أنحاء كيب الغربية بجنوب أفريقيا، وقالت خدمات الطوارئ، اليوم الثلاثاء، إن ثمانية أشخاص، بينهم أربعة أطفال، لقوا حتفهم بسبب الصعق بالكهرباء في حادثين منفصلين بعد أيام من الأمطار الغزيرة التي تسببت في فيضانات في مخيمات عشوائية فقيرة بالقرب من مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا.

وقالت خدمة إدارة مخاطر الكوارث في كيب تاون في بيان إن أربعة أشخاص لقوا حتفهم في مستوطنة دريفتساندز على المشارف الشرقية، حيث تسببت الفيضانات في مشاكل في توصيلات الكهرباء. وأصيب أربعة أطفال صعقا بالكهرباء وتوفيوا في مستوطنة كليبفونتين.

أنقطاع الكهرباء

وتتمتع العديد من المنازل في البلدات الفقيرة الواقعة على مشارف ثاني أكبر مدينة في جنوب إفريقيا بوصلات كهرباء مؤقتة، حيث يربط الناس منازلهم أو أكواخهم بخطوط الكهرباء الموجودة بأنفسهم. إنها غير قانونية وخطيرة، ولكنها منتشرة على نطاق واسع نسبيًا.

وضربت عاصفة منطقة كيب تاون ومقاطعة كيب الغربية الأكبر حجما لمدة ثلاثة أيام، مما تسبب في فيضان ضفاف الأنهار وإغراق المناطق السكنية والطرق الرئيسية، سواء في المناطق الساحلية أو الداخلية. وتم إجلاء المئات.

وقالت هيئة الكهرباء الوطنية إن الانقطاعات الناجمة عن الطقس تركت أكثر من 80 ألف عميل في جميع أنحاء المقاطعة بدون كهرباء. وانخفض هذا العدد إلى 15 ألفا بحلول يوم الثلاثاء مع تراجع هطول الأمطار.

ضحايا الفيضان

وقال مسؤولون محليون إن ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم بعد أن جرفتهم مياه الفيضانات في منطقة أوفربيرج الزراعية، على بعد ما يزيد قليلاً عن 100 كيلومتر شرق كيب تاون. وتعد المنطقة واحدة من أهم مناطق زراعة القمح في جنوب أفريقيا، وكانت هناك مخاوف من حدوث أضرار جسيمة للمحاصيل والبنية التحتية بسبب الفيضانات.

وتعتبر العواصف الناجمة عن الجبهات الباردة شائعة في منطقة كيب تاون ومقاطعة كيب الغربية. وتسببت موجة باردة في يونيو في أضرار تقدر بنحو 50 مليون دولار للقطاع الزراعي في مقاطعة كيب الغربية، وفقا لحكومة المقاطعة.

إقرأ أيضا

غرس شريحة في دماغ أمريكية يخفف عنها الوسواس القهري فما القصة؟

معاناة أفريقيا من التغيرات المناخية

يعتبر جزء كبير من العالم أن توقعات الطقس اليومية أمر مفروغ منه. لكن أغلب سكان أفريقيا البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة يعيشون دون معرفة مسبقة تذكر بما سيأتي ويمكن أن يكون ذلك مميتًا ومكلفًا، حيث تصل الأضرار إلى مليارات الدولارات، فضلا عن آلاف الضحايا كما حدث في ليبيا والمغرب مؤخرا.

وتعاني القارة أكثر من غيرها من تغير المناخ بينما تساهم فيه بأقل قدر، إن الاستثمار الكبير في تكيف أفريقيا مع تغير المناخ، بما في ذلك تحسين التنبؤ، سوف يشكل هدفاً عاجلاً. وتعد القارة الأفريقية أكبر من مساحة الصين والهند والولايات المتحدة مجتمعة. ومع ذلك، لا تملك أفريقيا سوى 37 منشأة رادارية لتتبع الطقس، وهي أداة أساسية إلى جانب بيانات الأقمار الصناعية ومراقبة السطح، وفقا لقاعدة بيانات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية. في جين أن أوروبا لديها 345 منشأة رادار وفي أمريكا الشمالية 291. ويتوقع الخبراء أن تغير المناخ سيكلف أفريقيا أكثر من 50 مليار دولار سنويا بحلول عام 2050. وبحلول ذلك الوقت، من المتوقع أن يتضاعف عدد سكان أفريقيا.

تفوق كيني

تعد كينيا واحدة من الدول القليلة في أفريقيا، التي يُنظر إليها على أنها تتمتع بخدمات مناخية متطورة نسبيًا، إلى جانب جنوب إفريقيا والمغرب. وخصصت كينيا حوالي 12 مليون دولار هذا العام لخدمات الأرصاد الجوية، وفقا للخزانة الوطنية. في المقابل، بلغ طلب ميزانية خدمة الأرصاد الجوية الوطنية الأمريكية للعام المالي 2023 1.3 مليار دولار.

وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في عام 2019: “على الرغم من أنها تغطي خمس إجمالي مساحة اليابسة في العالم، إلا أن أفريقيا لديها شبكة المراقبة البرية الأقل تطورًا بين جميع القارات، وهي في حالة متدهورة”.

وبسبب نقص التمويل، انخفض عدد عمليات الرصد التي تتم بواسطة أجهزة الغلاف الجوي التي تستخدم عادة مع بالونات الطقس بنسبة تصل إلى 50% فوق أفريقيا بين عامي 2015 و2020، وهي “مسألة خطيرة بشكل خاص”، حسبما ذكرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في تقرير لها العام الماضي.

وقال التقرير إن أقل من 20% من دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تقدم خدمات موثوقة في مجال الطقس. “محطات الأرصاد الجوية متباعدة جدًا بحيث لا يمكن استقراء بياناتها على المستوى المحلي بسبب اختلاف التضاريس والارتفاعات.”

دعم دولي

تحصل 13 دولة من أكثر الدول الإفريقية التي تعاني من شح البيانات، بما في ذلك إثيوبيا ومدغشقر والكونغو، على أموال لتحسين جمع بيانات الطقس ومشاركتها من الصندوق الاستئماني الذي أنشأته الأمم المتحدة، وهو مرفق تمويل الملاحظات المنهجية. وقد دعمت آلية تمويل قديمة مع العديد من الشركاء أنفسهم، وهي أنظمة مخاطر المناخ والإنذار المبكر، تحديث أنظمة الأرصاد الجوية في ستة بلدان في غرب ووسط أفريقيا. ومع تزايد شيوع الصدمات المناخية، مثل أسوأ موجة جفاف تشهدها الصومال منذ عقود، فإن التسجيل الأفضل لبيانات الطقس يمثل حاجة ماسة لعملية صنع القرار.

وفي بلدان مثل الصومال وموزمبيق، التي تضم بعض أطول السواحل وأكثرها عرضة للخطر في القارة، ساهم الافتقار إلى أنظمة الرصد الفعّالة للطقس والإنذار المبكر في وفاة الآلاف في كوارث مثل العواصف الاستوائية والفيضانات.

بعد أن ضرب إعصار إيداي وسط موزمبيق في عام 2019، قال السكان لوكالة أسوشيتد برس إنهم تلقوا تحذيرات قليلة أو معدومة من السلطات. وقُتل أكثر من 1000 شخص، جرفت مياه الفيضانات بعضهم بينما تشبث أحباؤهم بالأشجار.

وكان إعصار إيداي هو الكارثة الأكثر تكلفة في أفريقيا، حيث بلغت 1.9 مليار دولار، في الفترة من 1970 إلى 2019، وفقًا لتقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية عن الظواهر الجوية المتطرفة وخسائرها الاقتصادية والإنسانية.

وداعا جوليا

أعلن السودان، ترشيح فيلم “وداعا جوليا” من تأليف وإخراج محمد كردفاني للمنافسة على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم عالمي، ضمن الدورة السادسة والتسعين للجوائز الأشهر بمجال السينما. وتدور أحداث الفيلم في الخرطوم قبيل استقلال جنوب السودان عن شماله، حيث تحاول مطربة سابقة التطهر من ذنب قتل رجل جنوبي من خلال استضافة أرملته في بيتها وتوظيفها كخادمة لمساعدتها.

تقرير اللجنة الوطنية

وقالت اللجنة الوطنية لاختيار الفيلم السوداني المرشح لجائزة الأوسكار في بيان، بصفحتها على فيسبوك “انعقد أكثر من نصف أعضاء اللجنة لقبول الترشيحات واختيار الفيلم السوداني، على الرغم من الظروف الدامية التي تمر بها البلاد منذ 15 أبريل الماضي”.

وأضافت “ارتأت اللجنة أن اندلاع الحرب لا يجب أن يقف عائقا أمام الفنانين والفنانات لا سيما السينمائيين/ات منهم، لممارسة حقوقهم في العمل والإبداع، وتمثيل اسم السودان في المحافل الدولية، والإسهام بشكل فعال في عكس صورة مختلفة عن الحرب والدمار”.

وفي وقت سابق من الشهر، أعلنت اللجنة المشكلة منذ عام 2020 بقرار من وزارة الثقافة، أنها نجحت في “لم شمل 10 من أعضائها لمباشرة عملهم وبدء النظر في الأفلام المستوفية لشروط الترشح”.

ويتوقع أن تعلن أكاديمية فنون وعلوم السينما الأمريكية القائمة الأولية للأفلام المقبولة في مسابقة أوسكار أفضل فيلم عالمي، في ديسمبر، بينما تصدر القائمة القصيرة في يناير. وسيقام حفل إعلان وتوزيع الأوسكار في 10 مارس 2024 بمدينة لوس انجلوس الأمريكية.

البحث عن شريك الحياة عبر الانترنت في الصومال

حظي “جوردون” وهو تطبيق جديد عبر الإنترنت للعثور على توأم روحك وشريك الحياة بانتشار واسع ونجاح كبير في المجتمع الصومالي المحافظ، لكن في هذا المجتمع الإسلامي المحافظ في القرن الأفريقي، لا يعد Guurdoon بمثابة Tinder جديد،  فهو يهدف إلى العثور على رفيق الروح لتكوين أسرة. وتم إطلاق التطبيق في أكتوبر 2022، ويضم بالفعل عشرات الآلاف من المشتركين، وفقًا لمؤسسيه.

في “Guurdoon” (“بحثًا عن الزواج” باللغة الصومالية)، لا يمكنك “تمرير” الملفات الشخصية أو الصور إلى اليمين أو اليسار، كما تفعل في التطبيقات الغربية Tinder أو Bumble.

ولكن عليك أولاً الإجابة على سلسلة من الأسئلة مثل “اختر الملف الشخصي الذي تفضله: 1. أعزب 2. أرملة”، أو “هل تبحث عن شخص لديه وظيفة؟”. اعتمادًا على الإجابات المقدمة، يتم بعد ذلك اقتراح الملفات الشخصية.

آراء المستخدمين

وقالت رحمة حسين أنها غير نادمة على دفع مبلغ 23 ألف شلن صومالي (أقل من يورو واحد في سوق العملة السوداء) للوصول إلى التطبيق. وتقول الممرضة البالغة 23 عاما لوكالة فرانس برس: “إنه يعمل بشكل جيد للغاية وسهل الاستخدام”. وتبتسم قائلة: “الأمر أقل صعوبة من مقابلة الغرباء جسديًا. عندما تتفاعل مع شخص ما عبر الإنترنت، يمكنك أن تسأله جميع الأسئلة التي تريدها وتتأكد من أنه مناسب لك قبل مقابلته”.

ويستخدمه أيضًا سائق التوكتوك في العاصمة مقديشو، عبد الفتاح أدان. “لقد أدخلت الصفات التي أردت أن أجدها في شريكي واقترح التطبيق حوالي ثمانية أشخاص”، يوضح الشاب: “أحتاج فقط إلى اتخاذ قراري واختيار واحد”.

صانع التطبيق

ويقول مديره أحمد أبشير جيدي: “لقد انهار كل ما يحتاجه المجتمع، بما في ذلك الأسرة التي هي عموده الفقري”. ويضيف: “لدينا اليوم مشاكل كبيرة في الزواج. فشبابنا يتسارعون إلى الزواج ومن ثم الطلاق على الفور”. وأدت الاجتماعات مع الزعماء الدينيين والشيوخ والمثقفين حول هذا الموضوع إلى ظهور فكرة جوردون.

ويوضح قائلاً: “لقد فهمنا الحاجة إلى تعزيز منصة حيث يمكن للأشخاص من جميع الأعمار الالتقاء والعثور على بعضهم البعض كشركاء لأن شبابنا يتواجدون بشكل أساسي على شبكات التواصل الاجتماعي هذه الأيام”.

تم إنشاء التطبيق من قبل جمعية Guryosamo، التي تأسست عام 2012 لتشجيع الزواج ومساعدة الشباب الراغبين في الزواج ولكنهم يفتقرون إلى القدرة المالية للقيام بذلك، في هذا البلد الفقير الذي مزقته الحرب الأهلية بعد سقوط الدكتاتور سياد بري عام 1991. ولا تزال تعاني حتى اليوم من تمرد حركة الشباب الإسلامية المتطرفة.