همتك نعدل الكفة
173   مشاهدة  

هنا جودة .. يعجبني أخدك للكتب بالحضن   

هنا جودة
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



لا يمكن أن تراها إلا وتشعر بأنه متأخرة عن الدرس .. تلك المراهقة، حرّة الضفائر، طالبة الثانوية العامة، التي لا تتحرك إلا في نطاق المكتبة والدرس. وعلى قدر (الفرك) التي يتملّكها فهي غالبًا ما تواجه العالم بالصمت والتفكير العميق في المجموع النهائي الذي ينتظره أعضاء البيت جميعًا .. تلك البنت التي اختُصر مصطلح “الجَدعنه” في هيئتها، وعلى صغرها يبدو أنها مدركة بشدّة لحجم المسؤولية التي تقع على كتفيها فثقلت شخصيتها إلى حدٍ كبير .. وإن كان العبقري صلاح جاهين- والذي أهدى ابنته سامية قصيدة “يا بنت يا ام المريلة كحلي”- وإن كان على قيد الحياة فلن يتردد دون لحظة أن يهدها مرة أخرى للاعبة تنس الطاولة، الفراشة المصرية هنا جودة.

 

أفرز الجيل الجديد رموزًا – والتي تعتبر هنا جودة أحد رموزه-  ما يجعلك ترسم لهم صورة باهتة عن المستقبل، بل أحيانًا ويتملكك الشعور الزائف بالحكمة وتتخيل أن لا مستقبل لهذا الجيل من الأساس، لكن وبشكل تلقائي، تجد نفسك ضامَّا قبضة يدك في انفعال، مشجعًا، وداعمًا، ومتفائلًا، عندما تجد تلك البنت تشجع نفسها بين النقطة والأخرى على طاولة التنس، وأخريات يحملن الـ cv بين أحضانهن ويقفن طابورًا أمام وظائف العمل الشاغرة كي لا يشتكين الحال بينما تجدهم ليلًا على الفيس بوك بسيلفي “بوز البطة” فلا تشعر بأنهن صاحبات مسؤولية، ويبدو أنهن من فهمن الدنيا صح، فأصبحن بوجهين محترفين، يعشن المسؤولية على قدرها ولا يتحكم فيهم النكد والسوداوية.

 

كانت هنا جودة ضلعًا في نهائي كأس إفريقيا مع زميلتها، أسطورة تنس الطاولة، دينا مشرف .. وعادت في النتيجة بعدما اقتربت من خسارة البطولة المقامة في كينيا، لكنها فازت في النهاية .. لكن من يشاهد المباراة يدرك جيدًا أين تكمن قوة هنا جودة، فمن اللحظة الأولى ستدرك أنها ليست لاعبة تنس طاولة على قدر ما هي شخص مسؤول، تلميذ نجيب كدّ أهله كي يدخل تلك المدرسة وعليه أن (يطلع الأول) وإلا فلا، تلك النوعية من البنات التي كُنّ يخجلن قديمًا من رسم الحواجب والتكحيل باستخدام أدوات المكياج، لكن النسخة الجديدة منهن أصبحن أكثر مسؤولية بالنهار، وأكثر جمالًا في حفلات أمير عيد ولعب الاسكيت، وتركن التندّر لأصحابه.

 

 

إقرأ أيضا
أسود كوبري قصر النيل

مثل هذه الـ (هنا) لا خوف عليها، بل يجب أن نسلم لها ولمثيلتها من بنات وأبناء الجيل زمام الأمور بلا خجل، فهؤلاء أدركوا الدنيا (بدري بدري)، ولم يضيع عمرهم فيما هو عقيم .. لم يطاردوا الدخان ليثبتوا أن هناك حريق .. ولم يسمعوا –والحمد لله-  كثيرًا وعملوا كي يبدو لك الآن أن النجاح بكل تلك البساطة وبكل هذا الجمال .. وهكذا ستسمر قصة هنا جودة وأصحابها من الجيل الجديد، وستسمر هنا جودة في نحت أسطورة البطولة لتصبح – بعد كام سنة – رمزًا تطغى شهرته كي تصبح شخصية عامة .. وهكذا ستضم كُتبها بالحضن حتى زغرودة شهيرة يعرفها الجميع بـ (زغرودة الثانوية العامة).

الكاتب

  • هنا جودة محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان