وائل غنيم ومحاولة فاشلة للقعود على “المداود”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لست من الذين يشبهون وائل غنيم بـ شر البقر وإن كنت جعلت عنوان المقال عنه مستوحى من المثل الشعبي المصري «ما يقعد على المداود إلا شر البقر».
محاولة القعود على المداود .. لماذا كانت ولماذا فشلت؟
ولا أنفي عن نفسي ذلك تأدبًا أو حتى مراعاةً لقيمة البقرة كبقرة وفوائد ما فيها من لحم ولبن وجلد وحتى خَتَاهَا الذي يحول إلى جلة تجلب التدفئة بعد تنشيفها.
إنما أرى أن ظهور كلام المرجفين في المدينة عن المقاومة الفلسطينية بطريقة وائل غنيم ومن شايعه هو يتشابه فعلاً مع المداود (مفرد مدود وهو مزود يوضع فيه العلف والتبن وتنطقه بعض البلدان بـ تَلِّيِس)؛ مجرد كلام كثير ومستهلك ومتكرر؛ لكن وائل غنيم فشل حتى في أن يلتهم ما بداخل المداود لأنه منافق.
والنفاق الذي أعنيه أن العنصر المشترك بين وائل غُنِيم وغيره من الذين يشبهونه، أنهم كانوا في زمن داعمين ومؤيدين للمقاومة الفلسطينية وإجرام الكيان الصهيوني، وفجأة انقلبوا وبحماسة شديدة لمهاجمة المقاومة، ليس من باب النقد وإنما من باب أنهم منافقون والنفاق كيِف.
مثلاً في إبريل 2021م كتب وائل غنيم منشورًا على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك (لا وجود للمنشور الآن فقد حذفه، لكن موجود اسكرين منه)؛ كلامًا عن المقاومة الفلسطينية وكيف أسهمت المقاومة الفلسطينية في إشغال إسرائيل عن مشروعاتها الاستيطانية.
قبل ذلك التاريخ بسنوات سحيقة وتحديدًا في سنة 2011م عقدت جامعة القاهرة لقاءًا مع وائل غُنِيم تزامنًا مع المظاهرات المصرية أمام السفارة الإسرائيلية وقال أنه سيشارك فيما أسماه الانتفاضة الفلسطينية الثالثة.
من أواخر 2021م بدأ موقف وائل غُنِيم يتغير لكن لم يكن محسوسًا؛ والآن يرى وائل غُنِيم أن ما حدث منذ البداية كان اعتداءًا من المقاومة على المدنيين، وتمادى في الكلام فروج ما يقوله الصهاينة حول أن المستشفيات مثل المعمداني وغيرها التي قصفها طيران جيش الاحتلال بها أسلحة.
ورغم الفجاجة فإن وائل غُنِيم منافق، فما قاله على الفيديو بفيس بوك غير الكلام الذي قاله سبيس في نفس التو واللحظة وإن كان في المجمل متفق من حيث المضمون.
بالتالي فإن نفاق وائل غُنِيم وتلقباته إزاء تلك القضية وهي المقاومة وفلسطين؛ سبب كافي لأن ينسف أي كلام يقوله حتى لو كان به وجهة نظر (إن كان فيه وجهة نظر).
هل الكلام الذي قاله وائل غُنِيم يستحق الرد والتفنيد ؟
بالتأكيد نعم .. لكن ليس الآن؛ لسببين :-
أحدهما :- أنه يستنزف التركيز والاتحاد عبر السوشيال ميديا من العرب في دعم فلسطين ومخاطبة الرأي العام العالمي الذي بدأ يتحرك في الإطار الشعبي.
ثانيهما :- أنه يحقق غرض ظهور وائل غُنِيم أصلاً، فهو شخص غير مؤثر باستثناء وضعه كـ تامب في الكوميكسات وغاب عن المشهد الترينداوي منذ بدء أحداث طوفان الأقصى، ويريد أن يظهر عليه، وبالمناسبة هو ليس كائن ترنداوي يحب التريند أو يُصْنَعَ منه تريند؛ إنما بمنطق «يعني صلاح طلعتوا تريند، ورمضان طلعتوه تريند، حتى بيومي فؤاد طلع تريند، ووائل سعيد عباس غنيم ميطلعش بهاشتاج ولا تريند يا شلاليط ؟!».
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال