وش وضهر مسلسل يستحق المشاهدة رغم مشاكله
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
سأم الناس مسلسلات الكوماند، والتي تدور أحداثها جميعا داخل الكومباوندات، وكأن المصريين حياتهم جميعا بداخلها.
اشتاق الجمهور لرؤية قصصا من داخل محافظات مختلفة، وهذه ضمن أسباب نجاح مسلسل وش وضهر.
وش وضهر من تأليف ورشة كتابة لأحمد بدوي وشادي عبد الله تحت إشراف السيناريست الكبيرة “مريم نعوم”
وتجري أحداث المسلسل بين القاهرة وطنطا، فيما تطورت المخرجة مريم أبو عوف في إخراجها وبروزت لنا أماكن روحانية من طنطا واحتوى المسلسل على كادرات بديعة بينها وبين القاهرة.
أقرأ أيضا …جزيرة غمام قرية مليئة بالرموز من قصص الأنبياء وحتى ريح قوم عاد
أما عن الأداء التمثيلي فقد كانت ريهام عبد الغفور في رأيي نجمة المسلسل، وهي مؤخرا في تطور مستمر يدهش الجمهور، ولكن هذا الدور (ضحى) كان من الأدوار التي تألقت فيها بشكل ملحوظ وخاصة أنه من الأدوار التي غيرت جلدها تماما.
فتاة من الفلاحين بسيطة محجبة تعمل بمصنع تدفعها ظروفها لتغيير حياتها وقلبها رأسها على عقب..
اختفت ريهام عبد الغفور تماما من الصورة، كنا نشاهد طوال الوقت ضحى بشكل عبقري.
فيما كان إياد نصار كعادته ممتاز، ولكن في رأيي هذا مسلسل ريهام عبد الغفور.
أقرأ أيضا..جزيرة غمام يثبت أن الإبداع هو ما يرفع من الذوق العام
أما عن مفاجأة المسلسل ، فكانت ثراء جبيل؛ الفتاة الجميلة التي أبدعت في دور بنت بسيطة من نفس الطبقة التي تنتمي إليها ضحى.
فاجأتنا ثراء التي نراها في أدوار بعيدة تماما عن هذا الدور بأداء قوي أثبتت فيه أنها ليست مجرد وجه جميل، ولكنها ممثلة قوية.
أما عن إسلام إبراهيم فهو معجون بمياه إبداع، فقد غير جلده أكثر من مرة وخاصة عندما ظهر برمضان الماضي بمسلسل راجعين يا هوا، ثم تألق بدور عبده وردة بهذا المسلسل، ولا تخلو أدواره بالتأكيد من نزعة كوميدية يجيد إدارتها إسلام بسلاسة.
ويعد من أبطال وش وضهر دور الملابس بقيادة الفنانة ريم العدل، فقد حولت ريم الشخصيات للحم ودم وروح بملابس تناسب كل شخصية.
اهتمت ريم بالتفاصيل حتى صدقنا الشخصيات منذ الحلقة الأولى، وهذه عادتها ويستحق فنها الإشادة به.
السيناريو الذي يصعد بالعمل للسماء أو ينزل به إلى الهاوية
السيناريو إجمالا جيد ولكن وقع أصحابه في أخطاء لم تناسب طبيعة عمل تميز من التتر والموسيقى حتى التصوير والملابس.
فبالحلقة الأولى دفعنا كتاب العمل كي نصدق أن هناك عصابة يمكن أن تترك ألفات لشخص لا يعرفونه يجلس على الرصيف لمجرد أنه قال أنا فلان دون اسمه الثنائي أو اسما حركيا متفق عليه بينهم.
فلا يوجد أشخاص فاسدون لا يعرفون مع من يتعاملون، ولا تحدف الحداية كتاكيت ولا تهطل السماء بالأموال.
فكان هذا المشهد الهام في تتابع الأحداث سقطة بالسيناريو واستسهال من الكتاب.
فيما اختيار جمال (إياد نصار) بشكل عشوائي لطنطا كي يهرب إليها كان اختيارا غريبا من شخص يبمنطق كل شيء ويحسب لكل شيء، خاصة أن طنطا مدينة يمكن بسهولة كشفه فيها، عكس الأماكن النائية بالقرى مثلا .
فيما كانت مشاهد الفلاش معظمها بغير محلها ومكررة، يمكنك تصنيفها كحشو بالمسلسل لم يكن له أي أهمية.
ولم يكن مبررا أن تعود ضحى إلى الرقص بعد خطبتها من جمال، وخاصة أن عبده وردة كان يبدو جدعا رغم كل تهوره ولن يضغط عليها بشكل حقيقي من أجل هذا الدين.
وكنت أتمنى لو شاهدنا ولو مشهد واحد قبل اتجاهها للرقص مع صديقتها عن معاناتها واحتياجها للمال كي تساعد أختها على الزواج؛ لأن هذا القرار من فتاة فلاحة في الأصل ليس بالسهل.
إجمالا وش وضهر مسلسل يستحق المشاهدة لولا هذه السقطات، وحقق نجاحا جماهيريا مستحقا ليثبت لنا أن هناك أعمال وشها كضهرها بُذل فيه مجهودا صادقا.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال