يا بخته “هاني شاكر” و”أحمد سعد” محاولة رخيصة لركوب الترند.
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
منذ أيام قليلة انتشر مقطع فيديو يجمع بين سيادة النقيب “هاني شاكر” و المطرب “أحمد سعد” يتمازحان حول لقاء فني مرتقب بينهما، هذا المقطع الذي يثير الغثيان بسبب الإفراط في الضحك المصحوب بـ إفيهات وقلشات رخيصة جدًا لا يضحك عليها سوى صاحبها، وبدا أحمد سعد وكأنه في حالة غير متزنة يضحك بشكل مبالغ فيه مع سيادة النقيب صاحب التاريخ الفني العريض الذي بدأ قبل أن يولد سعد نفسه.
بعد الفيديو بأيام قليلة صدر الدويتو الغنائي الذي حمل عنوان “يا بخته” من كلمات “أحمد إبراهيم” ولحن “أحمد سعد” ومن توزيع “محمود صبري” .
فكرة الأغنية تقليدية بحتة تم اجترارها ملايين المرات في الأغاني الشعبية، بمفردات سطحية ساذجة مقتبسة من ملصقات الميكروباصات والتكاتك مثل “ما قدرناش مايلزمناش طالما شيطانه بيوزه” وتكرار المعاني “يا بخت اللي احنا من بخته ويا حظ اللي احنا من حظه” مجرد كلمات مقفاة مرصوصة بشكل عشوائي جدًا.
أقرأ أيضًا …. أحمد سعد ورحلة التحول من الطرب إلي موجة كوميدي.
اعتمد لحن أحمد سعد على جملتين بالتمام تم إعادتهم طيلة الأغنية مع أداء سيئ من الثنائي “شاكر” و”سعد” أما التوزيع فحدث ولا حرج، موسيقى بإيقاع صاخب جدًا و لزمة موسيقية تحاكي أغاني المهرجانات، تلك الأغاني التي يطارد سيادة النقيب صناعها طول الوقت.
يبدو هاني شاكر بتلك الأغنية في قمة تناقضه، ولنتحدث بلسانه هو شخصيًا كنقيب دائم تصدير نغمة حماية الذوق العام من الهبوط، فهل ساهمت تلك الأغنية بالارتقاء بالذوق العام أما أنها لم تختلف كثيرًا عما يقدم حاليًا ويخرج علينا كل يوم سيادة النقيب كي يمارس طبقيته على تلك النوعية من الأغاني التي يسمح لنفسه بغنائها وفي نفس الوقت يطارد من يفكر في أن يغنيها.
بعد حفل زفاف “هنادي” بنت الموسيقار هاني مهني خرجت علينا نقابة المهن الموسيقية بيان تنتقد فيه دعوة ثلاث من مطربي المهرجانات بحجة أنهم غير مسجلين كمطربين معتمدين من النقابة، كان البيان مجرد مزايدة رخيصة معتادة من النقابة التي جلس على مقعد رئاستها في يوم من الأيام شاعر ومؤدي لا يعرف الفرق بين البياتي والنهاوند.
لكن الحقيقة تقول أن اثنان منهما يحملان عضوية النقابة، بل أن حسن شاكوش أحد من يتهمه سيادة النقيب بالإسفاف والهبوط الفني صنع أغنية ناجحة تخطت العشرين مليون مشاهدة في ثلاث شهور وللعجب كانت مع نفس المطرب الذي يغني معه الأن، فهل كان يعلم ذلك أم تغاضي عنها، أم تخطى الأمر القوانين واللوائح وأصبحنا أمام غيرة ونفسنة فنية من هذا الجيل الذي يحقق نجاحًا جماهيريًا ضخمًا تخطى جماهيرية سيادة النقيب نفسه الذي لم نسمع له أغنية واحدة ناجحة منذ منتصف التسعينات ويبحث الآن عن أي تواجد حتي لو اضطر لمحاكاة الاغاني التي هاجمها مرارًا.
كان أحرى بسيادة النقيب بدلاً من تلك المزيدات وإضاعة الوقت في صراعات لا طائل منها، أن يحارب تلك الموجة التي يراها مسفة بنفس سلاحها وهو الفن، وهو الذي يمتلك تجربة غنائية كبيرة وخبرات تراكمية تجعله يدقق في اختياراته الفنية، لكنه يبدو في حالة تشتت وتناقض فني جعلته ينساق خلف الترند ويخضع لهذا الشكل الغنائي الذي أصبح واقعًا ملموسًا لكنه مصر على انكاره.
الكاتب
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال