يوسف شعبان وأدوار الشرير الأخلاقي في مسيرته .. مثل سلامة فراويلة
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ترك يوسف شعبان مكتبةً من الأدوار التي جسدها في مسيرته الفنية، وأغلبها كان منحصرًا في دور الشرير الأخلاق سواءًا كانت درامية أو سينمائية، مع قليل من الشخصيات ذات الطابع الخَيِّر.
اقرأ أيضًا
عن يوسف بك شعبان
يُقَسِّم بن سينا الشر إلى 3 أنواع أحدهم هو الشر طبيعي الذي يؤذي الإنسان في سلامته، وثانيهم الشر الأخلاقي ويتعلق بالأفعال الاختيارية مع وجود قلب، بينما الثالث هو الشر الميتافيزيقي وهو أن يؤذي من حوله بأن يكونوا ناقصين، وقد جسد يوسف شعبان النوع الثاني باقتدار فهو وإن كان يترك بصمة خاصةً في أدوار الشر التي جسدها، لكن كان لروحه في تلك الشخصيات الشريرة بصمة أعطت لأدواره مذاقًا مختلفًا.
حافظ رضوان .. التناقض غير المفهوم
في سنة 1983 م كانت أول أقوى أعمال يوسف شعبان في دور الشرير غير الميتافيزيقي عبر مسلسل الشهد والدموع حيث جسد شخصية حافظ رضوان الأخ الطامح الطامع الذي وقف في زواج أخته إحسان لكي يستطيع الاستيلاء على مالها، واستولى على مال أبيه قبل تكفينه، ثم أخذ نصيب شقيقه شوقي أو بالأحرى جاء إليه.
كل هذه الأفاعيل التي قام بها حافظ رضوان تجعل منه شريرًا صرفًا، خاصةً مع تحكم زوجته فيه، إلا أن بعض لمحة من الخير غير مفهومة، أهي من وجع الضمير أم أن له قلب، فهو كان يبر أهل أخيه شوقي من باب الإحسان مع محبة كانت واضحة عليه في الحلقة الأخيرة من الجزء الأول.
مع الجزء الثاني ظهر حافظ رضوان بقوة في الشر لكن في نفس ذات الوقت كان به لمحة إنسانية، فهو ضعيف أمام أولاده جميعًا لدرجة أنه لم يعترف لمخلوق بجريمة استيلاءه على أموال شقيقه حافظ إلا أمام ابنته ناهد وفي نهاية الجزء الثاني لم يجد أمامه إلا مأوى له سوى المسجد بعدما أخذ كل الأموال ليتبرع بها
عباس الضو مثل سلامة فراوية
“بحبكم .. حتى لو كرهتوني”
كانت هذه هي الجملة الأقوى على لسان سلامة فراويلة لأولاده في مسلسل المال والبنون الذي يقوم على مسألة أموال سلامة فراويلة وهل هي حرام أم حلال ؟.
كان عباس الضو يرى بأن أموال سلامة فراويلة حرام لأنها من الآثار المملوكة للدولة و لو كانت الآثار حلالاً فيجب على سلامة فراويلة أن يعلن على الملأ عثوره على الكنز وبعد ذلك يقوم بتوزيع الأموال على الفقراء؛ أما سلامة فراويلة فيرى أن هذه الأموال ملكًا له وليس حرامًا.
مع الأخذ في الاعتبار بأن الإتجار في الآثار ممنوع قانونًا، وبعيداً عن أحداث المسلسل التي اتخذت من الدين مبررًا لرفض أموال سلامة فراويلة، فإن عباس الضو كفراويلة تمامًا على خطأ، لأن الكنز ملك لمن عثر عليه والذي عثر عليه كان اثنين يعملان عند فراويلة ووجدًا الكنز في أرض ليست ملكه.
أما مبدأ الإعلان عن عثور الكنز الذي يؤمن عباس الضو فهو دينيًا غير صحيح إذ يرى الدين في الكتب التراثية القديمة وجوب إخراج الخُمْس لصرفها في مصارف الزكاة والباقي لمن عثر على الركاز (الآثار).
وهبي السوالمي .. الحقد الذي كاد أن يكون مبررًا
الحقد هو عنوان قصة وهبي السوالمي في مسلسل الضوء الشارد فهو قد طوع كل إمكانياته للثأر من العزايزة لدرجة أنه استخدم ابنته في الخطة وآذى كل من حوله مثل رئيسة الغازية، وحين قالت له ابنته أنها صارت مجرمة مع السوالم قال “على قولك .. كلنا نبقوا مجرمين”.
لكن هناك ملمح من الخير موجود في وهبي السوالمي وهو علاقته مع أبيه، وتمثل علاقته تلك إحدى أكثر التناقضات في شخصية وهبي، فهو يحترم أباه للغاية ومثل موته انهيارًا كاملاً بالنسبة له خاصةً في مشهد وداعه، وقبل أن يُدْفَن أبيه طلب وهبي من ابنته أن لا تتأثر بكلام جدها.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال