بورقيبة وفطومة.. “رئيس تونس” بكى أمه 87 عامًا وسعى نحو حرية المرأة

رجل أثار الجدل حيًا وميتًا، اختلف كثيرون حوله هل كان قائدًا مجاهدًا؟ أم رجل سعى لطمس هوية تونس الخضراء العربية والدينية أم كان يدرك قيمة العلم ودوره في النهوض بوطنه، هل كان نظيف اليد يحب الصدق ويكره من يتملق إليه ويحرجه أم كان يحب الثناء ويقضي على معارضيه!

البعض يتهمه بتسخير موارد بلده لتطوير مسقط رأسه على حساب مدن أخرى، فقط لأنها مسقط رأسه، آخرون بفخرون برئيس ظل نظيف اليد ورحل دون أن يترك ثروةً، حتى بعد وفاته أثارت محاكمته الرمزية بتهمة التورط في اغتيال الزعيم السياسي صالح بن يوسف بعد مرور 58 عامًا على الحادثة، جدلًا كبيرًا.

رغم الجدل السابق لا أحد يستطيع أن ينكر أن الحبيب بورقيبة وهو أول رئيس للجمهورية التونسية (أبو تونس)، لعب دورًا مهمًا في قيادة بلاده نحو الحرية والاستقلال من الاحتلال، ولا عظم دوره في حياة وحرية وتقديره للمرأة التونسية وحبه لأمه التي قابلها عشرة أعوام فقط ثم رحلت لتترك في نفسه أثرًا عظيمًا وحبًا وتقديرًا لكل امرأة.

بحي الطرابلسية في بلدة المنستير، عام 1903، وُلد ابن لسيدة يغارون منها فقط لأنها الأكثر إنجابًا للذكور.

نعم مع مولده هلل أفراد أسرته “الحمدلله ولد”.. “أخر العنقود” كان اسمه الحبيب وكان الابن الثامن لأمٍ أربعينية اسمها “فطومة خفشة”.

لما سمع الصغير الرواية السابقة لم يدرك سبب التهليل ولا سبب الغيرة أيضًا، لكن شيئًا ما بقى في صدره وعقله.

تمر الأعوام ويدرك أن هناك تفرقة ما بين الجنسين جعلت أسرته تحتفي به وأشعلت الغيرة في قلوب بعضهن، فقط لأنه وُلد ذكرًا.

لكنه استنكر هذا التمييز الأعمى، طوال حياته.

كان عنيدًا وشجاعًا لا يخاف أن يتخذ قرارات ربما كانت ستكلفه حياته؛ وكيف لا يشبه أمه فطومة التي ثارت على غيرة سلفاتها وقررت أن ترحل وتعزل من بيت الجد بسبب سوء معاملتهن ولم ترضخ لرغبة البعض في البقاء في موطن يتيح الفرصه للشجار والأذى؛ لأنها القواعد أو التقاليد!

10 أعوام فقط كانت كافية لأن تغرس فيها فطومة الكثير والكثير في شخصية الحبيب، على الرغم من قله هذه الأعوام إلا أنه أحبها حبًا شديدًا تعلق بها لدرجة أنه كان يبكيها كلما جاءت سيرتها، ويجهش بالبكاء وكأن الزمن توقف أمام رجل فقد بوصلته في الحياة حتى لو أصبح رئيسًا، حتى لو كان يقف أمام جموع شعبٍ عظيم ليلقي خطابًا.

“عقل المرأة لا يقل قيمة عن عقل الرجل”.. بورقيبة

بو رقيبة له خطب وجمل كثيرة يؤكد فيها سعيه وإصراره نحو حصول المرأة على كاقة حقوقها، وتأسيس الاتحاد النسائي.

حرص على إنارة عقولهن بالتعليم وتنشئة جيل مستنير بالعلم.

وهو صاحب المقولة الشهيرة “انظري إلى الدنيا بغير حجاب”.

وهو واحد من أهم الشخصيات العربية التي فتحت الطريق أمام المرأة الشرقية وبخاصه التونسية لتحصل على حقوق رائدة.

مات يوم عيد الأقباط والمسلمين.. الأيام الأخيرة في حياة بيرم التونسي

أصدر مجلّة الأحوال الشخصية أغسطس 1956، لتحصل على حقوق كثيره منها “إقرار الطلاق في المحاكم وتحديد سن الزواج.

“سأفرض حرية المرأة وحقوقها بقوة القانون .. لن أنتظر ديمقراطية شعب من المنخدعين بالثقافة الذكورية باسم الدين”.. بورقيبة

بهذه المجلة صدرت تشريعات عديده بينها:

إقرأ أيضا

منتخب مصر .. هل يمكن للمدرب الوطني أن يحل الأزمة؟

“قانون منع تعدُّد الزوجات، ورفع سن زواج الإناث إلى 17 سنة”

“منع إكراه الفتاة على الزواج من قبل وليّ أمرها”

“إقرار المساواة الكاملة بين الزّوجين في كل ما يتعلق بأسباب الطلاق وإجراءاته وآثاره”

بعهد بورقيبة الذي حكم تونس ما يقرب من (30 عامًا)، حصلت المرأة التونسية على حقها في العمل السياسي تصويتا وترشيحا.

أصبحت المرأة وزيرة في عهده أيضًا، إذ جاءت فتحية مزالي والتي عُرفت بقاهرة الذكورية، أول وزيرة على رأس وزارة العائلة والنهوض بالمرأة خلال الفترة من 1983 حتى 1986.

إذا كنت ابنًا لفطومة الجريئة الشجاعة فلا خيار لديك إلا أن تكون أبًا لتونس الحرة الأبية.

عام 2000 تُوفي الحبيب بورقيبة.

مصادر: (1)، (2)، (3)، (4)، (5)، (6)، (7)،(8)، (9)