بعد قصف منزله.. فلسطيني للميزان: دخولي مستشفى العريش أعطى لي أملًا أن يعيش الولد
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وقوات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب ما يُحرم دوليًا والعالم بمؤسساته الدولية وحكوماته الغربية التي تهتم بحقوق الإنسان ـ كما يزعمون ـ صامتون، آلاف الأطفال قُتلوا تحت الأنقاض، أو بالرصاص الحي، وحتى الأسلحة المحرمة دوليًا ماتوا بسببها.
وتواصل قوات الاحتلال انتهاك الإنسانية يومًا بعد يوم، ففي بداية حرب غزة، أبلغت سكان غزة بإخلاء المكان وأن ينزحوا جنوبًا، لكنّ لا وجود لشبر آمن في غزة، إذ قامت قوات الاحتلال بقصف المباني والمنشآت السكنية، مما أسفر عن مقتل المئات.
اقرأ أيضًا: تهجير الشمال وقصف الجنوب.. فلسطينيون للميزان: الاحتلال لم يترك شبرًا أمنًا في غزة
الجنوب كما الشمال فمجرد أن دمرت قوات الاحتلال الكتل السكنية والمنشآت في شمال غزة، قامت على الفور بقصف عنيف في الجنوب، حتى أصبحت غزة عن بكرة أبيها مدينة أشباح، رائحة الموت في كل نفس.
ومع القصف المتواصل، تذكرت الأمم المتحدة أن هناك جرائم حرب في هذه البقعة من الأرض، إذ أن قوات الاحتلال قصفت المستشفيات، ومنعت دخول الأدوية، ومنعت دخول الوقود، وأصبحت المستشفيات مقابر جماعية.
ومنذ اللحظات الأولى لهذه الحرب البشعة والإبادة الجماعية في غزة، قامت الدولة المصرية بعدد من الإجراءات لوقف تصاعد الأحداث، ووقف القتال الذي راح ضحيته الآلاف، وأصرت مصر على دخول المواد لإغاثية والأدوية من خلال معبر رفح.
اقرأ أيضًا: إبادة جماعية لعائلات غزة وشهود عيان للميزان: الجثث بلا رؤوس في خان يونس
ومع تحذيرات المستشفيات في قطاع غزة من نفاذ الوقود لتشغيل الكهرباء اللازمة ونقص الماء ونقص الأدوية، سعت مصر لدخول المصابين بإصابات شديد الْخَطَر، من حاملي الجنسية الفلسطينية فقط، وبالفعل دخل قرابة الـ 80 مصابًا بهوياتهم الشخصية لتلقي العلاج في المستشفيات التي خصصتها الدولة المصرية ولعل أهمها مستشفى العريش وبئر العبد والشيخ زويد في محافظة شمال سيناء.
و” مازن أبو جزر” واحد من المرافقين للحالات الحرجة التي دخلت مصر عبر عربات الإسعاف مرافقًا لحالة حرجة حرجة جدًا، فيقول : “دخلت معبر مصر عن طريق عربات الإسعاف التي نقلتنا من المستشفى إلى مستشفى العريش في مصر “.
قتلت كافة العائلة في القصف العشوائي لوسط غزة، لم يبقى سوى ابن أختي المصاب بإصابات بالغة، هكذا يقول ” مازن” ويضيف: لم نكن يومًا دروع بشرية لأي إنسان، نحن نحب الوطن، ونقدم أنفسنا فداءه، لكن القصف العشوائي لبيوتنا غير إنساني وهذه عادة قوات الاحتلال الصهيوني دائمًا القتل.
مصر دائمًا هي مصدر الأمان القضية الفلسطينية، ونُشهد الله أنها ما تأخرت علينا يومًا نحن الفلسطينيون، فمنذ دخولنا عبر معبر رفح ونتلقى اهتمامًا بالغًا رأينا من يشاركنا في مصابنا ويهتم لأمرنا وهذا حال أهل مصر، يقول ” مازن”.
اقرأ أيضًا: مساعدات مصر لفلسطين منذ التاريخ المرير لأهالي غزة
ويروي عن إصابة ابن أخته فيقول:” ابن أختي ما تبقى لي من العائلة، فالجميع قُصف وأصبحوا جثثًا هامدة تحت الأنقاض، وبقي ابن أختي ودخولي مصر أعطى لي أملًا أن يعيش الولد.
ويضيف : حينما قُصفت وسط غزة أُصيب إصابات بالغة الخطورة في العمود الفقري، والقدم اليمنى واليسرى، و إصابات بالغة في الدماغ، مع وصوله إلى مستشفى العريش استقرت الحالة، وهي الآن في غرفة العناية المركزة.
وفي هذا الصدد، قال ” مازن” أريد أن أوجه رسالة خاصة لأهل مصر، أنتم على رؤوسنا، كما أشكر كل الأطباء الذي استقبلوا الجرحى واعتنوا بهم عناية فائقة، وهذا منذ لحظة دخولنا معبر رفح ليس مستشفى العريش وحسب.
وكما أناشد المسؤولين في مصر في محاولة إدخال أعداد أخرى من المصابين، فالحالات في غزة بين الحياة والموت، وكافة المستشفيات فقدت سيطرتها على الوضع هناك، لم يبقى لهؤلاء أمل سوى دخولهم مصر لتلقي العلاج ونأمل في القيادة المصرية ذلك لحين تحسن الأحوال هناك في القطاع.
اقرأ أيضا: قتل الصحافيين وشيطنة المقاومة ..سياسة الاحتلال في طمس جرائمه في قطاع غزة
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال