بعيون أمريكية .. ماذا ينتظر الدب الروسي من حرب غزة؟

يتسائل الشارع العربي يوميًا عن الدور الروسي في حرب غزة، وذلك لاتضاح الموقف الأمريكي والذي انحاز بشكل واضح لإسرائيل، حيث لم يتوقف الأمر عن الدعم الإعلامي والمعنوي والاقتصادي، بل ركبت الأسلحة الأمريكية عرض البحر في ساعات لترسو بجوار الشواطئ في فلسطين مطمئنة دولة الكيان الإسرائيلي عما إذا اتسعت رقعة الصراع ودخل حزب الله على الخط أو أيًا من القوى الأخرى، وفي هذا التقرير الذي نشرته شبكة CNBC الأمريكية يطرح العديد من المحللين رأيهم في الموقف الروسي على الطاولة محاولين التفتيش خلف تحركات فلاديمير بوتن، والحديث الصادر عن الخارجية، وفيه ملامح مما تنتظره روسيا في حرب غزة، ومما قد يحدث في الفترة المقبلة من مصير الحرب.

كان رد فعل روسيا على أعمال العنف التي وقعت هذه الأيام بين إسرائيل وغزة ضبابيًا وخافتًا، ويبدو أنها في الوقت التي تدرس فيه روسيا فيه تحالفاتها ومصالحها المنطقة. ولم تدين موسكو صراحةً أعمال المقاومة في فلسطين، والتي تدعمها حليفتها إيران، لكنها كانت حذرة من تنفير شركائها الإسرائليين أيضًا. وبدلًا من ذلك دعَت وزارة الخارجية في روسيا جميع الأطراف إلى نبض العنف وممارسة ضبط النفس وتنفيذ وقف إطلاق النار، محذرة من تصعيد محتمل خطير للغاية.

ويقول المحللون إن روسيا ستسفيد من الاضطرابات بعدة طرق، بالنظر إلى تشتيت انتباهها عن حربها في أوكرانيا، ووضعها كدولة مصدرة للنفط، وإمكانية التوسط بين الأطراف المتباينة في المنطقة .. ولكن من الممكن أيضًا أن يتم جرها بسهولة إلى صراع أوسع نطاقًا يحتمل أن يكون ضخمًا للغاية، مما يجبرها على الانحياز إلى أحد الجانبين ورؤية نفوذها ومصالحها تتضرر في الشرق الأوسط.

ومنذ بيان الصادر عن وزارة الخارجية الروسية في نهاية الأسبوع الماضي، تصاعد الصراع بشكل كبير مع الغارات الجوية الإسرائيلية المتواصلة التي دمرت أحياء بأكملها في قطاع غزة، وتسببت في تهجير ومحاصرة مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، وزيادة احتمالية استهداف أعداء إسرائيل سواء في لبنان وسوريا المجاورتين لها .. ويمكن لإيران أن تدخل مسرح الحرب أيضًا.

تستفيد روسيا من صراع محلي طويل الأمد بين إسرائيل والمقاومة في فلسطين، ولكن إذا انفتح الصراع على جبهات أخرى متعددة مثل سوريا أو العراق أو لبنان، فقد يصبح تطورًا إشكاليًا للغاية بالنسبة للروس، وقال صامويل راماني، المحلل الجيوسياسي والزميل المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، لشبكة CNBC :

“هذه لحظة عصبية للغاية بالنسبة لموسكو، وقال راماني : قد يمثل ذلك فرصة لهم، ولكنه قد يمثل أيضًا نتيجة كارثية للغاية لنفوذهم في الشرق الأوسط أيضًا إذا الصراع عن السيطرة”، وطلبت CNBC تعليقًا من الكرملين وتنتظر الرد.

كيف يمكن للحرب أن تساعد روسيا؟

إن أحدى الطريق الأكثر وضوحًا التي تساعد بها الحرب بين إسرائيل والمقاومة هي أنها تشتت وتضعف التركيز الغربي على أوكرانيا. ولا يمكن أن يكون التوقيت أفضل بالنسبة لروسيا على أي حال، في ظل شعور متزايد بأن الدعم الشعبي لمواصلة التمويل لأوكرانيا، والصبر على الحرب التي دامت 19 شهرًا، آخذا في التراجع، ويعتقد المحللون أيضًا أن روسيا ستسخدم الحرب في إسرائيل وغزة لزرع معلومات مضللة حول أوكرانيا والخلاف بين حلفائها.

إقرأ أيضا

من أمام مطار العريش.. أبرز رسائل الأمين العام للأمم المتحدة بشأن الحرب بغزة

إن الحرب في الشرق تشتت انتباه شركاء أوكرانيا الرئيسيين عن الغزو الروسي في وقت كان في الإرهاق من الصراع في أوكرانيا قد بدأ بالفعل في الغرب، وكان الدعم الأمريكي المستمر لأوكرانيا غارقًا في حالة من عدم اليقين، كما قال أندريوس تورسا، من مركز سنترال ال آند إنترناشونال للأبحاث، وقال مستشار أوروبا الشرقية في شركة Teno لاستشارات المخاطر، في مذكرته ليوم الأربعاء :

“إذا اتسع نطاق القتال بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل أو طال أكده، فسوف تتزايد التساؤلات حول قدرة الولايات المتحدة على تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا وإسرائيل”