همتك نعدل الكفة
162   مشاهدة  

عميحاي إلياهو.. أكثرهم صراحة!!

عميحاي إلياهو
  • - شاعر وكاتب ولغوي - أصدر ثلاثة عشر كتابا إبداعيا - حصد جائزة شعر العامية من اتحاد الكتاب المصريين في ٢٠١٥ - كرمته وزارة الثقافة في مؤتمر أدباء مصر ٢٠١٦ - له أكثر من ٥٠٠ مقالة منشورة بصحف ومواقع معتبرة

    كاتب نجم جديد



قامت الدنيا ولم تقعد لأن وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو قال، في مقابلة مع راديو كول بيراما، إن ضرب غزة بالقنبلة النووية “أحد الاحتمالات”، وفي اللقاء نفسه قال: “نحن لن نسلم المساعدات الإنسانية للنازيين” وقال أيضا: “لا يوجد شيء اسمه مدنيون غير متورطين في غزة”

بعد ذلك أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرارا بإيقاف عميحاي إلياهو عن حضور اجتماعات الحكومة إلى أجل غير مسمى!

في الحقيقة كل الإسرائيلين، أو معظمهم، يريدون إلقاء القنبلة النووية على القطاع، وأولهم نتنياهو نفسه، ولكنهم يخافون ردة فعل العالم؛ فالأمر هكذا ليس هينا بالمرة، كما لا يحبون أن يكشفوا الآن برنامجهم النووي لأحد.. إلياهو أكثرهم صراحة فقط، ولا يعني كلامه، بالمناسبة، أن إسرائيل تملك سلاحا نوويا، وإن كانت تملكه يقينا لا ظنا، فمن السهل أن تحصل عليه إسرائيل من حلفائها وعلى رأسهم الوالدة الأمريكية، إنما يعني الرغبة القوية في إفناء غزة برمتها؛ وقد كان إلياهو ختم قوله مع الراديو بأنه “من الممكن إقامة مستوطنات في القطاع”.. يقصد إنشاء غزة من جديد بعد محوها، إنشاؤها بأيد عبرانية على الطرز العبرانية كحلم وزير التراث!

عميحاي إلياهو
عميحاي إلياهو

إنهم يعتبرون الغزيين نازيين كما قال؛ ولذا يضيقون الآفاق بشأن المساعدات الإنسانية، وإنهم فعلا يقتلون المدنيين بالجملة لأنهم يعتبرونهم مقاتلين متورطين لا مدنيين كما قال أيضا؛ فكيف يدعون بعدها أن إلياهو أخطأ في تصريحاته؟!

اعتذر الرجل عن ما قاله في آخر الأمر.. قال إن كلامه كان “على سبيل المجاز”، أي ليس حقيقيا، هكذا كالعذر الذي هو أقبح من الذنب، وما أظنه اعتذر إلا بسبب الاستنكار الواسع إقليميا ودوليا، أو لإحساسه بالتسرع، وليس لأي سبب آخر، فهو في قرارة نفسه مؤمن غالبا بما قال، ومن يدري فقد تتطور الحرب المجنونة الشرسة إلى اقتراحه النووي بالفعل؛ فهي حرب وحشية تشمل تجويعا وتعطيشا وإبادة جماعية وتصفية عرقية، وليس ينقصها سوى الإفناء النهائي القطعي الذي يحققه في الصميم تصريحه بالغ التطرف!

إلياهو قال ما لا يجب قوله حتى لو كان مطروحا على الطاولة  العسكرية السرية؛ لهذا تم إيقافه عن حضور الاجتماعات الوزارية، وتصوريأن ما قاله محل رضا حكومته لأته يربك غزة، والعرب عموما، ويدخل في نطاق الحرب النفسية مفتوح المجال بدائرة الصراعات الفارقة، أما أن يتصور عربي واحد أو غربي واحد أن الإيقاف عقوبة لأن الرجل أتى شيئا منكرا فهذا خبال بل عبط أكيد!!

يجب الآن أن أذكر الآن أن تنفيذ الفكرة يبدو مستحيلا تماما، فكرة النووي بذاتها، فغباره ضار بإسرائيل نفسها وبالإقليم كله، اللهم إلا بقدر يسير محسوب بدقة متناهية، لكنه يبقى خيارا خطيرا للغاية ومريبا للغاية ومتهورا للغاية، لا داعي لطرحه أساسا ولا إثارة موضوعه، وأظنه أثير لتهديد قوى كبيرة محيطة لا غزة.

اقرأ أيضًا 
خطاب مفتوح إلى ضمير العالم.. غزة تموت!!

إقرأ أيضا
المسجد الأقصى

إسرائيل في ورطة سياسية وعسكرية لا مثيل لها، منذ قررت أن تقتحم غزة بريا بالذات، وهي حتى لا تعرف ماذا ستفعل في حال انتصارها على المقاومين، ولا أقول في حال هزيمتها، تخشى عواقب تكاليف الحرب التي لن تكون قصيرة أبدا، وتخشى الانسحاب بعد التوغل، وتخشى غضبة شعوب الدول العربية والمتقدمة، وتخشى المقاطعة الاقتصادية، وتخشى المفاجآت من جهتي روسيا وإيران بالذات، وتخشى أن يتخلى عنها بعض الحلفاء بضغوط إقليمية ودولية شديدة، وتخشى فوات الفرصة كلها دون تحقيق شيء يذكر، وتخشى وتخشى، إلى حد أنها قد تكون تخشى ظلها الذي على الأرض نفسه!!

على كل حال هذه حرب مرعبة بكل معنى الكلمة، واستقطابية بكل معنى الكلمة، ولا أحد يعلم، مهما تكن خبراته الحربية أو حتى قدراته التنبؤية، ما الذي سيجري في صباح اليوم التالي. إنها كارثة حلت بالعالم، لا فلسطين النازفة بغزارة وحدها، ومهما رام العالم الخلاص فلا خلاص البتة إلى ساعتنا الراهنة على الأقل!

الكاتب

  • عميحاي إلياهو عبد الرحيم طايع

    - شاعر وكاتب ولغوي - أصدر ثلاثة عشر كتابا إبداعيا - حصد جائزة شعر العامية من اتحاد الكتاب المصريين في ٢٠١٥ - كرمته وزارة الثقافة في مؤتمر أدباء مصر ٢٠١٦ - له أكثر من ٥٠٠ مقالة منشورة بصحف ومواقع معتبرة

    كاتب نجم جديد






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان