100 مشاهدة
عندما يأمرك الطبيب بالدواء فلا تعارض ..في علاج الاكتئاب
عام 2016 لزمت السرير وسيطر علي الشعور بالكسل، ثم الشعور بالحزن ورافقني أسابيع وأسابيع وبدأت في البكاء دون سبب ثم التفكير في الموت وتمني التخلص من حياتي.
اتصلت بطبيبتي النفسية التي كنت أحدثها من فترة لأخرى فقط لبعض الاستشارات بالحياة، وفي الحقيقة يا صاحبي القارىء كانت تفيدني كثيرا.
كانت تقولي لي ضاحكة: أنتِ الوحيدة في العيانين عندي الطبيعية.
تفاجئت طبيبتي أن هذه المرة لا أستشيرها بشيء معين يؤرقني، أنا أشعر أنني جثة فارقت الحياة بالفعل وتنتظر فقط خروج الروح لإثبات هذا الشيء للجميع.
إيه وصلك لكدة؟…إيه عمل فيكي كدة؟
كان تساؤلها الحائر بقلب إنسان لا طبيب، بقلب يحب إسراء التي تحدثها من حين إلى حين على المستوى الإنساني. تعجبت طبيبتي الشاطرة لأنها تعرف جيدا أنا أحب الحياة، أنا أكره الاكتئاب وأكره الشعور بالحزن المتواصل.
أنا في الأصل نشيطة والله يا عزيزي وأحب (الفرك) ولكن سيطر عليا الاكتئاب اللعين وجعلني أنا والسرير واحد.
في البداية اقترحت الطبيبة دواء حتى أصبح أفضل حالا بجانب العلاج السلوكي، ولكنني رفضت الدواء وقلت لها لا لا وألف لا.
مع الأسف كان تحسني مؤقتا وقالت لي أن السبب رفضي أخذ الدواء وكان رأيها سديدا.
كنت أخشى الاعتماد عليه طوال العمر، ولكن أتعرف حتى لو كان هذا سيجعلني سوية أتوقف عن البكاء وأمار سحيايت بشكل طبيعي كنت وافقت طالما لا ضرر منه وتحت اشراف طبيبة.
وافقت بعد ذلك (زي الجذمة) لأنني كرهت شعور سلب الإرادة من الحزن الذي أصابني بوجع أيضا في الجسم متواصل.
وتعلمت الدرس ألا أفتي في غير مجالي وألا أقول لا من القلق والخوف دون أسباب.
الدواء مخيف نعم…نخشى الاعتماد عليه دائما ولكن المخيف أكثر أن نعيش بالحياة كالموتى الأحياء هكذا دون أمل ودون حركة.
المفاجأة أن جرعة بسيطة _الحمد لله_من دواء بسيط ليس من أدوية الجدول جعلني أتحسن في ظرف أسبوعين.
وقللت لي الطبيبة الجرعة أكثر وأكثر وطلبت مني إيقاف الدواء تماما بعد ثلاثة أشهر.
بعدها مباشرة تم تعيني بموقع المولد الذي كان بداية دخولي عالم الكتابة والصحافة ومن هذه الأيام الصعبة تعودت أن أصاحب نوبات الاكتئاب والقلق ومعرفة كيفية التعامل معها وألا أعراض أبدا طبيب أثق به.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
