مسرح نعم في فلسطين يدهشنا بأسلوب آخر للمقاومة

  من رحم الآلم يولد الأمل هكذا أؤمن ولكن ما نشاهده ونتعلمه من أهل فلسطين يفوق تصديق العقل والمنطق. هل تتخيل وسط كل ما يعانونه هذه الأيام أن يخرج منهم أشخاصا يمارسون أنشطة المسرح من أجل التخفيف عن أهل عزة وأطفال غزة؟

لا يوجد لديهم منطق للضعف، ولا يعتمدون على المزاج من أجل تقديم المطلوب والمساعدة لبلدهم العظيمة. فلسطين تحتاجنا الآن بأي أسلوب كان؛ هكذا يعتقدون وبهذه الروح ينفذون ولو بالمجهودات الذاتية.

فوسط الحرب لا توجد إمدادات مادية لمسرح نعم، ولكن ينتصر الشعب الفلسطيني دائما بالجهود الذاتية. يقاوم وحده، يعافر وحده، ويبتكر ويبدع وحده.

منذ شهور كنت سعيدة الحظ ببداية صداقة جديدة بحياتي مع الفنان الفلسطيني رائد الشيوخي الذي حصل على جائزة أحسن ممثل بمهرجان الاسكندرية المسرحي الدولي عن عرض “بدرو والنقيب”

وخلال حواري معه عرفت عن مسرح نعم الذي شارك في تأسيسه ويدعم فلسطينيين بالخليل لتعلم فنون المسرح خاصة الأطفال الصغار الذي يمدهم بورش لتعلم المسرح.

فاجئنا مسرح نعم خلال الحرب هذه الأيام   بفريقه بغزة بعمل ورشا تعتمد على العلاج الترفيهي للأطفال في مرحلة الأزمات والحروب، والتعرف على القدرات التكيفية لمسرح نعم.

فقد أسس المسرح المخرج إيهاب زهدة والممثل رائد الشيوخي والممثل الفنان محمد الطيطي وقال الفنان رائد  الشيوخي للميزان أن الثلاثي التقى في أواخر التسعينات وكانوا آنذاك هواة وتدربوا على فنون المسرح المختلفة مع مؤسسة أيام المسرح مع مخرج هولندي ومصممة أمريكية كانت زوجته، وبدأوا العمل في المسرح بالخليل عام 1997 .

الفنان رائد الشيوخي للميزان…لا مبرر للخيانة ولا للجلاد أن يصبح جلادا

وحصل الثلاثي على دبلومة في فنون المسرح وشهادة استكمالية في مجال المسرح التعليمي  من جامعة بولندية وبدأ الثلاثي بدعم من مؤسسة بولندية للعمل بالمسرح بالخليل منذ عام 2000 حتى عام 2007 حتى انسحبت هذه الموسسة من منطقة الخليل في فلسطين وانتقلوا للعمل بغزة.

إقرأ أيضا

الحياة الجديدة هناك

بعام 2008 أسس الثلاثي الموهوب تأسيس مسرح نعم الذي يدعم مسرح الكبار والصغار وأخر نشاطاته اتباع أسلوب العلاج بالترفيه للتخفيف عن أطفال غزة وحصد العديد من الجوائز عن عرض بدرو والنقيب للثلاثي الموهوب بمهرجان الاسكندرية المسرحي الدولي.

مسرح نعم يفتح أرواحنا على الأمل رغم كل شيء يعتصر قلبونا ، يقول نعم لكل محاولة للحياة، يجعلنا ننظر لأهل فلسطين نظرة انبهار على قدر ما يدهشوننا بأساليبهم المختلفة على المقاومة.

فمحاولات الفرح مقاومة، محاولات الإبداع مقاومة، محاولات خلق أجواءا مختلفة لأطفال صغار لا ذنب لهم مقاومة، والكلمة أيضا مقاومة، فاحكِ لأصحابك عن مسرح نعم وعما يحدث في غزة واكتب عنه قدر استطاعتك.