“صور فعالية ملغية” قصة مسابقة أجمل مايوه في مصر التي بدأت في الأربعينيات
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
توارت مع الزمن لعوامل عدة مسابقات كثيرة، ومحاولة إعادتها الآن تبدو صعبة لأسباب اجتماعية، ومن ضمنها مسابقة أجمل مايوه في مصر وهي تلك المسابقة التي شهدت مواسمًا متعددة خاصةً في فترة الأربعينيات من القرن العشرين.
كيف بدأت مسابقة أجمل مايوه في مصر
ترى الصحفية ليلى الحلو أن الملكة كليوباترا هي أول من ارتدت المايوه لتنزل بها بين الأمواج في الأحواض التي أنشأتها لنفسها على شواطئ البحر الأبيض المتوسط من الإسكندرية حتى صخرة كليوباترا بمحافظة مرسي مطروح، ونقلها الرومان عنها إلى بلادهم.[1]
اقرأ أيضًا
عندما لبست البكيني لأول مرة
ومع الثلاثينيات شهدت مصر وجودًا للمايوهات داخل المصايف مع استقرار الجاليات الأجنبية وكل ذلك استدعى وجود مسابقة أجمل مايوه في مصر كان أولها داخل فندق سان استفانو في محافظة الإسكندرية يوم 6 سبتمبر 1947م واستغرقت يومين، ففي اليوم الأول كان قيام المتقدمات للمسابقة وكُنَّ من الأجانب بقيام عرض بالمايوهات، وفي اليوم التالي كان التصويت إلى أن تم إعلان النتيجة بعد أيام.
أشرف على الانتخابات زوجة مصطفى النحاس باشا رئيس الوزراء ومعها عبداللطيف محمود بك وكيل وزارة الشئون الاجتماعية ومصطفى نصرت بك ورئيس تحرير مجلة الجماهير الشيوعية.
رصد محرر آخر ساعة تفاصيل النتيجة بشكل ساخر فقال «شكت الفائزة بالمركز الثاني في النتيجة وطعنت في الانتخابات، ولوحظ أن كثيرًا من المتسابقات كان بينهن وبين الجمال عداء مستحكم؛ أما الفتاة (المفعوصة) التي تشبه سمكة البسارية، ماذا جرى لعقلها عندما قررت أن تدخل مسابقة للجمال لا وجهها ولا قوامها ولا المايوه يوحي برائحة الجمال، فما بالك بالجمال نفسه ؟، أما المرأة التي تشبه رفيعة هانم لم تجد السبع أفندي الذي يقول لها أن وزنها لا يجوز مطلقًا أن يسمح لها بدخول مسابقة للجمال، كان استعراضًا لغرور النساء أكثر مما كان استعراضًا للجمال».[2]
تكررت تلك المسابقة مرةً أخرى لكن في مكان آخر عام 1949م، وتم اختيار حمام الأوبرج وتم ترشيح 16 فتاة للمشاركة في مسابقة ملكة المايوه، ومن الأشياء اللافتة في تلك الفترة أن بعض المتسابقات كُنَّ يرتدين مايوه كاملة فسخط المتفرجون وطالبوا بإخراجهن من المسابقة؛ وقد فازت في تلك الدورة الموظفة في السفارة البريطانية مس مورين فلمنج.[3]
[1] ليلى الحلو، أيهما أجمل بنت الأمس أم بنت اليوم؟ جريدة أخبار اليوم، ع 1076، يوم 19 يونيو 1965م، ص10.
[2] محرر، انتخاب أجمل مايوه في مصر، مجلة آخر ساعة، ع672، يوم 10 سبتمبر 1947م، ص7.
[3] محرر، القاهرة تختار ملكة المايوه، مجلة آخر ساعة، ع768، يوم 13 يوليو 1949م، ص8.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال