مابين خسة عمرو أديب وشرف وائل الدحدوح
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يقول السيد جمال الدين الأفغاني : العبيد هم الذين يهربون من الحرية، فإذا طردهم سيد بحثوا عن سيد آخر
تعاطفت للغاية مع نداء الإعلامي السعودي المصري عمرو أديب للإعلامي الفلسطيني وائل الدحدوح بمغادرة غزة، لم أتعاطف مع الطلب بل مع حالة العبودية الشديدة التي وصل إليها الأستاذ عمرو أديب، الذي لم ولن يفهم أبدا طريقة الدحدوح في المقاومة وصبره وقبوله للفقد وتمسكه بأرض بلاده حتى آخر نفس.
السيد أديب يتخلى عن وطنه أمام أي مغريات أو مقابل مادي، بل ويتجنس بجنسية أخرى تحميه من تقلبات الزمن وبأوامر من كفيله صاحب “القفا” الشهير، السيد عمرو أديب على استعداد للتخلي حتى عن اسمه إن اضطر لذلك، ولهذا تعاطفت معه وهو يرى رجلاً يخسر أعز ما يملك من أطفال وزوجة وأحفاد لكنه لم يترك موقعه ولا وطنه ولا مهنته.
لكنني في الوقت ذاته احتقرت السيد أديب، لأن وائل الدحدوح يثبت لكل إعلامي في العالم كم هي شريفة تلك المهنة بكل التضحيات التي قدمها وثباته المدهش كثبات الأولياء على رأي الزميل عمر طاهر، بينما يثبت ابن أديب صاحب الصوت العالي في كل لحظة العكس تمامًا، الإعلام مهنة من لا مهنة له، مهنة تقدم نفسها لمن يدفع أكثر، مهنة صارت تمامًا كالبغاء بلا احترام ولا مصداقية.
عمرو أديب الذي لا يعرف معنى التطهير وآخر علاقته به هو عمليات “مطاهرة” أطفاله الذي يحاول التعاطف مع الرجل الذي يفقد أجزاء روحه يومًا بعد يوم مع سقوط كل شهيد لم يحاول حتى دعوة بلاده للتخفيف عن عشرات الآلاف مثل وائل الدحدوح ودعمهم للحافظ على بلادهم كما قرروا، بل يدعم وجهة النظر الصهيونية في مغادرة البلاد وترك القطاع خاليا لتفريغ القضية.
وكأنه حتى في تعاطفه خائن.
كيف يفهم رجلاً تربى ما بين القصور وطاعة الأسياد وخرج في استوديوهات مكيفة مجهزة يخاطب الجمهور من أعلى، مراسلا يعيش على الأرض ما بين القصف والقهر والجثث والفقد وأطفالًا بلا مأوى يلقاها في الشارع.
وائل الدحدوح لا يملك إلا شقة بسيطة في قطاع غزة لا تقارن بقصر آل أديب في بيفرلي هيلز، الذي يحوي ملاعب تنس وقصر ضيوف وحديقة حيوانات خاصة، لكن يملك وطن أنت لم تقوى على امتلاكه، لهذا هو أغنى منك .. لن تفهمه أبدًا.
السيد عمرو أديب الذي لم ولن يدرك كثيرًا من المعاني مثل حب الوطن والشرف والكرامة – التي تمنع الضرب على القفا – لن يفهم أبدًا شخصًا مثل الدحدوح، سيبقى بالنسبة له لغزًا عسيرًا عن الفهم، كل ما نرجوه ألا يعود لذكر اسمه ثانيًا لأنه لا يليق على فمه.
أستاذ عمرو كفاية
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال