هل رمسيس الثاني هو فرعون موسى؟!..الباحث إسلام جمال يرد
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
بدت الافتراضات بالموضوع السابق أن “رمسيس الثاني” هو فرعون موسى افتراضات قوية للبعض، ويتبناها البعض من الباحثين بالتاريخ إلى يومنا هذا!..ولكن اليوم سيرد على هذه الافتراضات جميعها الباحث الأثري وخريج كلية الآداب قسم “آثار” إسلام جمال عبد العال.
المقال الذي يرد عليه الباحث التاريخ
!هل رمسيس الثاني هو فرعون موسى؟
بالبداية أكد إسلام جمال عبد العال أن التاريخ يتجدد بالوقت مع كل اكتشاف، ولا نعلم ما يمكن أن نكتشفه غدًا عن أمر فرعون موسى، ولكن حتى الآن لا توجد أدلة مثبتة تاريخيًا على ربط ملك من ملوك عصر المصرين القدماء بنبي الله موسى.
وأكد أن من يتبنون نظرية ربط رمسيس الثاني بأنه فرعون موسى على الأغلب من الباحثين الأجانب، أو من الصهاينة الذين يريدون إلصاق اليهود بالتاريخ المصري القديم، وأن هذا الموضوع الشائك ليس ورائه دليلًا واحدًا حتى الآن يثبت صحة رأيهم، ونستعرض الآن الافتراضات بالموضوع السابق ورد الباحث إسلام جمال عليها.
اليهود الذين عملوا بالسخرة في عهده
لم يعش بعصر رمسيس الثاني اليهود من الأساس، وكلمة هايبرو التي أطلقها البعض على اليهود بمصر تطلق على كل أسرى الحروب الذين عملوا بالزراعة بمصر ما قبل رمسيس الثاني، ولا يوجد دليل حتى الآن على وجود اليهود بهذه الفترة بين الأسرى ولا بالتاريخ المصري القديم بشكل قبائل، ولو وجودوا فكانوا أفراد قليلة بشكل متناثر يعملون بالزراعة.
وكلمة “هايبرو” التي تناقلها البعض لإثبات كلامهم عن وجود اليهود بهذه الفترة تعني الهكسوس، وقد كانوا قبائل متفرقة ومختلفة، ولا يوجد دليل على يهوديتهم
قصته مع إنجاب الذكور
بالقرآن فرعون موسى لم ينجب الذكور على الإطلاق، وقد أنجب رمسيس الثاني14 ذكرًا، وتفاخر بهم وتم رسمهم على معبد الرامسيوم، بخلاف عدد الأناث، وقد أنجب رمسيس الثاني من الذكور والإناث حوالي 99 ابنًا وابنه، وفي قول آخر 119 منهم 60 من الذكور فقط
تقديس رمسيس وابنه لعجل أبيس
كان المصريون يقدسون البقرة أكثر من العجل “حتحور” وهي رمز للخصوبة والأمومة. وعجل السرابيوم لم يكن بعصر رمسيس، ولم يقدس المصريون العجل بوجه عام بشكل كبير أو واضح، بينما قدسوا البقرة كرمز مختلف، وخع ام واست ابن رمسيس الثاني كان فقط يهتم بشئون المعابد، ويعتبر أول المهندسين المعامرين بالتاريخ المصري القديم وباحث آثار يتفنن في ترميم المعابد والمقابر.
الحروب التي قادها
أكد إسلام جمال أن هناك ملوك خاضوا حروبًا أكثر من الحروب التي خاضها رمسيس الثاني؛ كتحتمس الثاني والثالث، بل ورمسيس الثالث، وكل الملوك كانوا يتفاخرون بانتصاراتهم بالحروب ويسجلون هذه الانتصارات على المعابد والآثار. فكون رمسيس الثاني خاض حروبًا هذا لا يجعله فرعون موسى. واستطرد
وأكد أن لوحة مرنبتاح _ابن رمسيس الثاني وملك مصر من بعده_التي أطلق الناس عليها ” لوحة إسرائيل” لأن بها كلمة تقترب من كلمة “إسرائيل” وهي ايزارو، ولكن من يعرف الهيلوغريفية يفهم جيدًا أن كلمة “إيزارو” بالسطر الأخير باللوحة لا علاقة لها بكلمة إسرائيل، ولفظ إسرائيل هو لفظ حديث بالنسبة للفترة التي عاش بها مرنبتاح، وفي الأساس اسم النبي يعقوب.
المعابد التي بناها
جاء رد إسلام جمال عبد العال على افتراض أن رمسيس الثاني هو فرعون موسى لأنه بالغ في بناء المعابد وتعظيم نفسه؛ أن كل الملوك بالتاريخ المصري القديم كانوا ينصبون أنفسهم بمكانة عظيمة؛ كأبناء للآلهة و يبنون المعابد، ما فعله رمسيس الثاني لا يختلف عما فعله باقي ملوك مصر، فأين الجديد في بنائه للمعابد كي يقرن الناس بينه وبين فرعون موسى؟ّ!
وكُتب على المعابد بعهد رمسيس الثاني انتصاراته بالحروب، فلو كان فرعون موسى لأمر بكتابة هذه الفترة من عصره ولو بالكذب في تفاصيل الأحداث، أو حتى كُتب على المعابد الفترة التي اضطهد اليهود فيها من باب تفاخره بانتصارته أو كتب عن إدعائه الألوهية مباشرة؛ كي يقول أنه الإله أو فرعون.
شكل ذراع المومياء المرتفعة
قال إسلام جمال عبد العال أن وجود أملاح بمومياء رمسيس الثاني لا يعني أنه مات بالغرق، ولكن عملية التحنيط كانت تطلب وجود الملح الذي وجد بكل المومياوات، وليس فقط مومياء رمسيس الثاني.
والمومياء أثناء عملية التحنيط يضعوا يدها بشكل متقاطع، وربما تكون ارتفعت واحدة عن الأخرى بفعل عوامل الزمن، فاتفق تقريبًا مع قول بكتاب “مومياوات الفراعنة لميليفن وجيلدا برجر الصادر عن ناشونال جيوغرافيك، فإن المومياء ارتفع ذراعها من أثر الشمس، وليس بالطبع من أثر صد الموج كما خرجت بعض الشائعات!
أين موسى وقومه من التاريخ؟
ذكر إسلام جمال أن اسم “موسى” مثبت بالتاريخ وتحديدًا بفترة حكم اخناتون، وموسى الذي ذكر بالتاريخ المصري القديم كان راعيًا من آسيا وليس مصريًا، ولو كان اسم هذا الشخص تيمنًا باسم نبي الله موسى، فإذن هذا يثبت استحالة حدوث قصة موسى وفرعون بعهد رمسيس الثاني الذي سبقه عهد اخناتون، وقال:
“فرعون هو اسم علم؛ أي أن الملك الذي كان بعصر موسى عليه السلام اسمه فرعون، وفرعا تعني “البيت القديم” وكان يستخدم هذا اللفظ بالعصر القديم، وبالعصر الحديث أُطلق على القصر الملكي، ثم تم تحريف الكلمة بالعصر البطلمي وأُطلقت على ملوك مصر”
و الهكسوس هم قبائل أسيوية عملت بالزراعة مقابل المأكل والمشرب والمسكن، وكان من بينهم من جاء إلى مصر بسبب الجفاف والقحط ، ويمكن ربط هذه الظروف بقصة سيدنا يوسف
بعد حوالي مئة سنة في تقديري تجبر أحد حكام هؤلاء الهكوسوس على قومه، ولم يظلم فقط قومه ولكن امتد طغيانه ليصل لأهل مصر، وكما قلنا ففرعون اسم علم ولم يكن مصري الأصل، وربما كان من هؤلاء الهكسوس، ولم يرسل موسى إلا بلسان قومه وحسب القرآن لم يكن موسى مصريًا واستعان بأخيه هارون حتى يتكلم نيابة عنه لوجود مشكلة بلسانه
وهناك أحد حكام الهكسوس بأواخر عهدهم وصل به التجبر بأنه قال من الدلتا
“انني أسمع صوت فرس النهر من مكاني فاجعلوا أحمس يسكته بالأقصر “
فتجبر هذا الملك يعطي انطباعًا أن هناك من سلالته من تجبر أيضا، والتاريخ علم متجدد بكل اكتشاف جديد ولا نعرف ما يمكننا اكتشافه غدًا عن هذه القصة ، والمصريون لم يهتموا بكتابة أحداث تخص غير المصريين وهذا هو تفسيري لعدم وصلونا حتى الآن لكتابات تخص قصة موسى وفرعون.
مصادر الباحث إسلام جمال
كتاب فرعون موسى من قوم موسى للكاتب عاطف عزت
كتاب”النبي والفراعنة” لأحمد محمود أبو العلا
كتاب الجيش في مصر القديمة لمحمد رأفت عباس
كتاب “فرعون موسى وخروج بني إسرائيل” لأحمد نور الدين
تراجم إسلام جمال عبد العال من الهيرغلوفية للعربية
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال