همتك نعدل الكفة
81   مشاهدة  

منتخب مصر .. هل يمكن للمدرب الوطني أن يحل الأزمة؟

منتخب مصر
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



للوهلة الأولى، وعندما تقرأ عنوان المقال، والذي يتسائل حول قدرة المدرب الوطني في الأزمة الكبيرة التي يعيشها منتخبنا الوطني، سواء أكانت على مستوى الأداء بالمستطيل الأخضر وهذا شأن (العاملين) بالتحليل الكروي الذين نراهم على الشاشات ليلًا ونهارا .. أو الأداء على المستوى الإداري للمنتخب والشعور العام بسيطرة اتحاد الكرة على الفريق، والذي لم يعد موجودا بشكل كامل تقريبًا، منذ أن ارتفعت وتيرة سيطرة الأندية على المنتخب من جانب، والسوشيال ميديا من جانب آخر.. ليبقى السؤال مطروحًا .. هل إذا تم إقالة البرتغالي روي كارلوس فيتوريا، وطلب اتحاد الكرة مثلًا خدمات حسام حسن على رأس جهاز فني يمسك بدفة قيادة سفينة المنتخب للفترة القادمة، هل هكذا ستحل أزمة المنتخب؟

 

قبل أن نجيب على هذا السؤال العويص، لابد أن نجذّر لفوبيا جماعية مصرية، وهي فوبيا كابتن حسن شحاتة ومن قبله فوبيا كابتن محمود الجوهري، وهو مرض مصري كروي أصيل، حيث هناك شعور عام تغذيه بعد الجهات الإعلامية أنه بدون الكابتن حسن شحاتة لن يحقق المنتخب أيًا من البطولات، وهذا المنطق تحديدًا نقيض لنفسه، حيث كان هذا الشعور تقريبًا هو المسيطر على الشارع الكروي بعد انتهاء فترة الكابتن محمود الجوهري، وجاء بعدها الكابتن حسن شحاتة دون دعمًا شعبيًا تقريبًا ولكنه مع الإنجازات والتراكم أصبح أسطورة مصرية وحكاية كروية نرويها كحكايات السيرة الهلالية، وهي – في الحقيقة- تستحق أن تروى.

محمود الجوهري وحسن شحاتة
محمود الجوهري وحسن شحاتة

إذًا فإن فكرة أن لا مستقبل للمنتخب دون اسم بعينه هي فكرة مغالطة ومعطوبة من (الساس) إلى (الرأس) .. ومن الممكن أن تقولي لي : وماذا فعل الخواجة .. هل حقّق لنا إنجازات؟ .. الحقيقة أيضًا في هذا السؤال تكمن في تولّي كابتن إيهاب جلال الفريق، وهو مدرب وطني كان وقتها –عام 2022 – مُتَّفق عليه تقريبًا .. وإذا بالهزائم تلاحق المنتخب في مباريات ضعيفة للغاية، وتتم إقالته في فضيحة إقالة مدرب بعد ثلاثة مباريات فقط .. إذًا دعنا نتفق أن العيب لا هو عند الخواجة ولا الحل عند المدرب الوطني .. إذًا فما هي المشكلة تحديدًا التي يعيشها المنتخب المصري؟

 

المشكلة التي يعيشها المنتخب المصري أكبر من المستطيل الأخضر، حيث لا حماية إعلامية تقريبًا للمنتخب الوطني، وانقسم الإعلام الرياضي التي يتلقى المواطن المصري منه جرعة مكثّفة يومية، حيث الضجيج بلا طحين، إلى فِرقّ مشتّته بين تخليص المصالح الشخصية على الهواء مباشرة، والمصالح المتربطة بالاستفادة المباشرة من أندية بعينها وإدارات تتحكم في كرة القدم المصرية .. هذا بالإضافة إلى تقليص مساحة الاهتمام الإعلامي بالمنتخب مقابل الاهتمام الإعلامي بالأندية والمشاكل الفرعية الصغيرة، وانجرار الإعلام من رقبته خلف آلة السوشيال ميديا القاتلة، والتي تدهس كرة القدم المصرية يوميًا سواء بخبث السخرية الفج، أو انتشار حمقى البودكاست الرياضي الجدد والذين أوهموا الجمهور بامتلاك خطاب كروي أكثر حرية ورشاقة لكن مضمونه من سخرية (عمّال) على (بطّال) يدمر الشعور الصادق بجدوى الانتماء الكروي للمنتخب الوطني .. كل هذه المعطيات (وأكثر) تسبّبت في تسرّب شعور عام بأن المشروع الرياضي الكبير هو مشروع الأندية لا المنتخبات، وبالتالي، وأيًا كان  قيادة المنتخب التي ستبحر بسفينتها، لن تستطيع أن ترسو على بر، طالما الشارع الرياضي بفوضاه الإعلامية لا يوفر لها الحماية ولا يبروزها في إطار مزخرف ولا ينظر لها كقدس الأقداس الذي يجب أن تتنحى بجواره كل الصغائر.

إقرأ أيضا
تامر أمين

 

الكاتب

  • منتخب محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان