“الميزان” يُحاور فتى الأهلي الطائر
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
فكرت جيدًا في هذه الخطوة رغم حزني على عدم توفيقي في اختبارات كرة القدم التي كان يشرف عليها الكابتين ” شطة” عام 1993م، وفي نفس الوقت كان عندي شغف التجربة خاصةً وإني أهلاوي وكنت أتمنى أن أصبح لاعبًا فيه. انضممت لفريق 13 سنة في النادي وبدأت رحلتي مع الكرة الطائرة.
من الأهلي لرحلات الاحتراف مرورًا بنادي الطلائع ثم العودة إلى النادي لأهلي مرة أخرى ..كيف كانت هذه التجارب والرحلات؟
من موسم 1993م وإلى 2005 كنت في صفوف النادي الأهلي بداية من فرق الناشئين مرورًا بفرق الشباب وحتى الفريق الأول، ومن 2003 انضممت لصفوف منتخب مصر الأول للكرة الطائرة، وقد شاركت أول مرة في الفرق القومية في عمر 15 سنة حيث تواجدت بصفة مستمرة وأساسية، وحققت في صفوف المنتخب عام 2005 بطولة أفريقيا وهي بطولة غابت عن مصر 20 سنة، وكانت هذه هي أولى بطولة لي مع المنتخب الأول.
ومن 2005 وحتى 2008، احترفت في أبرز دوري في العالم الكرة الطائرة وهو الدوري الإيطالي، شاركت في الموسم الأول مع نادي ” سيلسي تريفيز” وحققتُ بطولة الدوري كما شاركت في الكأس وحصلت على أفضل لاعب، وفي السنة الثانية لعبت بشكل أساسي ومستمر مع فريق “مونتي كارلو” و حصلت مع الفريق على المركز الخامس في البطولة، انتهت رحلة الاحتراف الأولى بإصابة في الكتف وجراحة، ثم عدت موسم 2009 مع النادي الأهلي، وحصلت على أربع بطولات.
وفي موسم 2010 /2011 احترفت مرة ثانية في الدوري التركي فلعبت لفريق ” ميف” وحصلت على مركز سادس، ثم لعبت لنادي “جالاتا سراي” وختمنا الموسم بمركز رابع، ومن تركيا لنادي طلائع الجيش حيث شاركت في صفوف الفريق من 2015 وحتى 2017 ، وحققت خمس بطولات؛ 2 دوري، و 2 كأس ، و 1 بطولة أفريقية، و مركز ثاني بطولة عربية،ومن 2017 وحتى الآن، عودة إلى النادي الأهلي .
بعد رحلة الاحتراف في تركيا و إيطاليا .. كيف تكيفت مع الحياة في ظل اختلاف الثقافة واللغة لا سيما وإن هذه فكرة الاحتراف غير موجودة في عقلية اللاعب المصري
حينما احترفت في 2005 كنت صغير السن وقتها إذ كان عمري 23 سنة أي أصغر لاعب مصري احترف في هذه اللعبة، ورغم ذلك كنت مهيأ نفسيًا لفكرة الاحتراف في أوروبا، فحينما جاءت الفرصة للعب في أكثر دوريات أوروبا شهرة بل في أفضل أنديتها كان لا بد من التمسك بالفرصة تحت أي ظرف.
ومن الأشياء التي ساعدتني في الاحتراف هي معرفتي باللغة الإنجليزية، وهذا ساعدني على التواصل على الأقل في الفترة الأولى لحين تعلم الإيطالية والتواصل بها، أما عن اختلاف العادات والتقاليد فكان الأمر صعب إلى درجة كبيرة لكن تغلبت وتكيفت وحددت الأهداف التي أريدها رغم قلة خبرتي حينها .
فرقة ” سيلسي تريفيزو” كانت تضم في موسم 2005 نجوم العالم في اللعبة، وكنت بديلًا لصانع ألعاب المنتخب الإيطالي. اكتسبت مهارات كثيرة أثناء تواجدي بين هذا العدد الهائل من النجوم،كما أن وجودك وسط نجوم اللعبة في العالم يُزيد من طموحاتك للمشاركة بصفة أساسية، وكان هذا دافع كبير لي للتركيز والتدريب بشكل أكبر حتى إذا جاءت الفرصة أكون في أتم استعداد وجاهزية، وهو ما حدث بالفعل إذ أُصيب صانع ألعاب الفرقة، وشاركت مكانه في المباريات الرسمية و حافظت على مكاني في الفرقة بل وحصلت على أفضل صانع ألعاب في كأس إيطالي.
في حديثك عن الاحتراف قلت إن اللغة الثانية هي سبب أساسي في نجاحك في الاحتراف.. فيمكن هنا أن نقول إن الدرجة العلمية أو نوعية التعليم المدرسي والجامعي لها دور أساسي في حياة الرياضي الناجح؟
نعم، فلو لم يكن لدي لغة ثانية سيكون الموضوع بالغ الصعوبة، وسأفقد التواصل مع المدرب اللاعبين لحين تعلم بعض من الإيطالية أو الإنجليزية،بالتالي تأخر مستواي الرياضي بشكل أو بآخر، فاللغة الثانية ضرورية في حياة أي رياضي يريد الاحتراف، إلى جانب العقلية الاحترافية التي يؤثر عليها المستوى التعليمي .
كيف وازن “عبد الله عبد السلام” بين التعليم والرياضة ؟
في الحقيقة لم يكن التعليم لي هو الأولوية فكانت الرياضة هي الأهم خاصةً وإن هناك شغفًا كبيرًا للعبة ولتحقيق إنجاز فيها، إلى جانب رؤيتي الخاصة أن هذه اللعبة هي مستقبلي و لم أغفل أيضًا عن التعليم لكني لم أهتم بدرجة كبيرة لكني حققت المطلوب وتخرجت في الأكاديمية البحرية.
في كل رحلة احتراف كنت تعود للنادي الأهلي سوى مرة واحدة عدتُ إلى طلائع الجيش.. فمَا المميز في الأهلي حتى تلعب له دون باقي الأندية ؟
أولا :أنا أهلاوي جدا، ففكرة إنك كطفل تشاهد أساطير الأهلي في التلفزيون و تعرف أرقامهم وإنجازاتهم وبطولاتهم ،طبيعي تتمنى كطفل أن تكون واحدًا منهم.
ثانيًا : منظومة الأهلي منظومة احترافية كبيرة، هناك تعامل احترافي؛ مدربين على أعلى مستوى، تدريب مكثف، الاحترام بين اللاعبين والمدير الفني والإدارة، إلى جانب سمة أساسية في النادي الأهلي وهي التهيئة النفسية للاعبين في كل الألعاب، رغم عدم الحديث بشكل مباشر عن تحقيق بطولة أو تحقيق رقم، لكن حب النادي والإخلاص له في نفوس اللاعبين من فرق الناشئين وحتى الفريق الأول في كل الألعاب والرياضات، من خلال هذه السمات تلقائي أن تكون عقلية اللاعب الحصول على مركز أول وحصد البطولات، وهو سر النادي الأهلي .
2008 شاركت في الأوليمبياد .. كيف كانت التجربة وهل كان هناك تهيئة نفسية لهذه البطولة على وجه الخصوص؟
الأولمبياد حلم أي رياضي، وذاكرتي عن الأولمبياد تعود إلى سنة 2000 حينما شاركت مصر في أولمبياد “سدني”بدأت أن أنتبه لهذه البطولة الهامة إلى أن أصبحت هدفًا لي، وقد كان حيث شاركت مع منتخب مصر في 2008 في بكين.
وللمشاركة في الأولمبياد خصوصية كبيرة فترى مثلا أفضل اللاعبين في العالم في كل الرياضات في طابور العرض مثلًا ، ترى الشغف، ترى العزيمة، ترى أشياء في الرياضة أول مرة، حدث كبير تأذ منه خبرات رياضية كبيرة.
كيف أثرت الرياضة على حياتك الخاصة خاصةً وأنك مونديالي وأوليمبي ومحترف و لاعب في أكبر أندية أفريقيا وأشهرها؟
حياة الرياضي صعبة وقاسية، لكنها بتكسبك مهارات حياتية كالالتزام والصبر، كما تساعدك على تكوين أسرة قوية بها التزم بها دوافع طوال الوقت، والصبر في الرياضة بالغ الصعوبة فأنت كلاعب ملتزم باستيقاظ مبكرًا يوميًا،ملتزم بمواعد التمرين، الحفاظ على الأكل وتناول أشياء محددة دون غيرها، الصبر في الإصابة، والتركيز في البطولات الكبرى كل هذا لا بد أن ينعكس على حياتك الخاصة، فالرياضة نقلتني نقلة مميزة .
كنموذج رياضي .. أروي لي يومًا واحدًا من حياة كابتين “عبد الله عبد السلام ” ؟
هنقسم “عبد الله ” اثنين؛ عبد الله في الاحتراف، وعبد الله في مصر،فأما “عبد الله” المحترف فأنت لاعب وفقط،لا تصنع شيء سوى الرياضة لا تفكر في المال.. نظامك الغذائي.. إعدادك البدني .. لا تفكر في أي شيء أنت لاعب وفقط، لذلك كان بومي منظمًا أبدأ بالإفطار ثم تمرين اللياقة ثم تمرين الكرة الطائرة والتدريب على المهارات إلخ، الطعام كان منظمًا فقد تعاقد النادي مع 5 مطاعم يقدمون الوجبات الصحية لي ولغيري من اللاعبين، ثم العودة إلى مكان السكن والنوم، لا هناك مكان للخطأ .
أما في مصر الوضع مختلف، مثلًا أوقات التدريب مختلفة نظرًا لارتباط النادي بألعاب أخرى تجري تمرينها على نفس المكان.
ما هي أكثر الأندية تنافسية لفريق الأهلي في كرة الطائرة ؟
المنافس الشبه ثابت بالنسبة للنادي الأهلي في كل الألعاب هو نادي الزمالك، وفي آخر خمس سنوات ظهرت فرق تنافسية أخرى مثل نادي سموحة، سبورتنج، الجزيرة، طلائع الجيش، الاتحاد السكندري،وفرق أخرى، إذ كل فرقة تعاقدت مع المحترفين وبات الدوري المصري أكثر تنافسية .
المبارة النهائية في السوبر ضد فريق الزمالك ..هل كان لها خصوصية خاصةً بعد زيارة مجلس الإهلي نادي الزمالك وعودة العلاقات بين الناديين؟
مباراة الأهلي والزمالك في نهائي السوبر كانت مميزة،فمثلا من قبل كانت المقصورة الرئيسية بها واحد من مجلس الإدارة وأحيانًا لا يوجد حضور، لكن المباراة الماضية كان هناك عدد من أعضاء مجلس إدارة الزمالك والأهلي وهذه هي الرياضة تنافس والتزام، الرياضة مكسب وخسارة، وفي النهاية كل اللاعبين إخوة، فقط ساعتين وقت المباراة تشتد الروح التنافسية بين اللاعبين والإدارة والجمهور ، تنافس وقتي لا نُربي عدوات هي رياضة أخلاق!.
اقرأ أيضًا : نعمة سعيد : حققت 3 ذهب في بطولة العالم والإصابة بعدتني عن الأول في الأوليمبياد
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال