همتك نعدل الكفة
69   مشاهدة  

“دراما الطرابيش” .. لماذا غضب أسامة أنور عكاشة من الصحافة؟

أسامة أنور عكاشة
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



في صحافة التسعينات، كثر استخدام لفظ “دراما الطرابيش” ، وذلك كناية عن غزارة الإنتاج الدرامي الرمضاني التي تدور أحداث مسلسلاته في فترة ما قبل ثورة يوليو، وكان على رأس المُنتقَدين على صفحات الجرائد المصرية وقتها بالإضافة لكُتّاب آخرين لعبوا على نفس الوتر، الكاتب أسامة أنور عكاشة، وهو مؤلف أشهر الأعمال الدرامية التي تتخذ هذا الطابع، وتكررت الأسئلة التي وجهها محرري الصحف للمؤلف الكبير ..  وفي تلك السطور القادمة غيض من فيض مقالات وتقارير صَبّت أقلام النقاد فيها غضبها مما أسموه “الانفصال عن الواقع” والانزواء في التاريخ.

كواليس مسلسل زيزينيا
كواليس مسلسل زيزينيا

 

في جريدة “الجمهورية” كُتِبَ : كثر الحديث عن “الطرابيش” رمز الماضي فيما عرضه التليفزيون من مسلسلات درامية في رمضان، وما يصدق على الطرابيش يصدق مثلًا على “العمم” في مسلسل الأبطال .. مما يوحي بأن المسلسلات كانت تتحدث عن “كان ياما كان”، بل وندّد بعض المتسرعين من النقاد، والكتاب من المسلسلات جميعًا تاريخية .. وتتحدث عن “الماضي” .. وهذا في تقديري غير صحيح .. فالفن الدرامي، سواء كان مسرحيًا أو تليفزيونيًا، لا يعف الحديث عن الماضي، ولا علاقة له به .. فهذه مهمة “المتاحف” و”المؤرخين” ..  أما الدراما فهي فن “حي” ينبض بالحاضر .. لأن أحد طرفيه  .. “الملتقى” إنسان حي يعيش الحاضر ولا يعيش الماضي .. صحيح أن “التاريخ” و”الأساطير” و”الخيال” و “الأدب” لحد مصادر التأليف الدرامي شأنها في ذلك شأن “الواقع” المُعاش الذي هو أيضًا أحد المصادر .. لكن “المؤلّف الدرامي عندما ينتقي من “الماضي” أي ينتقي من التاريخ الواقعي أو الأسطوري .. ليقدمه في الحاضر، لا ينتقي إلا ما يهم “الحاضر” .. باختصار .. لا يختار الماضي، إلّا إذا كان “الحاضر في الماضي” أي كان حضور “الحاضر” في “الماضي” قويًا .. ذلك لأن القضية في الفنون الدرامية الحية، ليست الأطر أو القوالب أو الأزمنة أو الدريكورات وإنما ما تحمله وتبشر به هذه المضامين من “قيم” .. فالفن في النهاية قيمة .. ولنضرب الأمثلة .. في مسلسل “زيزينيا” إلى جانب الخطوط العاطفية وبانوراما العلاقات الاجتماعية “الطبقية” وحكاية “الهوية” وصراع الثقافات، فالمسلسل يوجه رسالة هامة إلى كل مواطن يستشعر وطأة وجبروت القوى المعادية، سواء كان جيش الاحتلال الإنجليزي أو غطرسة دولة الكيان المحتل أو محاولات أمريكا لإخضاع العالم العربي.

الكاتب يسري الجندي
الكاتب يسري الجندي

وفي جريدة “العربي” كُتِبَ يقدم التليفزيون هذا العام أربعة مسلسلات درامية تدور في فترة زمنية واحدة تقريبًا وهي فترة ما قبل الثورة، فالكاتب أسامة أنور عكاشة يبحر في فترة الأربعينات في الإسكندرية وبالتحديد في زيزنيا، والكاتب يسري الجندي يتجول في جمهورية زفتى في أوائل القرن والكاتبة منى نور الدين مع هوانم جاردن سيتي في الأربعينات أيضًا، وفي العشرينات تفتح ماجدة خير الله الشارع الجديد .. الدراما هذا العام تاريخية في فترة واحدة، ترى هل هذه التوليفة مقصودة؟ .. ولماذا هذه العودة إلى الماضي؟ ..  ما يسعنا القول إطلاق اسم “دراما الطرابيش” عن تلك الوجبة الدرامية .. وأيضًا الكاتب يسري الجندي يقول : أعتقد أنهم في التليفزيون كانوا يبحثون عن الأكثر جودة، والذي يصل أسماء كبيرة واعتقد أنها غير مقصودة .. وعن سؤال: لماذا هذا المسلسل الآن، قال يسري الجندي : المسلسل بدأت فيه منذ عشرة سنوات والقضية التي يتناولها لها دلالة المعاصرة فهو يحاول أن يقرأ في الشخصية المصرية غير السهلة والتي لا تفقد انتماءها بسهولة، وحاولة أن تقول إن كل ما يردد من انكسار هذه الشخصية ما هو إلا محاولة يائسة للنيل من هذا الشعب الذي رأى ظلمات أسوأ من أي شعب آخر .. وهذه الفترة بالذات هي التي تبرز معاناة الفلاح المصري الذي واجه تحديات أكبر قوة في ذلك الوقت بريطانيا؟ أما الكاتب أسامة أنور عكاشة الذي بدا عليه الانزعاج من كثرة مساءلته عن تناوله للتاريخ في أعماله الدرامية فقال : نعم نحن في حاجة إلى 100 مسلسل وأكثر هذه الفترة، (وفيها إيه دا تاريخ بلد؟) !

 

إقرأ أيضا
البطاطس المحشية

الكاتب

  • أسامة أنور محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان