الحلقة الأولى من “رامز جاب من الآخر” .. تخمة الإمكانات وخفة المُنتج
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لا يمكن وصف الحلقة الأولى من برنامج الفنان رامز جلال هذا العام “رامز جاب من الآخر”، إلا بأن رامز جلال يعاني من حالة التخمة، أو بمعنى أصح يعاني من فرط الشبع لا من قلة الطعام .. ناهيك طبعًا عن الإجابة على السؤال الشهير الذي من المفترض أن نكون قد حسمناه من سنوات عديدة : هل ضيوف برامجه على علم مُسبق بالمقلب أم لا؟ .. فمعظمهم إن لم يكن كلهم قد حسموا هذا الأمر باعترافات مباشرة وغير مباشرة بالاتفاقات المادية قبل الظهور، ولكننا الآن نتحدث عن برامجه كقطعة فنية مثل اسكتشات البرامج الكوميدية .. إذ أننا أمام إمكانيات ضخمة على مستوى الإخراج والمونتاج وقيمة ووزن النجوم من الضيوف الحاضرين، هذا بالإضافة لوجود شعبية مُسبقة للبرنامج الأشهر -على الإفطار- بعد برنامج الكاميرا الخفية للفنان الكبير الراحل، إبراهيم نصر.
في الحلقة الأولى من برنامج “رامز جاب من الآخر” .. يستضيف رامز نجمي شباك من الطراز الرفيع، وهما النجم أحمد السقا، والفنان باسم سمرة .. في مؤامرة مزعومة من رامز جلال بأن يواجه نجمين يعيشان في حالة خصومة مُدعيًا ظهوره بشخصيته الحقيقية وتنقلب الأمور فجأة فيكون هو السبب في إدخالهم في موجة من التحديات الصعبة المتتالية .. والحقيقة أن الفكرة تعاني الترهل .. حيث أن ما نره هو مزيج من شبه فكرتين متضادتان تمامًا .. فالفكرة الأولى -وهي مواجهة خصمين- تحت إدارة رامز جلال للحلقة يمكن أن تكون فكرة مستقلة في حد ذاتها، دون (البهرجة) في صناعة مقلب ما .. والفكرة الثانية هي امتداد لأسلوبه الفج في إنتاج مُنتج به ثمة أشكال من العنف اللفظي والجسدي، وقد نجح بالفعل في خلق جمهور يتلذذ بالصراخ والقئ والعرق والتشفي في شخص الفنان أكثر من خلق لعبة كوميدية يمكنها رسم الضحكة بسلاسة دون انتزاع الضحة تحت وطأة هستريا المناطق المظلمة داخل النفس البشرية .. وتعتبر فكرة “جاب من الآخر” هي امتداد لهذا كله.
تتر برنامج رامز جاب من الآخر
عانى برنامج شقيق النجم ياسر جلال في السنتين الأخيرتين من هَجر قطاع كبير من الجمهور بعد تغيير الفكلور المصري على الإفطار ال1ي امتد لـ 13 عام تقريبًا منذ أن احتل رامز هذه المساحة الغالية على قلوب المصريين، وتم استبداله بمسلسل “الكبير أوي” للنجم الكبير أحمد مكي .. وكان رهان جمهور رامز أن يغير من جِلدُه، وأن تغلب فكرة البرنامج على (شو) الإمكانات الجبارة في الديكور والملابس وغيره .. إلا إنه أبى ألا يغير تلك الصورة النمطية فدخل في سلسلة من الهزائم أمام مسلسل الكبير أوي على مستوى الشعبية التليفزيونية .. وتحوّل إلى محتوى فيديوهات متداولة على السوشيال ميديا التي تفقد المُنتج الفني خصوصيته، ويستوي فيها الحابل بالنابل، ومرة جديدة يكرر رامز نفسه .. ويبقى السؤال : هل يعود الجمهور لمشاهدته لعدم وجود بدائل أم يتلقّفه أيًا من النجوم؟ .. الأيام القادمة في رمضان 2024 ستجيبنا عن ذلك.
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال