عتبات البهجة .. بين الخبرة والأولد فاشون شعرة
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
غالبية الجمهور بيقدر أعمال درامية زي ليالي الحلمية ورأفت الهجان وذئاب الجبل، وبنعتبرهم من الكلاسيكيات، بس في نفس ذات الوقت ماحدش هيفكر يعيد إنتاجها النهارده بنفس ذات الإمكانيات والرؤى الفنية ولا حتى الفكرية.
الموعظة لا تفيد
مع تاني حلقات عتبات البهجة يبدو إن العمل ماشي في سكة تقديم كومبو الأخلاق الحميدة الرهيب، أبلة حكمت مضروبة في الخلاط مع أبو العلا البشري، وهو نموذج كريه وساذج فنيا ومابيجيبش النتيجة الوعظية المنتظرة.
أبسط مثال على ده إن بطوط وبندق شعبيتهم أعلى من ميكي، وفين في مجلة باسمه، ما يعني إن المواعظ زيها زي الجريمة.. لا تفيد.
فخ الاستسهال المنتظر
للآسف، زي ما توقعت، المشكلة القانونية مع الكشك طلعت حوار الخطوط.. المنتهي من 2015 تقريبا. كمان الاستسهال في التنفيذ حط العمل في خانة وحشة جدا.
إخراج من جيل قديم تصور إن بإسناد مهمة الحوار لمجموعة شباب، كده خلاص هيبقى عندنا عمل مواكب العصر في نفس الوقت متقفل بخبرة السنين، وهي معادلة ينفع تمش كده فعلا.
بس للآسف النتيجة الظاهرة خلال الحلقتين دول هي العكس، إيقاع وكادرات من زمن فات راكبين على مشاهد وجُمل حوارية بلا خبرة. حاجة كده شبه سر الأرض قبل كراكتر القرموطي.
تقليدية وفقر خيال
منظر القهوة في الصورة اللي فاتت دلالة مهمة على فقر الخيال وعدم احترام المتفرج وعلاقته بالقهاوي، إيه الرصة دي وإيه اللوكيشن ده يا جماعة، لو افترضنا إن دي قهوة في شبرا مصر أو حي الساحل عموما. يبقى أصولها فرش الأرضية بره هيبقى ترابيزات وكراسي بلاستيك مش ترابيزات رخام وكراسي خشب.
وده لأسباب اقتصادية بحتة، وهو تقليل الخساير في حالة أي هجوم مفاجئ من الحي أو البلدية، أما لو صاحب المكان سيطرة للدرجة دي، فالمكان هيبقى زحمة عن كده وفيه فرعين نور ولا أي حاجة تملى الكادر وخليه حي، فتقدر تمُر بيه إلى عالم الدراما بدون ما يقع في فخ المحتوى التوعوي.
انعطف يسارا.. عند الدوار
العلاقات والشخصيات الغامضة تم طرحها بكتير من الهلهلية.. وكتير من الخلط في الزمن، فنكتشف إن الجد له حبيبة سرية، متقدمة بلطافة، وهوب تحصل كبسة البوليس والقبض عليه، فالجو يتكهرب والناس تجري ورا الراجل العجوز المقبوض عليه.
تخلص الحدوتة بإنه يبات في القسم… جميل، يروح أحفاده على بيتهم… طبيعي، البنت “جميلة” داخلة تعمل مكالمة مع صاحبها “محمود”… مفهوم، الواد دماغه مسنترة على افتحي فيديو كام… بيحصل، يكون أهبل ومش واخد باله إن جدها بايت فعليا في القسم.. هنعديها بمزاجنا.
إنما هجوم أخوها عليه ومحاضرته العبثية دي مالهاش أي محل من الإعراب، غير إنها تدينا معلومة إن الحفيد مش بيحب الجد، فخرج المشهد أقرب لعلامات ويفط المرور التوضيحية، نفهم منه إيه المغزى بلا أي جماليات ولا فنيات.
التسريب أم تهريب؟
بعد الخناقة العبثية سالفة الذكر، يظهر الأخ/الحفيد “عمر” بنفس ذات الطقم في مقابلة مع سيدة الفيب الغامضة، اللي بتسمع جمل الحوار كإنها بتقرا من أوتو كيو.
فيبقى السؤال هل ده مشوار بعد القسم؟، علما بإن البوليس كبس عليهم وقت النوم أصلا؟؟
ولا ده مشوار تاني في وقت تاني بس بالصدفة كان لابس نفس الطقم؟؟
يعني على مستوى التنفيذ، هل دي غلطة زمن بيسرب ولا راكور بيهَرَب؟
على كل حالة خلينا نديهم فرصة تالتة.. ونشوف هل عندهم حاجة كويسة أكتر من الترجمة بلغة الإشارة؟ ولا أتعشت على كده؟
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال