تترات مسلسلات رمضان (8) : العتاولة .. لا سرقة ولا اقتباس
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
قبل بداية شهر رمضان 2024 أطلق صناع عمل مسلسل العتاولة أغنية بعنوان “احنا العتاولة” والتي تعتبر أغنية دعائية اشترك في غنائها معظم أبطال المسلسل ولا علاقة لها بموسيقى المسلسل وهو تقليد أصبح متعارفًا في الفترة الأخيرة أو كما أطلقت عليها في مقال سابق “كيف تصطاد المشاهد بأغنية”.
بعد انطلاق أولى حلقات المسلسل ثارت بعض الأقاويل حول اقتباس موسيقى التتر التي وضعها الموسيقار ساري هاني من المسلسل الإسرائيلي “طهران”، تلك الأقاويل بدأت تحديدًا من منشور وضعه المطرب محمود العسيلي على موقع التواصل الإجتماعي “فيس بوك” ذكر فيه أن أحد المسلسلات “لم يذكر اسمه” قام بسرقة موسيقى التتر من مسلسل “طهران” ومن بعدها انتشر البوست كالنار في الهشيم وبدأت عقد مقارنات بين العملين دون أن يقف أحد ليدقق أو يقول هل توجد بالفعل حالة سرقة أو إقتباس ام لا.
لو بدأنا من موسيقى مسلسل “طهران” سنجد أن المؤلف مارك إلياهو بدأها بمؤثرات صوتية إيقاعية من الـ Synth سلمت إلى جملة الكمان والعود ثم انطلق في جملة مختلفة تمامًا بأبعاد لحنية وعُرب لا تنتمي إلى الموسيقى المصرية ولم يستقر على جملة رئيسية بعينها حيث غلب عليها الارتجال ثم عاد إلى الجملة الأولى التي بدأ بها مع كثرة استخدام المؤثرات الصوتية.
بالعودة إلى تتر مسلسل العتاولة سنجد أن ساري هاني بدأ الموسيقى بجملة من الربابة يصاحبها مؤثرات صوتية وإيقاع ثم انطلق بعدها في صولو منفرد من القانون يرد عليه الكيبورد، ثم استقر على هذا الصولو من الثانية 12 حتى بداية الدقيقة الثالثة مع تغيير القفلة من القانون “عُربة” كل مرة وحتى لا يتسرب الملل للمستمع عاد إلى جملة الربابة في المقدمة مرة أخرى وكأنها جملة فاصل موسيقي تزحف خلفها الوتريات ثم عاد الصولو مع تغيير الهارموني بالكيبورد ثم عاد إلى الجملة الرئيسية للتتر بالقانون مرة أخرى وأنهى بالربابة التي بدأ بها الموسيقى.
لو حاولنا أن نضع أيدينا على التشابه بين العملين سنجده في المقام الموسيقي المستخدم وهو “الحجاز” وهي مسألة محسومة حيث استخدام مقام موسيقي معين ليس حكرًا على أحد، لكن يبقى التشابه الأكثر دقة في مازورة واحدة فقط في البداية بعدها الموسيقى مختلفة تمامًا مع التأكيد على أن الفكرة أو التنفيذ الموسيقي شبه متقارب من حيث استخدام نفس الآلات الموسيقية وهو ما أعطى انطباعًا بأن هناك تشابه كبير لكنها في النهاية لا تعتبر سرقة ولا حتى اقتباس.
الكاتب
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال