مسلسل بدون سابق إنذار.. حينما تتحول القصة إلى لُغز و الممثلين إلى ألواح ثلج
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
في الحلقات الأولى من مسلسل بدون سابق إنذار كانت هناك قصة قائمة، تصارع إنساني، تداخل في المشاعر الإنسانية، كانت هناك بدايات قصة ما، قصة لم تكتمل و لم تُنبت حتى، ليسقط المسلسل في هوة الأعمال الممطوطة الباردة .
القصة دائمًا هي أساس أي عمل، ومكونات القصة من حدث وفكرة و شخوص و سرد ووصف وحوار و عقدة ، تتكامل في بينها ليكون هناك عملًا ناجحًا، وقصة مسلسل بدون سابق إنذار وقع في أخطاء جسيمة على صعيد تطور الفكرة والسرد وكذلك في رسم الشخوص، فأما عن الفكرة و السرد فقد انتهت تقريبًا من الحلقة الخامسة فقد بدأ المسلسل بخلافات زوجية بين بطلي العمل، ومع قرب نهاية المسلسل لا نعرف إلى الآن أسباب هذه المشكلات، أما عن القصص الفرعية فنفس الشيء لا نعرف الدافع إلى الآن من هذه القصص.
وعن الشخوص في العمل فهي معضلة كبرى فلا يوجد شخصية مكتملة الرسم في المسلسل سوى شخصية ( نهى ) التي تقوم بها جهاد حسام الدين، فهي شخصية لا تعرف هل محركها الأساسي الطمع أم الخوف والحرص على أملاك أطفالها، هل هي شخصية شعبية أم شخصية تنتمي إلى طبقة معينة وفق معطيات زواجها أم شخصية تجمع بين اللونين، هذه الربكة النفسية لشخصية ( نهى ) كونت شخصية تفاعلية مع الأحداث.
وعلى النقيض شخصية ( حنان سليمان ) في دور أم ليلى، فهي شخصية مهلهلة، ففي المرات القليلة التي ظهرت فيها كانت متناقضة تمامًا فتارة أم حنونة و تارة أخرى قاسية تركت أطفالها صغارًا و اختارت نفسها، الحوار نفسه مكرر عند ظهورها.
أما عن آسر ياسين، فلا يختلف كثيرًا عن شخصيته في مسلسلات أخرى قام بآدائها حتى تشعر وكأنك الذي أمامك ليس سوى شخصية آسر الحقيقة وليست الشخصية التي يجسدها، كذلك الانفعالات الشخصية في مشاهد المسلسل تكاد تكون واحدة رغم إن المسلسل به من المشاهد التي يستطيع الممثل فيها إظهار قدراته التمثيلية.
وعن عائشة بن أحمد فهي تمثال شمع أو لوح ثلج، فرغم كل الأحداث التي مرت بها طوال المسلسل فهي كما هي بالميكاب و الهيئة المنمقة، فأم ابنها يعاني من سرطان و تكتشف أنه ليس ابنها بعد ثماني سنوات و مشكلات زوجية عنيفة ـ من المفترض ـ وصلت إلى طلب الطلاق ، خلاف تكوينها النفسي القائم على فقدان أمها وتركها لها صغيرة لتتزوج من رجل آخر، ورغم كل هذه الأحداث العنيفة تلقت ” عائشة ” كل هذه المشاهد بانفعال واحد وبهيئة واحدة.
كل تلك المشكلات في العمل التي توقعت أن يكون مميزًا وناجحًا إنما نتجت أولًا عن ضعف القصة وتأكيدًا أن مشاركة أكثر من كاتب في كتابة عمل متماسك قد تكون مستحيلة، فالفكرة وتكوينها بشكل صحيح إنما هي من بنان أفكار شخص واحد فمستحيل أيضًا أن تكون هناك فكرة يعالجها شخصين بنفس الكيفية وبنفس التصاعد، وهو ما حدث في مسلسل بدون سابق إنذار كل حلقة منعزلة بعض الشيء عن الأخرى أو بها تكرار ما يفسد درامية القصة والصورة، وخلاف المط في القصة فإن هناك حشو حتى في الكادرات و تكرارها .
اقرأ أيضًا: سر وجود اسم ” أنيسة حسونة ” على تتر النهاية في مسلسل بدون سابق إنذار
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال