همتك نعدل الكفة
81   مشاهدة  

مسلسل بقينا اتنين.. كفاية سماجة !

مسلسل بقينا اتنين
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



تربعت المسلسلات الكوميدية المصرية طويلًا، وحصدت نسب مشاهدة عالية، فكان الجميع يُصدق ويقر  دائمًا أن الأعمال الكوميدية المصرية لا يُعلى عليها؛ لخفة دمها و شخصية الممثل المضحكة، والأمثلة كثيرة فهناك أعمال رغم مرور أكثر من 50 سنة على عرضها ما زلت تضحكنا كأنها المرة الأولى التي نشاهدها، لكن الكوميديا المصرية أصابها البلاء الشديد، إذ أن الدراما الكوميدية تفتقر إلى عدم وجود كتاب متخصصين واستسهال الممثلين في أداء الأدوار، وهو ما أدى إلى تراجع هذا النوع من الدراما.

هذه المقدمة الاستهلالية بداية لوجود خلل في أحد الأعمال التي تُصنف على كونها كوميدية وهذا العمل هو مسلسل بقينا اتنين بطولة شريف منير و رانيا يوسف .

وتدور قصة المسلسل في إطار كوميدي حول قصة امرأة مطلقة تتحدى نظرة المجتمع لها، ومحاولة التصدي لتأثير قرار الانفصال عليها وعلى أولادها الشباب، وكذلك طليقها في معالجة” مهروسة” دراميًا.

إن معالجة القصة ليست جديدة فسبق وجاءت في عشرات الأعمال الدرامية، وإبان العرض نتوقف قليلًا على بعض الظواهر التي سردها العمل وتناثرت هنا او هناك خلال الموسم الرمضاني 2024، ومنها ظاهرة الطلاق فظاهرة الطلاق مقترنة مؤخرًا بعدم التفاهم بين الزوجين و تمثل هذه الفكرة شريحة معينة من المجتمع، دون النظر إلى باقي طبقات وشرائح المجتمع رغم تفشي الظاهرة في كل البيوت المصرية تقريبًا، والسؤال لماذا تقتصر المعالجة على ما بعد الطلاق ، لماذا لم يسلط صناع الدراما الضوء على فكرة الاختيار من البداية ولماذا نختصر المشكلات في عدم التفاهم رغم كونها كثيرة فالمشكلات الاقتصادية وضيق الحال سبب من هذه الأسباب ، تدخل الأهل سبب من هذه الأسباب ، التطلعات المنافية للواقع سبب آخر، فمن المؤسف اختصار المشكلة وحصرها في منطقة مهروسة دراميًا، وهذا ما وقع فيه مسلسل بقينا اتنين.

وإلى جانب الفكرة المهروسة، فإن هناك كارثة كبرى في المسلسل، وهي ثقل دم الأبطال لا سيما شريف منير، ونتحدث عن خفة وثقل الدم كون المسلسل كوميدي كما هو مصنف، فتشاهد المشهد تلو الآخر والحلقة تلوى الأخرى ولا تجد من الكوميدي شيئا ، أنت تحاول طوال الحلقات أن تتحمل كوميدي شريف منير السخيفة السمجة، فلم يكن شريف منير يومًا وجهًا كوميديًا أو يمتلك من خفة الدم ما يجعله بطلًا لعمل كوميدي .

مسلسل بقينا اتنين ليس من الكوميديا بشيء، كل شيء في المسلسل يتسم بالسماجة، فحتى كتابة هذا المقال لا أتحمل فكرة إن ” شريف منير” ممثل كوميدي بل ويتحمل بطولة عمل كوميدي، هذا المسلسل دليل قوي على إن النجوم لا يصنعون عملا ناجحًا، بل إن العمل الدرامي من المفترض أن يكون عملا تشاركيا به قصة محكمة وإخراج متميز قادر على توظيف النجوم.

وإلى جانب الاستسهال في القصة فإن هناك مخرجًا لم يجتهد مطلقًا من أجل عمله لم يعرف طريقًا لمعنى الكوميديا، فـ( طارق رفعت)  شوه الممثلين من خلال الاعتماد على اللقطات القريبة، وظهر هذا كثيرًا مع رانيا يوسف التي ظهرت بملامح مشوهة في معظم مشاهد العمل، فاستخدم هذه اللقطات دون داعي؛ فهناك مشاهد فعلية لم تحتاج إلى هذه اللقطات ولم يوجد انفعال مثلا نبرر به الاستخدام المفرط لها سوى مشاهد شريف منير البائسة التي هي من المفترض كوميدية وهي أبعد ما يكون .

مسلسل بقينا اتنين من أسوأ الأعمال الكوميدية ليس في الموسم الرمضاني 2024، وإنما من أسوأ الأعمال الكوميدية في تاريخ الدراما المصرية .

إقرأ أيضا
مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية

اقرأ أيضًا :  مسلسل بدون سابق إنذار .. سيكولوجية الإنسان ما بعد الصدمة 

الكاتب

  • مسلسل بقينا اتنين مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان