أول حالات الهروب من الأولمبيات في مصر “أحدثت ضجةً وأصحابها سقطوا من الذاكرة”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
شهد الوسط الرياضي في الفترة من عام 2017م حتى مايو 2023م عددًا من حالات الهروب للاعبين في الرياضات الأخرى، وإن لم تكن وقائع هروبهم أو هجرتهم تزامنت مع دورات أولمبية، إلا أنهم غابوا عنها بعد ذلك في دورتي 2020م و2024م.
أول حالات الهروب من الأولمبيات في مصر كيف بدأت ؟
وجود حالات الهروب الرياضي لم تكن جديدة في تاريخ الرياضات الأخرى بمصر، ولعل أول بداية لها كانت في أولمبيات أتلانتا سنة 1996م في واقعتي المصارع مصطفى عبدالحارث واللاعب أحمد العوضي حارس مرمى مصر الاحتياطي لكرة اليد؛ واللذين لعبا وخسرا وقبيل عودة البعثة للقاهرة تركوا مقارهم وذهبوا !.
اقرأ أيضًا
“الأزهر والأولمبيات” حضور متكرر ومنسي في تاريخ دورة الألعاب الأولمبية
أول رصد لحالة هروب مصطفى عبدالحارث كشفها الصحفي الرياضي عصام عبدالمنعم والذي قال أن المصارع المصري اختفى من القرية الأولمبية في 23 يوليو 1996م بعد هزيمته من نظيره التشيلي في منافسات وزن 90كجم، وتكهن عصام عبدالمنعم بأن عملية ترك المعسكر كانت مدبرة بالاتفاق مع بعض زملائه المصارعين الذين سبقوه بالهجرة للولايات المتحدة الأمريكية.[1]
الصحفي الرياضي خالد توحيد كان هو الوحيد بالإعلام الرياضي الذي كشف قصة هروب مصطفى عبدالحارث طبقًا لمصادره، حيث قال أن عبدالحارث بيت النية قبل عدة أشهر من أولمبيات يوليو 1996م، وجرت تواصل بين مصطفى عبدالحارث وزملاءه وتطوع واحد منهم لإبلاغ أحد المسؤولين في اللجنة الأولمبية لكنه لم يأخذ المسألة على محمل الجد؛ وإن كان خالد توحيد لم يذكر سببًا واضحًا لتصرف مصطفى عبدالحارث، لكن من بين السطور يتضح الدافع لذلك وهو رغبته في العمل بأمريكا، حيث قال خالد توحيد أن أول من أخبره مصطفى بأنه يرغب في السفر لأمريكا هو المصارع السكندري السابق عبداللطيف خلف المقيم في الولايات المتحدة للعمل بها.[2]
الغموض ذاته كان موجودًا في حالة أحمد العوضي حارس مرمى كرة اليد الاحتياطي والذي لم يعرف به أحد بمن في ذلك أصدقائه وأقرب زملائه إليه[3]؛ لكن ما أشير له أن العوضي وعبدالحارث ينتسبان لنادٍ واحدٍ هو الأوليمبي وربما يكونا قد اتفقا مسبقًا على الهرب قبل التوجه لأتلانتا من أجل البقاء في الولايات المتحدة، وكان رد الفعل من المسؤولين عن البعثة المصرية أنهم حجزوا جوازات سفر جميع الرياضيين المصريين بهدف التخفيف من عمليات الهرب.[4]
حاولنا البحث والتقصي عن مصير مصطفى عبدالحارث وأحمد العوضي، لكن لم نجد لهم أو عنهم أي صورة أو خبر حتى وقت كتابة التقرير.
[1] الأهرام، ع26 يوليو 1996م، ص12.
[2] المرجع السابق، ص14.
[3] المرجع السابق، ع3 أغسطس 1996م، ص16.
[4] جريدة السفير، الموقع الإلكتروني، ع7457، يوم 5 أغسطس 1996م
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال