مصر في جدة وانجازات لمقاومة مضادات الميكروبات

انطلقت اليوم في مدينة جدة أعمال المؤتمر الوزاري العالمي الرابع لمقاومة مضادات الميكروبات، تحت شعار “من الإعلان إلى التنفيذ”، بمشاركة دولية واسعة.

تفاصيل المؤتمر الوزاري العالمي الرابع لمقاومة مضادات الميكروبات

ويُعقد المؤتمر، الذي يستمر على مدى ثلاثة أيام تحت رعاية وزارة الصحة السعودية، بحضور عدد من وزراء الصحة والبيئة والزراعة من مختلف دول العالم، إلى جانب ممثلين عن المنظمات الدولية والمجتمع المدني. ويهدف إلى تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات المتزايدة التي تفرضها مقاومة مضادات الميكروبات، وهي مشكلة تُلقي بظلالها على الصحة العامة والاقتصاد والمجتمعات، مع تأثر الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط بشكل أكبر.

ويمثل هذا الحدث فرصة فريدة للمجتمع الدولي للالتزام بخارطة طريق شاملة وواضحة، تسعى للتصدي لظاهرة تزايد مقاومة الأدوية لدى البشر والحيوانات. تُعد هذه الظاهرة تهديدًا عالميًا يمس صحة الإنسان والحيوان والنبات، ويؤثر أيضًا في البيئة والأمن الغذائي، مما يجعلها تحديًا يمتد تأثيره إلى جميع الفئات العمرية.

والمؤتمر يسعى إلى ترجمة الجهود النظرية إلى خطوات عملية، تتجسد في سياسات وإجراءات ملموسة تُسهم في الحد من مخاطر مقاومة مضادات الميكروبات، بما يضمن حماية الصحة العامة واستدامة الموارد الحيوية.

تفاصيل كلمة مصر في المؤتمر الوزاري العالمي الرابع لمقاومة مضادات الميكروبات

أكد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، حرص الدولة المصرية على مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات والتصدي لها، مشيدًا بما حققته مصر من إنجازات ملموسة في هذا الملف، تجسدت في وضع نموذج شامل للوقاية من مقاومة مضادات الميكروبات وتطبيقه في 69 مستشفى على مستوى الجمهورية.

جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها تحت عنوان «جهود مصر في الوقاية من مقاومة مضادات الميكروبات ومكافحتها» ضمن فعاليات المؤتمر الوزاري العالمي الرابع لمقاومة مضادات الميكروبات الذي استضافته المملكة العربية السعودية.

في مستهل كلمته، أعرب الدكتور عبدالغفار عن شكره وتقديره لوزير الصحة السعودي والمسؤولين عن الأنظمة الصحية في الدول المشاركة، مثمنًا جهودهم الحثيثة في مواجهة التحديات العالمية المتعلقة بمقاومة مضادات الميكروبات.

وأشار نائب رئيس مجلس الوزراء إلى خطورة هذه القضية، موضحًا أنها تهديد عابر للحدود يهدد صحة الأفراد، ويهدد الأنظمة الصحية واستدامة الاقتصاد. واستعرض في هذا السياق تقريرًا لمنظمة الصحة العالمية يتوقع أن تصل الوفيات الناتجة عن مقاومة مضادات الميكروبات إلى 10 ملايين حالة سنويًا بحلول عام 2050، داعيًا إلى ضرورة التحرك السريع وبذل جهود منسقة وحاسمة.

استراتيجية شاملة ونهج متكامل

استعرض الدكتور عبدالغفار الجهود المصرية في هذا الصدد، بدءًا من إطلاق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات عام 2018. وأوضح أن هذه الاستراتيجية تعتمد نهج الصحة الواحدة الذي يربط بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة، مشيرًا إلى تطبيق برنامج إلكتروني وطني لمراقبة العدوى في جميع المستشفيات بهدف تحسين سياسات استخدام المضادات الحيوية.

وأكد الدكتور عبدالغفار أن هذه المبادرات أسهمت في تحقيق نتائج ملموسة، حيث ارتفعت نسبة الالتزام بالاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية من 37% إلى 56% خلال الأشهر الستة الماضية، مما يعكس تطور الوعي الصحي والمسؤولية في التعامل مع هذه الأدوية.

مواكبة الخطط العالمية

وأوضح الوزير أن خطة العمل المصرية لمقاومة مضادات الميكروبات تتماشى مع “خطة العمل العالمية” التي ترتكز على خمس ركائز أساسية تهدف إلى تحقيق أهداف مشتركة، أبرزها تعزيز الالتزام بالوقاية والسيطرة، كما أشار إلى إنشاء هيكل تنظيمي يضم فرقًا متخصصة لمراقبة وتقييم أداء المستشفيات في هذا الملف وفق مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs).

تدريب وتأهيل الكوادر الصحية

وفي سياق حديثه، استعرض الوزير جهود وزارة الصحة في تدريب وتأهيل العاملين في القطاع الصحي، بما في ذلك إطلاق دبلومات مهنية وبرامج تدريبية متخصصة لضمان كفاءة الكوادر في تطبيق معايير الوقاية من العدوى ومكافحتها. وأكد أهمية التدريب وبناء القدرات كعنصر أساسي في الاستراتيجية المصرية.

إقرأ أيضا

يوم مدوي على غزة: إسرائيل تستكمل برنامجها الهجومي.. والهدنة لا جديد

دعم التشخيص والمراقبة

سلط الدكتور عبدالغفار الضوء على أهمية تطوير قدرات مختبرات علم الأحياء الدقيقة لإجراء اختبارات تشخيصية دقيقة وسريعة للكائنات المقاومة، مشيرًا إلى استخدام برنامج WHONET لتعزيز مشاركة البيانات مع نظام المراقبة العالمي (GLASS)، كما أكد تطبيق برنامج مراقبة إلكتروني في 80 مستشفى، مما يدعم الجهود المبذولة لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات.

حملات توعوية وتعاون عالمي

وأشار الوزير إلى أهمية الحملات التوعوية التي تستهدف المتخصصين في الرعاية الصحية والجمهور العام لتعزيز ثقافة الاستخدام المسؤول للمضادات الحيوية، مؤكدًا أن مشاركة مصر في هذا المؤتمر تجسد التزامها بالتعاون مع الشركاء العالميين لمواجهة هذا التحدي.

التزام نحو المستقبل

اختتم الدكتور خالد عبدالغفار كلمته بالتأكيد على التزام مصر الراسخ بمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات من خلال تنفيذ سياسات فعالة، وتحسين الأنظمة الصحية، وتعزيز ثقافة الاستخدام المسؤول للمضادات الحيوية، بما يضمن حماية الأجيال القادمة، داعيًا المجتمع الدولي إلى التكاتف والعمل المشترك لضمان مستقبل صحي وآمن.