أكبر خدعة صدقها المصريون : أخناتون لم يكن موحدا ولا نبيا ولا قائد ثورة.. مجرد ديكتاتور آخر
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
أعرف جيدا عزيزي القاريء أن العنوان صادم، لكني لم أكتبه إلا بعد انهاء دراسة طويلة عن أخناتون قرأت خلالها عدة كتب أهمهم فجر الضمير لجيمس هنري بريستد والفرعون المارق لدونالد ريد فورد و كتاب أخناتون لجيرلبرت سينويه وعشرات المقالات التي تناولت الموضوع سلبا وإيجابا.
لكن دعني أقنعك بوجهة نظري التي وصلت إليها بعدما قررت التخلص من تلك الشائعة التي روجها الدكتور مصطفى محمود في بداية الثمانينات كما روج لقصة النبي إدريس التي تناولها الشيخ على جمعة في بداية رمضان ونال من الهجوم ما لم ينله من قبل.
أولا : في تاريخ الأنبياء حسب الأديان السماوية الثلاث لم يكن هناك نبيا ملكا سوى سليمان بن داود وهو من لم يعتبره اليهود ولا المسيحيين نبيا بل مجرد ملك واعتبره الإسلام أحد أنبياء بني إسرائيل وقد كان تاريخيا ملكا لمملكة صغيرة تتبع الدولة المصرية في عهد شيشنق.
لهذا لم نر نبيا يدعو ويبشر بالتوحيد وبرسالته لشعبه من على كرسي العرش وهذا على عكس أخناتون الذي أمر باعتناق دينه وأغلق معابد أمون وانتقل لعاصمة جديدة بحاشية جديدة ومستفيدة دون أي اهتمام بدعوة الشعب أو إيمانه.
مجرد صراع سياسي أراد فيه الفرعون تغيير الإله الرسمي في حربه مع كهنة هذه الإله – أمون – على السلطة والثروة وانتصر فيه لبعض الوقت.
ثانيا : لم يدعي أخناتون التوحيد لحظة واحدة، لقد أعلن نفسه ابنا للرب من اللحظة الأولى بل أنه هناك نص كامل له يقول فيه ” أنا الرب”، وله أيضا تمثال عاري ولم نر نبيا بتمثال عار من قبل.
ثالثا : في كتاب فجر الضمير، يصف بريستيد القمع الديني الذي مارسه إخناتون ضد عبادة أو تقديس غير آتون ولم نسمع عن نبيا عذب شعبه من قبل وسجنه من أجل ديانته.
رابعا : لهذه الشائعة أصلا صهيوني أرادوا الربط فيه بين الحضارة المصرية وحضارتهم المزعومة، التقطها الإسلاميون ورأوا منها فرصة لريادة مصر في التوحيد وصناعة أسطورة توحيد مصرية لشعب كان يعبد ٢٧٠٠إلها لما يزيد عن ٣ ألاف عام، ونشروها عبر منابرهم لتكون الرواية الرسمية التي صدقناها جميعا.
خامسا : مات اخناتون وهو لايزال شابا في الثانية والثلاثين من عمره مات الملك الاله ولهذا لم يستطع اتباعه من الاستمرار في دينهم فقد مات اخناتون، هذا ما حدث بالضبط عزيزي القاريء لم يعبد شخص واحد أتون بعد رحيل الملك هل سمعت عن ديانة لم يؤمن بها شخص واحد بعد رحيل نبيها، الذي حكم مصر لمدة ١٧ عاما خسرت فيه اقليمها الشمالي والجنوبي وتدهورت أوضاعها من إمبراطورية شاسعة لدولة مهددة.
لم يكن أخناتون سوى ملك أحمق أضاع دولته وضيع شعبه من أجل رغبة ذاتية وصراع سياسي بلا توحيد ولا يحزنون.
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال