عندما ساهم الأزهر في تعليم الصنايع لدول أوروبا “حدث بالفعل من 273 سنة”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لا يمكن تصديق أن تعليم أوروبا قد ساهمت فيه مصر، وإنما المشهور هو العكس، لكن وقائع التاريخ السحيق تشير إلى شيءٍ منافي ومعاكس لما تعلمناه، فبلاد «الفرنجة» كانت تأتي للمحروسة من أجل التعلم.
تعليم الصنايع للوافدين من أوروبا في القرن الثامن عشر برعاية الأروقة
اتسم كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار بوضعه ترجمة لكل علماء وتجار مصر واستعرضت الترجمة مسيرة كل أعلام مصر آن ذاك وكان على رأس من تكلم عنهم والده حسن الجبرتي الأزهري حيث أوضح أن بعثة أوروبية زارت مصر وتتلمذت على يديه خلال القرن الثامن عشر الميلادي وتحديدًا في عام 1747 م داخل الجامع الأزهر.
أوضح المؤرخ عبدالرحمن الجبرتي المواد التي تلقاها الأوروبيين بأنها علوم رياضيات والهندسة وقال عنهم «تعلموا في الرواق ثم عادوا إلى بلادهم، ونشروا بها ذلك العلم واستخرجوا صناعات بديعة مثل طواحين الهواء، وجر الأثقال، واستنباط المياه، وما إلى ذلك من هذه الصناعات».
ما هي الأروقة
ضمن قوة تاريخ الجامع الأزهر تجيء الأروقة وهي عبارة عن مجالس علمية موزعة على نطاق الجامع الأزهر لتكون مكاناً للإقامة الكاملة لمن يرغب الالتحاق بالأزهر وليس من أهل القاهرة، وسرعان ما تحولت أروقة الأزهر من مجرد مدينة جامعية، لتصبح مقرًا لعلوم الشريعة الأصيلة والأصلية.
اقرأ أيضًا
الأزهر ومحمد علي باشا “فرص ضائعة للتقدم أحزنت الإنجليز والعطار”
بلغت عدد أروقة الجامع الأزهر داخل المسجد وخارجه من فروع أكثر من 29 رواقًا تأسسوا على مدار التاريخ بقرار من سلاطين مصر، ونشأ فيها الطلاب الذين صاروا شيوخًا على يد شيوخهم، وشيئًا فشيئًا ترسخ المنهج الأزهري داخل هذه الأروقة.
الزائر للأروقة الأزهرية يشعر أنها مفعمة بحكم التاريخ الذي مضى عليها، فضلاً عن الأجواء الإيمانية التي يمكن إدراكها من النفحات الروحانية التي اتسمت بها المؤسسة الأزهرية، ففي الرواق تكون الأصالة والمعاصرة في آنٍ واحد.
تعتبر القوة الناعمة للأزهر الشريف منبعها الرواق الأزهري لأسبابٍ أهمها أن كافة العلوم الأزهرية القديمة يتم تدريسها وغالبية الحضور من الطلبة الغير مصريين، واكتسب الأزهر من تلك الأروقة صفة المؤسسة الوسطية.
مع ظهور فكرة جامعة الأزهر في ثلاثينيات القرن الماضي كانت الفرصة ذهبية بالنسبة للجماعات الإسلامية أن تتغول في الأزهر لدرجة جعلت فروع الأزهر بمدينة نصر وكافة الكليات مفرخة للإرهاب والتطرف، عدا فرع الدراسة نظرًا للبصمة الصوفية التي تتحكم في الأزهر ومناهجه.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال