“موراكي” حكاية فتاة يابانية ساهمت في إنقاذ آثار أسوان وكرمتها مصر حية وميتة
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تظل عملية إنقاذ آثار أسوان هي الحدث الثقافي الأعظم خلال القرن العشرين، إذ اتجهت أنظار العالم إلى مصر في ستينيات القرن الماضي وساهمت 50 دولة في انتشال الآثار من خطر بناء السد وتكلفت عملية النقل 36 مليون دولار بمشاركة 5 آلاف شخص من الأثريين والمهندسين والعمال.
المجهولين في إنقاذ آثار أسوان
كانت الدول على المستوى الرسمي مساهمة في إنقاذ آثار أسوان، لكن لم يتم التوثيق للمستوى الشعبي، إذ أن جُل شعوب الـ 50 دولة لم يكونوا منعزلين عن ما يجري في مصر ومن ضمن تلك الشعوب اليابانيين.
اقرأ أيضًا
بين واقع نقل الكباش وزمن إنقاذ أبو سمبل “المقارنة لا تجوز”
قدمت امرأة يابانية تدعى يابوكي صاحبة أحد مقاهي طوكيو ويُدْعَى “ألف” مبلغ 220 ين ياباني إلى صالح خليل سفير مصر في اليابان وذلك بعد أن جمعت المبلغ من زبائن المقهى في 31 ديسمبر 1964 م.
اليابان شعبيًا كانت حاضرةً بقوة في عملية إنقاذ آثار أسوان حيث أقيم معرض تحف توت عنخ آمون في مدينتي طوكيو وكيوتو، وظهر فيه اهتمام الشعب الياباني بإنقاذ آثار النوبة ومعبدي أبو سمبل وذلك بعد أن خصصت أرباح المعرض وقدرها 15 ألف جنيه للمشروع ومن يومها توالت التبرعات على سفارة مصر في طوكيو ومن ضمنها 650 ينًا جمعها طلبة مدرسة إبتدائية.
مواركي .. القصة الأكثر إنسانية
إلى جانب يابوكي صاحبة المقهى والمدرسة الإبتدائية كانت هناك شابة أخرى من طوكيو تدعى موراكي نشرت صحيفة الأهرام قصتها حيث ذهبت إلى مستشار مصر الثقافي في طوكيو مختار الجوهري وقدمت إليه مبلغًا لتساهم في إنقاذ معبد أبو سمبل وكرمتها السفارة ثم توفيت بعد ذلك في ظروف سيئة وأوصت قبل موتها بحرق جثتها ودفن الرماد عند الهرم الأكبر.
اقرأ أيضًا
تاريخ سرقة الآثار المصرية .. طورته ضفدعة بمحض الصدفة
تبادل مختار الجوهري المستشار الثقافي لمصر في اليابان خطابات مع عبدالعزيز السيد وزير التعليم العالي والجهات المختصة لتنفيذ وصيتها خاصة أنها كانت تتمنى زيارة مصر لكن القدر لم يحقق أمنيتها ثم تمنت وهي على فراض الموت أن تدفن في مصر.
تسلمت السفارة المصرية الإناء الصغير الذي يحتوي على رماد الشابة موراكي وسلمته إلى وزارة الخارجية ومنها للثقافة التي تولت إجراءات الدفن عند طرف الجبانة التي تتاخم تمثال أبو الهول.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال