“من محمد علي باشا إلى صديق الشعراوي” مواجهة الدعارة في مصر بسبب جامعة عين شمس
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يُقْتَرن إلغاء الدعارة في مصر باسم سيد جلال صديق الشيخ الشعراوي، لكن هناك أشياءًا أخرى منسية فالمحاولات لتجفيف منابع بيوت الهوى بدأت قبل الأربعينيات بسبب جامعة عين شمس.
مشروع إلغاء الدعارة في مصر .. محمد علي باشا حاضر حيًا وميتًا
محاولات إلغاء الدعارة من مصر تكللت بالنجاح عام 1949 م بسبب النائب سيد جلال صديق الشيخ محمد متولي الشعراوي ــ وكنا شرحنا التفاصيل عبر التقرير التالي :ـ مقلب كوميدي وراء إلغاء البغاء في مصر “نفذه صديق الشيخ الشعراوي” .
لكن قبل هذا التاريخ جرت محاولتين لإلغاء الدعارة كانت الأولى زمن محمد علي باشا الذي ألغاها عام 1837 م ووضع قانونًا يجرمها ولم تعود الدعارة إلا بعد موته.
المحاولة الثانية كانت عام 1929 م بسبب تأسيس كلية التربية جامعة عين شمس المبنية على قصر الزعفران المشيد على أنقاض قصر الحصوة الذي بناه محمد علي باشا.
عزبة العبيد في منشية الصدر وحرب المواجهة
بمجرد إنشاء كلية التربية في جامعة عين شمس صدر قرار من محافظ القاهرة يقضي بإلغاء بؤرة للدعارة في منطقة عزبة العبيد بمنشية الصدر، وكانت مؤلفة من 60 دارًا للساقطات، إلا أن مالكات المنازل لم يعبأن بالقرار وظللن يدرنها سرًا فضبطهن البوليس وقُدِّمْن للمحاكمة لكن المحكمة لم تجد من الجيران بأنه قد حدثت المخالفة فتم تبرئتهن، واستمر صاحبات الدور في غوايتهن وزاد عدد النساء.
سالم بك مباشر يقرر الانتقام بالقانون من عزبة العبيد
تلاقى فكر مساعد الحكمدار مع فكر سالم بك مباشر قائد الفرقة (أ) من البوليس المصري فصدر أمر من النيابة بالتفتيش على العزبة لكن سالم أراد وضع خطة اقتحام محكمة بدأ تنفيذها في الساعة 11:15 مساءًا حيث حوصرت العزبة من كافة النواحي وأرسل عدد من المخبرين متنكرين في أزياء أثرياء لممارسة الرذيلة وفي حال تأخرهم أكثر نصف ساعة سيتم اقتحام البيوت لأن هذا معناه استمرار النشاط مما سيؤدي للقبض عليهن متلبسات.
اقرأ أيضًا
الجنس في الدولة العثمانية “من الممارسة بالآيات حتى تقنين الدعارة”
يحكي سالم بك مباشر لمراسل مجلة الدنيا المصورة في عدد 1 أغسطس عام 1929 م تفاصيل النساء صاحبات المنازل ومن يعملن لديهن قائلاً «كانت العزبة معتمة في ليلة مظلمة وكنا لا نستطيع رؤية بعضنا بعضنا واستعنا بـ 4 مصابيح كانت معلقة على مقهى هناك واقتحمنا البيوت فوجدنا أمهات يحملن أطفالاً رضعًا ويصطحبن فتيات عذارى لممارسة الرذيلة».
بلغ عدد مالكات المنازل التي تعمل بالدعارة في عزبة العبيد إلى 7 سيدات كان من بينهن شقيقتين قضتا العمر في الاشتغال بالبغاء حتى جمعتا ثروة طائلة ولإحداهما صديق كان جاويشًا في قسم الوايلي وكان ينقل لها أخبار الأمن حتى يتخذن احتياطاتهن، وهنا حُلَّ أكبر لغز أمني وهو لماذا كانت نساء دور الدعارة في عزبة العبيد لا يضبطن متلبسات.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال