هل سينجح يوسف الشريف بعد تصريحاته الأخيرة؟
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
برمضان الماضي تناقلت أقاويل أن الفنان ” يوسف الشريف” يشترط قبل أي عمل ألا يتم تلامس بينه وبين الممثلات، وأنه يضع هذا الشرط بالعقد الملزم بينه وبين صناع العمل.
الجدير بالذكر أنه منذ ثلاثة أعوام تقريبًا كتب على حسابه الشخصي بتويتر تدوينة يدعو فيها جمهوره للحفاظ على الصلاة برمضان وأنها أهم من مشاهدة المسلسلات حتى لو كان ضمن هذه المسلسلات مسلسله “كفر دلهاب“
كان هذا الموقف بداية هجوم أكثر من فنان على يوسف الشريف، والرد على ما قاله بأن عليه الاعتزال حتى يريح ضمير، ولكنه استكمل مشواره الفني رغم الانتقادات..
لم تصبح الأقاويل عن تحفظ يوسف الشريف عن تقديم مشاهد بعينها مجرد تكهنات، فقد صرح منذ أيام بحواره مع المذيع “رامي رضوان” ببرنامجه مساء دي أم سي أنه بالفعل يشترط بعقوده بالمسلسلات عدم تأدية المشاهد الساخنة، وجاء قراره هذا بعد فيلم “هي فوضى”
وقال بتدوينة له بموقع “تويتر” أنه فقط يشترط عدم تقديم المشاهد الساخنة عكس ما فهمه الناس من اشتراطه عدم التلامس نهائيا، وعلق على المشهد المنتشر من مسلسل “النهاية“ لإصابة زين وإنقاذ صباح له دون تلامس، أنه من المشاهد العادية!..ولا علاقة له بالشروط التي يشترطها بالعقود، ولكن لم يفسر كيف ظهر للمشاهدين بهذا الشكل.
في الواقع المشهد كان هزليًا، تعاملت فيه صباح مع زين أنه مجرد طفل صغير، أو لعبة خفيفة الوزن لا تكن مشاعر لها، وزاد القطع المفاجىء من وضوح المشكلة؛ هناك مشكلة ما وشرط ما حدث كي يتم المشهد بهذا الشكل، وهذا ما فهمه المشاهد وليس فقط النقاد.
نعلم جميعًا أن هناك طبقة عريضة من الجمهور المحافظ سيشجعون هذا القرار، فهناك بعض من المشاهدين يتحملون مشاهد تحمل إيحاءات جنسية واضحة في إطار كوميدي وغير كوميدي، ولكن ينتقدون مشاهد التلامسات.
كسب يوسف الشريف هذه الفئة، ويعتمد الآن أن له جمهورًا كبيرًا يدعم قراراته؛ لذلك صرح بتصريحاته الأخيرة دون خوف، فهو يعرف تمامًا لو شارك بعمل ناجح سيحقق شعبية أكبر؛ لأن بعد هذه التصريحات سينتظر جمهوره أعماله، وكذلك شريحة من الفئة التي تنتقده، فالفضول سيكون دافعًا كبيرًا لهؤلاء كي يشاهدوا أعماله بعد شروطه التي صرح بها.
ما نعرفه أن عدم التملاس تماما يخل بمنطقية بعض المشاهد؛ فالتلامس يعبر عن طبيعة العلاقات بين الشخصيات، ولا يعبر فقط عن الحب، ولكن يعبر عن التردد، الغضب، الخوف، ومشاعر أخرى كثيرة تظهر من حركات التلامس، ولا تكفي الإيماءات بالتعبير عن المشاعر الإنسانية.
يوسف الشريف في اعتقادي ذو موهبة محدودة، ويحاول التغيير في الشخصيات والأفكار التي يقدمها كي يعالج محدودية موهبته، وجعل جمهوره ينتظره فقط كي يشاهد الجديد الذي سيقدمه، ولكن تصريحاته الأخيرة ستجعل عمله محدودًا بالشللية؛ أي مجموعة ما وحدها من ستتعاون معه وخاصة من المخرجين الذين سيخضعون لشروطه، والتي لا نعلم هل ستتوقف عند ما قاله فقط؟..أم مازال يخفي المزيد من المفاجئات.
ما نستطيع الرهان عليه هو انتظار الجمهور المتحفظ لما سيقدمه يوسف الشريف، وخاصة بعد التعليقات التي انتشرت حول الخبر من تأيد فئة ليست بقليلة من الجمهور لقراراته، ولكنه يعلم جيدًا أن هذه الفئة لا تعرف شيئًا عن قواعد الدراما
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال