همتك نعدل الكفة
5٬215   مشاهدة  

ما الذي يحدث في مقابر القاهرة “أشياء لا تعرفها وزارة الآثار عن المدافن المهدومة”

مقابر القاهرة
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



حتى لا تتوه منا عزيزي القارئ إليك هذه المسميات عن مقابر القاهرة حتى تضح الصورة كاملةً لديك وتعرف ما الذي يحدث والأخطاء الكارثية التي وقعت بها وزارة الآثار.

اقرأ أيضًا 
بالصور .. حصاد قبور الشخصيات التاريخية المهدومة في صحراء المماليك “7 حتى الآن”

ماهية مقابر القاهرة جغرافيًا .. الأسماء والمسميات

صورة بانورامية للقرافة
صورة بانورامية للقرافة

تضم القاهرة قرافتين هما «القرافة الصغرى من المقطم وحتى منطقة الإمام الشافعي، القرافة الكبرى وهي من صلاح سالم والدراسة وباب النصر ومنه حتى أول مدينة نصر حاليًا وبها صحراء المماليك»؛ وبين القرافتين تفرع جبانتين هما «جبانة المجاورين خلف القلعة، وجبانة الغفير الشرقية تقع بين المقطم والعباسية وبها مدافن الغفير ومنشية ناصر والدويقة شمال قلعة الجبل».

قرار إنشاء المحور
قرار إنشاء المحور

على حساب مقابر الغفير تقرر إنشاء محور الفردوس بهدف توصيل ميدان الفردوس بشارع صلاح سالم ومن الأخير إلى محور المشير طنطاوي وهذا يعني هدم مقابر بمناطق «الغفير ـ منشية ناصر ـ الدويقة»، ومع انتشار صور المقابر المهدومة ذهب كثيرون إلى أن ما يتم تسويته بالأرض آثار صحراء المماليك.

اقرأ أيضًا 
“آخرهم عمر بن عبدالعزيز” قائمة قبور الشخصيات الإسلامية التي نُبِشَت من الشيعة وداعش

تضم صحراء المماليك المترامية 36 أثر مسجلين وهم عبارة عن خانقوات وقباب وأسبلة وهؤلاء لم يتم مسهم بالهدم وإنما ما تم هدمهم (مقابر حديثة ـ بحسب وصف وزارة الآثار) التي خرجت في بيان رسمي (يكتظ بالأخطاء الإملائية) وقالت أن المقابر التي تم هدمها لم يتم تسجيلها كأثر وإنه على الرغم من أن هذه المقابر غير مسجلة كأثر، فإن الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار وجه بتشكيل لجنة علمية فنية لمعاينة الشواهد والأحجار التي تشتمل على نقوش زخرفية أو كتابية ليتم دراستها وبحث إمكانية عرضها جزء منها ببعض المتاحف كجزء من تراث مصر المتميز.

خطايا وزارة الآثار التاريخية

هواة تتبع المقابر يعلمون جيدًا عدة أشياء ربما لا تعرفها وزارة الآثار نفسها وتلك الأمور هي :ـ
1 / على فرض أن المدافن الموجودة لم يتم تسجيلها كـ أثر، لكنها جزء لا يتجزأ من قوة مصر الناعمة لسببين
أولهما يتعلق بالطراز المعماري إذ أن المقابر التي تصفها الوزارة بالحديثة بنيت قبل 100 سنة وأكثر وكلها مبنية على طرز إسلامي يستحق الحماية الأثرية من باب أنه نسيج فني وعمراني للمنطقة، فالأزمة ليست في أنها غير مسجلة وإنما الكارثة أنها لم تسجل أصلاً.

قبر محمد محمود باشا
قبر محمد محمود باشا

ومما لا تعلمه وزارة الآثار أنه جرت العادة عند أهل أموات مصر زمان من علية القوم أو حتى ميسوري الحالي هو بناء تربة عائلية أو مدفن كبير على طراز إسلامي وتلك عادة لم تنقطع حتى آخر 70 سنة مثل محمد محمود باشا وزير الداخلية الذي بنى فوق قبره قبة بمنطقة مدافن الإمام.

أما ثاني الأسباب أن أغلب الموتي المدفونين في تلك المقابر لهم ارتباط وثيق بالتاريخ المصري الإسلامي والمعاصر مثل الشيخ بكري الصدفي مفتي الديار المصرية الذي رفض التصديق على إعدام قاتل بطرس غالي، ومسألة عدم أثرية هذه المقابر لا تعني هدمها.

باب النصر
باب النصر

2 / لوزارة الآثار في مصر سجل أسود في التعامل مع ما تسميه (مقابر حديثة) فحين قررت محافظة القاهرة تطوير منطقة باب النصر تقرر هدم عددًا من القبور بحجة أنها غير أثرية لتظهر بعد سنوات فضيحة ثقافية تمثلت في أن من ضمن الشخصيات التي سويت قبرها بالأرض المؤرخ تقي الدين المقريزي والعالم الإسلامي الكبير عبدالرحمن بن خلدون.

قبر محمد مصطفى نديم
قبر محمد مصطفى نديم

بالتالي فإن تكرار فضيحة قبر بن خلدون قابلة للحدوث وهذا ما حدث في مقابر الغفير، فمثلاً القبر الذي تم هدمه وتداول الناس صوره على السوشيال ميديا هو للحاج محمد مصطفى نديم مدير مطبعة دار الكتب المصرية والذي لولاه لضاع تراث أمير الشعراء أحمد شوقي حيث كان محمد مصطفى نديم أول من يطبع لأمير الشعراء، والغريب أن الحاج محمد مصطفى نديم اشترى أرض مقبرته في 19 أغسطس سنة 1930 م وصارت ملكًا له.

قبر عبدالرحمن الكواكبي
قبر عبدالرحمن الكواكبي

3 / ذكرت وزارة الآثار أنها ستقوم بتشكيل لجنة علمية فنية لمعاينة الشواهد والأحجار التي تشتمل على نقوش زخرفية أو كتابية ليتم دراستها وبحث إمكانية عرضها جزء منها ببعض المتاحف كجزء من تراث مصر المتميز.

إقرأ أيضا
رأس الحسين في المدينة المنورة

وما ذكرته وزارة الآثار لن يحدث، فهي نفسها الوزارة التي لم تهتم بمقابر الشخصيات التاريخية بحجة أنها قبور حديثة وكانت النتيجة هو سرقة رخام قبر المفكر عبدالرحمن الكواكبي الذي سُجِّل عليه أبيات شاعر النيل حافظ إبراهيم وتمت سرقته.

والدليل على صحة أن وزارة الآثار لن تفعل شيئًا هو عدم وضع دراسة حفائر أثرية شاملة بأحدث تقنية متبعة، فكما يذكر شريف عبدالهادي أنه قد يكون ما تحت الأرض أهم مما فوقها، ويعرف الأثريون أن الفسطاط والقاهرة تقومان على طبقات خفية من الآثار أقلها الأساسات القديمة وشبكات الصرف العتيقة فضلا عما يمكن أن تشتمل عليه من دفائن ولِقًى.

4 / تتعامل وزارة الآثار بالإهمال في ملف «سياحة المقابر» فهناك شخصيات لها ثقل تاريخي كبير في مصر وقبورها الآن مرتع لجلسات شرب الحشيش وممارسة الرذيلة مثل قبر العز بن عبدالسلام.

المطلوب

وزارة الآثار
وزارة الآثار

لا ينبغي بتاتًا استمرار عملية هدم مقابر الغفير ومنشأة ناصر والدويقة لحرمة الأموات أولاً ولأن هذه المناطق تعتبر متحفًا جنائزيًا مفتوحًا خاصةً وأن هناك شخصيات تاريخية في تلك المقابر لم يتم الاهتمام بمدفنها أصلاً حتى الآن مثل محمود سامي البارودي على سبيل المثال.

الكاتب

  • مقابر القاهرة وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
7
أعجبني
6
أغضبني
3
هاهاها
0
واااو
3


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان