يوم أن عُرِض مسلسل لن أعيش في جلباب أبي لأول مرة “صفوت الشريف أهمله واهتم بالدين”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
مثلت عودة نور الشريف للدراما من خلال مسلسل لن أعيش في جلباب أبي اهتمامًا فنيًا عام 1996 م، فبطل المسلسل خرج من موسم دراما رمضان 1994 م بنجاح منقطع النظير بسبب مسلسل عمر بن عبدالعزيز، وتغيب عن الدراما لمدة عام كامل حيث شارك في 3 أفلام هم الطيب والشرس والجميلة، وليلة ساخنة، وخيط أبيض خيط أسود؛ ولم يرى الأخير النور حتى الآن.
التحديات أمام نور الشريف
كان أول تحدي بالنسبة للفنان نور الشريف أن دور عبدالغفور البرعي لم يكن له من البداية وإنما رُشِّح له محمود عبدالعزيز لكن الأخير اعتذر، أما نور الشريف فأصر على الرفض لعدم ملائمة الدور له لكن مع قراءته للجزء الثاني من ملخص السيناريو وافق على الفور.
اقرأ أيضًا
عبدالغفور البرعي ليس ديكتاتوريًا “أشياء ظلمها مقال جحيم النوستالجيا”
أما ثاني تلك التحديات بالنسبة لنور الشريف مع مسلسل لن أعيش في جلباب أبي أنه مأخوذ من نص أدبي لرواية كتبها إحسان عبدالقدوس، ولم يعتاد نور تقديم المسلسلات المأخوذة عن نص أدبي حيث انقطع عنها منذ عام 1982 م بعد بطولته لمسلسل «أديب» عن رائعة طه حسين.
كل هذه التحديات كانت هينة بالنسبة لنور الشريف إلا تحدٍ واحد وهو أن المسلسل سيُعْرَض على قناة تعتبر لا تستحوذ على نسبة مشاهدات عالية وهي القناة الثانية لكن الوقت كان معقولاً حيث الثامنة مساءًا (أي بعد صلاة التراويح مباشرةً)، وفي يوم الأحد 21 يناير عام 1996 م الموافق 1 رمضان عام 1416 هجرية عُرِضت الحلقة الأولى من مسلسل لن أعيش في جلباب أبي.
ظروف الموسم الدرامي مع لن أعيش في جلباب أبي
قبل بدء الحلقة الأولى من مسلسل لن أعيش في جلباب أبي بساعات، خرج صفوت الشريف وزير الإعلام في جريدة الأهرام قائلاً «خصصنا 8 مسلسلات فقط على 10 قنوات بـ 6 ساعات من أصل 173 ساعة إرسال يومية بمبلغ 17 مليون جنيه للتسويق، لأن الأولوية للبرامج والأعمال الدينية لإمداد المواطن بالزاد الروحي».
بدى من تصريح صفوت الشريف أن اهتمامه بالأعمال غير الدرامية منقطع النظير حيث قال «رأينا الاهتمام بالبرامج المختلفة حتى يتم إمداد المواطن بزاد روحي من خلال تقديم جرعة دينية على مدار اليوم، فهناك حديث لفضيلة المفتي وحديث الإمام الأكبر وخواطر الشيخ الشعراوي ونقل شعائر صلاة الفجر بالإضافة لبرامج دينية أخرى، أما عن كثافة برامج المسابقات والترفيه فسببها أن مضمونها هو زيادة الجرعة الثقافية للشاب والشابة والرجل والمرأة مع موازنة ذلك بثقافة الطفل إلى جانب الرياضة».
اقرأ أيضًا
عبد الغفور وفاطمة: بحثًا عن سر الثنائي الأجمل
ومن حيث اهتمام وزارة الإعلام بنوعية الأعمال قال صفوت الشريف «الأعمال غير التاريخية والدينية وافقنا عليها لأنه ترسخ القيم في المجتمع المصري مثل لن أعيش في جلباب أبي ونصف ربيع الآخر، لكن الأعمال الدينية والتاريخية مثل الأبطال والقضاء في الإسلام فهدفها الرئيسي تنمية وعي الرأي العام وبناء روح الأمة وجدانيًا وعقليًا لأن الدراما لا ينبغي أن تكون للتسلية وإنما لتقديم الأفكار وتصحيح المفاهيم والإشارة للسلبيات».
أول من تنبأ باستمرار نجاح لن أعيش في جلباب أبي بالعرض الأول
حقق مسلسل لن أعيش في جلباب أبي نجاحًا كبيرًا، وبعد انتهاء حلقته الـ 36 دعا نادي الصحفيين أبطال العمل لحضور ندوة في تمام الخامسة مساءًا حضرها نور الشريف وعبلة كامل وعبدالرحمن أبو زهرة وعبلة كامل وحنان ترك والسيناريست مصطفى محرم والمخرج أحمد توفيق وأدارها الناقد طارق الشناوي وعزف حسن أبو السعود تتر المسلسل.
غير أن أول من تنبأ باستمرار نجاح العمل وتأثيره في الشارع المصري حتى الآن هو السيناريست يوسف فرنسيس الذي سبق وأن عمل مع نور الشريف في فيلم عصفور من الشرق، حيث كتب يوسف فرنسيس أن النجاح سيستمر لأن نور الشريف قد أمسك بالخطوط الدرامية الأساسية التي صنع منها هذا الجلباب الدرامي المصري الناهض على عصامية شديدة ونسج من تقاليد تطورت واصطدمت في السنوات الأخيرة، فعبدالغفور يعاني حربين معًا، حرب من حوله وحرب نفسه للحفاظ على تقاليده في مواجهة الآخرين والأقربين.
اقرأ أيضًا
لماذا أحب المصريون فرح سنية؟
كذلك فإن عبلة كامل هي ثاني أهم عناصر نجاح المسلسل حيث أنها كما كتب يوسف فرنسيس صعدت فوق دور فاطمة كشري، إذ بدت صادقة جدًا وعشقها الجميع لأنها الأم والزوجة والابنة، وهي بصدقها الفني وسط كل زحام الحسناوات بموسم رمضان96 أجمل الجميلات.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال