“الدباديب” بديل العيدية مع اللحمة في عيد الأضحى من أيام الفاطميين وحتى زمن كورونا
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
أيام تفصل المصريين بين صوم عرفة وأيام عيد الأضحى الذي له مذاق خاص ومختلف هذا العام، فالفرحة والحزن يأتيان في خطٍ متساوي، فالعيد بهجة لكن كورونا يؤرقه بالحزن.
الدباديب .. رمز الحب والموت
أمام مسجد الإمام الحسين أسس الأمير سيف الدين بهادر بقرار من العزيز بالله الفاطمي، مبنىً للرجال والأطفال في العهد الفاطمي عُرِف باسم دار الفطرة، وكان فيها كل لوازم العيدين الفطر والأضحى والتي يُقْبِل الناس على شراءها، وبالرجوع لكتاب الروضة البهية الزاهرة في خطط المعزية القاهرة، نكتشف أن «العيدية» بدأت مع «دار الفطرة»، وكانت عبارة عن أموال وحلوى ولحوم يتم توزيعها على الأطفال فرحًا باستقبال العيد، وكانت الأشكال الحيوانية مثل الدب والكلب والحصان، إلى نحو ذلك يتم تصنيعها بالحلوى.
اقرأ أيضًا
في عيد الحب أيهما أقوى الدبدوب أم القرنبيطة ؟
تطور شكل الدباديب لاحقًا حتى صار رمزًا من رموز الحب حين اقترح الصحفي مصطفى أمين أن يحتفل المصريون بالحب ويجعلون له عيداً، ورغم الاعتراض من المؤسسة الدينية في مصر إلا أن المصريون احتفلوا به 4 نوفمبر من كل عام وكانت الدباديب هي الرمز المقدس للاحتفال بالحب، ولعل اختيار يوم 4 نوفمبر جاء بسبب أن مصطفى أمين رأى جنازة يسير فيها 3 فقط، مما جعله يعتقد أن المصريين لا يعرفون الحب وعليه طالب بالفكرة.
الدباديب وبهجة عيد الأضحى .. لماذا ؟
الدب في حقيقته رمز للغباء والبطء والقتل، ولا توجد فيه أي مزايا ليكون رمزًا من رموز البهجة أو الحب، غير أن شكله في مرحلة الهدوء يتسم بالوداعة، وبالتالي يمكن قبول رمزيته كشكلٍ من أشكال الحب والبهجة خاصةً أنه الحيوان الوحيد الذي يتسم بالحاسة السادسة والتي تبنى عليها كافة العلاقات ويحتاجها الحب أيضًا.
المصري بيتصرف
حاليًا فإن جيب المواطن المصري في عيد الأضحى بمثابة فريسة لمنزله وأطفال منطقته وعائلته، فرغم أن كورونا جفف منابع الصرف لكن كمية المبالغ التي يتم صرفها في العيد مهولة ويبدو من الصعب التأقلم مع الأسعار فكان لازماً على كل شاب أن يقوم بإعطاء دبدوب هدية فهو أرخص بكثير من العيدية التي يمكن أن تتجاوز الـ 200 جنيه، بينما ثمن الدبدوب المتوسط 50 جنيهاً، المهم أن الأطفال يفرحون.
اقرأ أيضًا
لغات الحب الخمسة
إدراج ألعاب الأطفال ضمن قوائم السلع الترفيهية ساهم في زيادة أسعارها، وطبقاً لبيانات الغرفة التجارية فإن مصر تستورد 100% من حجم الألعاب المتداولة بالسوق المحلي، من دول شرق آسيا والصين، وتتراوح التعريفة الجمركية لألعاب الأطفال بين 10% و 40%، وبالتالي فإن الركود دفع التجار إلى التأقلم من خلال شراء الخامات وتجهيزها بالمحل الأمر الذي من شأنه أن يخفض من سعر السلعة وذلك لمواجهة الوضع الاقتصادي المتردي الذي تعانيه البلاد في الفترة الأخيرة وباتت الدباديب هي الأكثر مبيعاً في عيد الأضحى.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال