روحانيات في معنى التلبية (1-5) الفضل والحكم لأهم جمل شعائر الحج
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
لا فرق بين الحاج وغير الحاج مع معنى التلبية حتى لو اختلف مكان قولها، فغير الحاج يستمع إلى “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”؛ أما الحاج فهو يرددها خلال أداءه المناسك.
قبل الدخول إلى معنى التلبية .. ما فضلها
يشير الشيخ السيد مراد سلامة في كتابه “التجلية في بيان معاني وأسرار وأحكام التلبية”، أن للتلبية فضل عظيم؛ إذ أنها تعبير صادقٌ عن حُسن الإجابة، ولزوم الطاعة، وإخلاص المحبَّة، وصدقِ النيَّة؛ فعن سهل بن سعد الساعديِّ -رضي الله عنه -أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “ما مِن مسلم يُلبِّي إلا لبَّى ما عن يَمينه وشماله مِن حجر أو شجر أو مدر، حتى تَنقطِع الأرض مِن ها هنا وها هنا عن يمينه وشماله”.
اقرأ أيضًا
“في 2020” هؤلاء حصلوا على لقب حاج مع إيقاف التنفيذ
أما الدهلوي في كتابه حجة الله البالغة ففسر فضل التلبية بقوله “سره أَنه من شَعَائِر الله، وَفِيه تنويه ذكر الله، وكل مَا كَانَ من هَذَا الْبَاب فَإِنَّهُ يسْتَحبّ الْجَهْر بِهِ، وَجعله بِحَيْثُ يكون على رُؤُوس الخامل والنبيه، وبحيث تصير الدَّار دَار الْإِسْلَام، فَإِذا كَانَ كَذَلِك كتب فِي صحيفَة عمله صُورَة تَلْبِيَة تِلْكَ الْمَوَاضِع”.
حكم التلبية
اختلف فقهاء المذاهب الأربعة في حكم التلبية إذ ذهب الإمامان الشافعي وأحمد إلى أنها سنَّة، أما الإمامان مالك وأبو حنيفة فأقروا بأنه واجبة، فيما ذهب بن حزم إلى أن التلبية فرض.
تشرع التلبية عند انعقاد الإحرام، وتبدأ التلبية بعد الإحرام من الميقات، إما بعد الصلاة إن وافق ذلك وقت صلاة، وإما بعد استواء على راحلته (الطائرة أو الباخرة)؛ وأما انتهاء التلبية ففي العمرة تنتهي عند رؤية البيت واستلام الحجر، وفي الحج تنتهي حين يَشْرَع في جمرة العقبة يوم النحر، وقال بعض أهل العلم: حتى ينتهي من رميه إياها.
وأما الدليل على وقت انتهاء التلبية فمأخوذ عن حديث الفضل بن العباس – رضي الله عنهما – قال: “كنت رَدِيف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من جَمْعٍ[المزدلفة] إلى مِنى، فلم يزل يلبِّي حتى رمى جمرة العقبة”.
اقرأ أيضًا
الأخطاء الدينية العشرة المتوقع حدوثها من الألف حاج يوم عرفة
قال المالكية فقالوا تقطع التلبية إذا زالت الشمس من يوم عرفة إذا راح إلى الموقف ويستمر وقت رمي هذه الجمرة إلى آخر النهار – نهار العيد، لما روى البخاري: «أن رجلاً قال للنبي صلّى الله عليه وسلم: إني رميت بعدما أمسيت، فقال: لا حرج» والمساء: بعد الزوال، فهذا بالنسبة للحج، وأما بالنسبة للعمرة، فعن عطاء عن ابن عباس – رفَعَ الحديثَ -: “أنه كان يُمْسِك عن التلبية في العمرة إذا استلم الحجر”.
الكاتب
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال