إسماعيل ياسين وهتلر “عن المسرحية المجهولة التي جعلت موشيه ديان يتكلم في كاريكاتير”

لم يجتمع إسماعيل ياسين وهتلر على طريقة تشارلي تشابلن في فيلم الديكتاتور العظيم، فالفيلم الأمريكي كان سياسيًا ساخرًا بينما إسماعيل ياسين جعل العمل مسرحيًا ليخدم قضية نفسية بطريقة كوميدية.

إسماعيل ياسين وهتلر على خشبة المسرح

بعدما تخلص من عبارته الشهيرة «يادهوتي» التي صارت من لوازم تمثيله المسرحي وظل محبوسًا في داخلها طوال 15 عامًا عاد إسماعيل ياسين إلى المسرح منضمًا لفرقة عمر الخيام المسرحية في 8 أغسطس من العام 1969 م.

اقرأ أيضًا 
” دي بوقها أوسع من رحمة ربنا” متى ترعرع في وادينا الطيب كل هذا النكد؟

اتسمت عودة إسماعيل ياسين المسرحية بعد غياب دام 3 سنوات، بأنها لون جديد لا يعتمد عليه كإسم وإنما يعتمد على إعداد جيد لقصة زرنيخ وعوانس للأديب الإنجليزي كيسولنج، وجعل إسماعيل ياسين المسرحية باسم «اتفضل قهوة» ووصفت الصحفية آمال بكير النص قائلةً «سيناريو يخدم الممثل في كل جملة وحركة».

فكرة مسرحية اتفضل قهوة أنها تحكي عن مشكلة رجل يصاب كل أفراد عائلته بالجنون عند بلوغ سن معينة ويخشى الزواج ممن اختارها حتى لا ينجب أجيالاً من أولاده فيهم هذا العيب الوراثي خاصةً بعد أن أصيبت زوجته بنفس المرض.

اقرأ أيضًا 
أحمس لم يطرد الهكسوس نهائيًا “قصة ما بعد عصر ظهور العجلات الحربية”

وتدور أحداث المسرحية مستخدمة الصراع النفسي الذي يعانيه البطل الذي يترآى له كثيرًا أنه أصبح مجنونًا بالفعل بسبب عمله كأستاذ للتاريخ وتأثره بالشخصيات التاريخية تدخل الكوميديا في الموضوع عندما يتخيل نفسه نابليون بونابرت مرة وهتلر مرة ويتخيل نفسه أحمس طارد الهكسوس.

قدم إسماعيل ياسين مسرحية اتفضل قهوة من إخراج عبدالرحيم الزرقاني مخرج المسرحي القومي شاركه في التمثيل ممثلون وممثلات لهم ثقل في زمنه مثل الفنانة ميمي شكيب والفنان صلاح منصور والفنانة ليلى فهمي والفنان حسين عبدالنبي والوجه الجديد آن ذاك سهير رمزي.

إسماعيل ياسين وهتلر وبينهما موشيه ديان

إقرأ أيضا

ما السر وراء طلب “بايدن” بتغيير الحكومة الإسرائيلية؟

كان اجتماع إسماعيل ياسين وهتلر كفكرة عمل فني لطرح مشكلة نفسية تثير شهية المثقفين لدرجة كبيرة، وشهد عدد يوم 9 أغسطس من العام 1969 دليلاً على ذلك (وهو العدد التالي لعدد خبر المسرحية).

ففي اليوم التالي لخبر المسرحية نشر الدكتور مصطفى زيور دراسة من جزئين عن سلوكيات موشيه ديان النفسية وكان اسمها «التفسير النفسي للسلوك الإسرائيلي».

ولم يفوت صلاح جاهين الفرصة بدون كاريكاتير إذ رسم موشيه ديان وهو يدخل مكتب تسجيل الفنون في الشهر العقاري ويقول للموظف «إسماعيل ياسين مين يابا .. دا دوري ومتسجل باسمي من زمان».