قصة شهيد في حرب أكتوبر أشرف شيخ الأزهر على وصيته بنفسه “لا زالت تُنَفّذ حتى الآن”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
في منطقة الخانكة بمحافظة القليوبية يقع شارع كبير باسم شهيد في حرب أكتوبر باسم شارع الشهيد عبدالفتاح تاج الدين، ويتوسطه مسجد على نفس الاسم، وأغلب سكان المنطقة قد لا يعرفون بقصته.
ما هي حكاية الشارع ومسجد الشهيد
قلة يعرفون بأن عبدالفتاح تاج الدين شهيد في حرب أكتوبر عام 1973 م، لكن الأكثرية لا يعلمون قصته مع المسجد الذي على اسمه.
اقرأ أيضًا
شائعة في التاريخ العسكري لمحمد حسني مبارك “لها صلة بعبدالله غيث ووردة”
تبدأ القصة حين أصيب عبدالفتاح ميرغني تاج الدين في ميدان القتال بينما كان يشارك في إحدى عمليات القوات المسلحة المصرية فوق أرض سيناء خلال حرب أكتوبر مما استدعى نقله إلى مستشفى الميدان ومنها إلى القاهرة.
عندما أحس عبدالفتاح ميرغني تاج الدين بأن الأمل ضعيف في إنقاذ حياته وأن كل إمكانيات وجهود مجموعة الأطباء التي تلتف حوله لن تغير من حقيقة الأمر طلب ورقة وقلمًا ثم أخذ يكتب وصيته في إيمان عظيم.
حكى كمال الملاخ عن تفاصيل الوصية فقال “كانت تقضي بإنفاق كل المستحقات التي تصرفها إليه الدولة كشهيد وكل ما يمتلك على بناء مسجد صغير فوق قطعة الأرض التي يمتلكها في قريته القلج آخر قرى القليوبية على مسافة 20 كيلو متر من القاهرة قرب المرج، على أن يفتتح شيخ الأزهر هذا المسجد.
اقرأ أيضًا
“أرشيف أخبار 11 رمضان زمان” جوانب أخرى لأحوال مصر في اليوم التالي للحرب
بعد استشهاده وفي مدة زمنية لم تتجاوز 6 أيام كانت أجهزة الدولة تتعاون مع أهل الشهيد في بناء المسجد وتنفيذ وصية الشهيد عبدالفتاح تاج الدين، وتم افتتاح المسجد يوم 19 نوفمبر من العام 1973 م ولا زال موجودًا حتى الآن.
ما بين الشيخ عبدالحليم محمود ومساجد أبطال حرب أكتوبر
لم يتوقف دور الشيخ عبدالحليم مع أي شهيد في حرب أكتوبر عند حد قصة الشهيد عبدالفتاح تاج الدين، بل اشتهر عنه دعمه للمساجد في ميدان المعركة خلال حرب أكتوبر.
زخر كتاب ملحمة السويس في حرب العاشر من رمضان حقائق ووثائق للعبرة والتاريخ، للشيخ حافظ سلامة برسائل الشيخ عبدالحليم محمود التي يثمن فيها دور مسجد الشهداء بالسويس في مقاومة إسرائيل ودعم جنود القوات المسلحة المصرية خلال فترة الاستنزاف والنصر.
في خطابه المؤرخ بتاريخ يوم 21 إبريل عام 1972 كتب الشيخ عبدالحليم محمود «المساجد بيوت الله في الأرض تضيء لأهل السماء كما تضيء النجوم لأهل الأرض، وإن مسجد الشهداء بتوفيق الله نور في الأرض ونور في السماء والله نسأل أن يجعله على الدوام منارة تضيء بنور القرآن وتقتبس من أنوار رسول الله صلى الله عليه وسلم».
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال