الله موجود عند زيارة المريض “كيف يمكن أن تستشعر بالحضرة الإلهية في المرض ؟”
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
إن زيارة المريض من الحقوق المؤكدة للمسلم ، ومذهب الجمهور على أنها سنة ، وقد تصل إلى الوجوب في حق بعض الأفراد دون بعض، وذهب بعض العلماء إلى وجوب زيارة المريض كالبخاري حيث ذكر في صحيحه حديث أبي موسي الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عودوا المريض ، وأطعموا الجائع ، وفكوا العاني، وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : من عاد مريضاً أو زار أخاً له في الله ناداه مُناد أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلاً .
وجود الله عند المريض
من يزور مريضاً فهو يستفيد أيضاً غير الأجر الذي جعله الله سبحانه وتعالى في صحيفة أعماله، فبالإضافة إلى ذلك هو يشعر بالطمأنينة والراحة والهدوء ويستحب طلب الدعاء من المريض للزائر ولعامة المسلمين لأنه يكون قريبا من الله عز وجل في مرضه ، ولأنه يكون صافي النفس ، ويقظ القلب ؛ فدعوته مستجابة إن شاء الله تعالى.
وقد جاء في الحديث القدسي الذي رواه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إن الله عز وجل يقول يوم القيامة : يا بن آدم مرضت فلم تعدني قال : يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ قال : أما علمت أن عبدي فلانًاً مرض فلم تعده، أما عَلمت أنك لو عدته لوجدتني عنده .. يا بن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال : يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين ؟ أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي .. يا بن آدم استسقيتك فلم تسقني ؟ قال: يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين ؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه .. أما علمت أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي “.
والمتأمل للحديث القدسي الشريف يلاحظ قوله تعالى ” لوجدت ذلك عندي ” عند الطعام والشراب أي لو سقيته وأطعمته لوجدت ثواب ذلك عندي في صحيفة أعمالك ، أما عند ذكر المريض فقال سبحانه وتعالى ” لوجدتني عنده ” أي بزيارتك للمصاب بـ المرض تجد الله عنده ترفرف عليه وعليك سحائب الرحمة والمغفرة وينال الزائر قسطاً وافراً من المغفرة والأجر الكبير بزيارته لأخيه المريض .
آداب عند زيارة المريض
زيارة المرضى من السنن المهجورة في هذه الأيام والتي تركها الكثيرون فيجب علينا إحياؤها مرة أخرى ليعم الحب والوئام بين أفراد المجتمع .
ولابد عند زيارة المريض أن نبشره بالعافية والشفاء وبأنه يقوم إن شاء الله سليماً معافى عن قريب ، وإذا كان لا يستطيع الجلوس لشدة مرضه فمن الأدب عدم إطالة الزيارة وعدم طول المكوث بجانبه حتى لا يتضايق فربما تكون صحته لا تحتمل الجلوس وهو يجلس حياء من الزائر.
كما أن زيارة المريض فيها تماسك المجتمع وتقوية أواصر المحبة والمودة والأخوّة بين أبناء المجتمع جميعهم ، بالإضافة إلى أن الزيارة تنشر الرحمة بينهم وتزيل الحقد والحسد من قلوبهم حيث يقف كل منهم بجانب أخيه في السراء والضراء ، فيصبحوا كما وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أتى مريضا أو أوتي به إليه قال: ” أذهب البأس رب الناس ، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما “، أي يستحب الدعاء للمريض بالشفاء العاجل حتى يطمئن قلبه وتهدأ نفسه ويأنس بالزائرين.
الكاتب
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال