همتك نعدل الكفة
1٬615   مشاهدة  

محمود حميدة .. اللامبالي

محمود حميدة


اشاهده دائما هكذا لايبالي بأي شئ يحدث عادة وغيره قد يستوقف عنده كثيرا ويحدث أزمات ولكني أكتشفت أن حميدة يكمن سر تفرده وعظمته في هذه اللامبالاه التي يراها توافه حوله فتجده متنوعا في الحياة حياته كرنفالية عندما يقف امام الكاميرا تجده ممثلا ممتلئا بكل خبرات فن التمثيل وفي ذات الوقت يمثل ببساطة تلك البساطة التي اتسمت كل حياته بها في حديثه امام المذيعات والمذيعين بكل صدق وصراحة فيما يقول فتجده يقول حقائق يخجل غيره من
الفنانين ان يقولها رغم انها قاعده مثال عندما قال ذات مرة “انا ابويا مربنيش وصرف وعليا وبقيت كده عشان اجي اتكلم ببلاش في البرامج”وهي حقيقة .يعرفها كل الوسط الاعلامي والفني أن الفنان يظهر في البرامج نظير أجر متفق عليه ولكنه الوحيد الذي قالها علي الملأ ببساطة كذلك

محمود حميدة
أحب محمود حميدة الفلاح الذي يعرف كل شئ عن الأرض وزراعتها وخباياها ولا أحد يتصور أن هذا الفنان الوسيم والكبير في فنه وثقافته هو فلاح اصيل إذ انه يعطي انطباع انه ارستقراطي، لكنه حين يتحدث عن الفلاحة والارض يدهشك كما يدهشك ايضا عندما يتحدث عن الثقافة وعلاقته الخاصة جدا بالمثقفين فهو رجل مثقف من الدرجة الأولي بل أنه صنع ابدع مجلة في الوطن العربي وهي مجلة “الفن السابع”ولا اعلم لماذا لم تستمر، حتي طريقة تناوله للثقافة والتلقي تدهشك.

ذات مرة سمعته يقول في احد حواراته ” في سن الثلاثين كنت اجالس خيري شلبي رحمة الله عليه فقال لي: انهم قد صنعوا طبعة جديدة للحرب والسلام لتولستوي احضر لي نسخة فذهبت المعرض واشتريت عدد من النسخ لأصحابي وواحدة لي واعطيته واحدة وانا كنت قرأت الحب والسلام وانا عندي ١٢ سنة وعندما يقابلني احد اقول له انت قرأت الحب والسلام؟” تبقي مش من مستوايا المهم فرحت وكانت طبعة جميلة فتحت الفوليم الاول قرأت مائة صفحة ثم غلبني النعاس فنمت وثاني يوم افتح علي الصفحة ١٠١ لأكمل فوجدتني لا اتذكر شيئا فعدت من الاول مرة أخري وثالث يوم نفس الشيء ذهبت لخيري شلبي في احد الأيام قالي لي “ياسلام ياواد يامحمود انا قرأت الحرب والسلام وإمتلأت وإيه” طبعا هو قرأها عدة مرات . قلت له “ياراجل الحرب والسلام ايه داانا في الصفحة المائة ثلاث ايام وكل أماافتح الصفحة ١٠١ اجدني لا اتذكر شيء ده باين تولستوي ده أي كلام ” قالي:”عشان انت اصلك قليل الأدب .قالي نعم انت بتعمل كل حاجة وانت حاطط رجل علي رجل وانا راكب جنبك العربية متهيألي أنك سايق وانت حاطط رجل علي رجل فيه حد يقرأ للعلماء بهذا المنظر تلاقيك بتقرأ وانت نايم علي السرير يعني معندكش أدب في تلقي ماتقرأ تولستوي لتقرأ له لابد ان أن “.ترتدي كرافته وتحلق ذقنك وتقعد علي المكتب وتحترم نفسك عشان تعرف تقرأ ذهبت البيت أخذت دوش

وارتديت قميص وكرافته حتي زوجتي اسألتني بدهشه نازل؟ قلت لها لأ وجلست علي السفرة لم يكن عندي مكتب فتحت الفوليم الاول كان اكثر من ٧٠٠ صفحة انتهيت منهم في نفس الليلة واكملت فيما بعد وهنا اكتشفت انني حين قرأت الحرب والسلام التي كنت افاخر اصحابي بأنني قرأتها لم احصل منها شيء .الان حصلت .وماذا عن طه حسين وماذا عن العقاد وعن مصطفي لطفي المنفلوطي .فعدت مرة أخري علي ماقرأت وهنا ادركت انه حدث لي تحول عقلي عند الثلاثين هذا عن ثقافة محمود حميدة ومن يدعي أن ثقافة الفنان ليس لها تأثير فيما يقدمه فهو خاطىء واستمرار محمود حميدة بنفس توهجه للأن ليس فقط لكونه ممثل عظيم ولكن لمرونته في التعامل مع المعطيات التي امامه، فهو علي سبيل المثال لم يتوقف كثيرا عند وضع اسمه الثاني بعد ريهام حجاج في مسلسل “لما كنا صغيرين “فهو غير مبالي لهذه الامور هو فقط يأخذه من كل بستان اجمل زهوره ويترك هو أثره الجميل في العمل كذلك وجدته لا مبالي اذا ذهب في احد السنوات ليكون ضيف لمقلب رامز جلال بل ويفاجئك برد فعله حين خلع بنطلونه وسب رامز هذا هو محمود حميدة الذي تراه يتصرف بكل بساطة وصراحة وجرأة في كل موقف علي حسب ظروف هذا الموقف او العمل او الزمن مرن في التعامل إلا انه اذا أحب صحفي أن يجري معه حديث يقول له اريدك أن تقرأ في المسرح اولا لتجري معي حديث وهو نفسه حميدة المعتز بفنه واسمه

إقرأ أيضا
أنور وجدي

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
11
أحزنني
0
أعجبني
4
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان