عائلة صلاح سلطان داخل الإخوان (1-2) الأب المتطرف الذي كان يومًا من رجال الدولة
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
داخل جماعة الإخوان عائلات وعلاقات أسرية بالأنساب منذ جيل حسن البنا وحتى الجيل الحالي لكن تبقى عائلة صلاح صلاح هي أبرز الأوجه الأسرية في الجماعة فالأب والابن كلاهما محكوم عليه بأحكام قضائية باتة في قضايا إرهابية.
متطرف في مظهر الداعية
الأب هو صلاح الدين عبد الحليم سلطان، من مواليد في 20 أغسطس عام 1959 بمحافظة المنوفية، والتحق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة وأصبح عضوًا نشطًا في اتحاد طلاب الكلية، وتخرج في عام 1981، وأصبح مدرسًا بالكلية عام 1992، وتم فصله في عام 2015، وشارك في تأسيس عدد من المؤسسات التعليمية وكان أبرزها الجامعة الإسلامية الأمريكية بولاية ميتشجان التي تولى رئاستها في ديسمبر 1999، كما قام بتقديم عدد من البرامج الدينية التلفزيونية على قنوات «اقرأ – الناس – الفجر – الرسالة – إذاعة قطر – الأقصى».
اقرأ أيضًا
محمود عزت وشهر أغسطس “رحلة الميلاد والسجن من تنظيم سيد قطب إلى 2020”
قضى صلاح سلطان سنوات عدة في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن نتيجة تصريحاته المتطرفة التي كان يطلقها بين حين وآخر والتي تقوم على الأسس الفكرية لسيد قطب وحسن البنا، أجبر على مغادرة الأراضي الأمريكية عام 2007 وتعليق طلبه للحصول على الجنسية الأمريكية، وتوجه إلى دولة البحرين ليكون مستشارًا لرئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.
كان صلاح سلطان أحد الأذرع التي استخدمتها جماعة الإخوان في السيطرة على مفاصل الدولة فيما أطلق عليه الأخونة، وتم اختياره ليكون رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف، وقام بإدخال أكثر من 40 شخصية تنتمي للإخوان ضمن التشكيل الجديد للمجلس، أبرزهم عبد الحي الفرماوي وعبد الرحمن البرمفتي الجماعة ومحمد عبد المقصود، وقرر الاستغناء عن عدد من كبار الأزهريين كالدكتور علي جمعة، والدكتور أحمد عمر هاشم، والدكتور عبد الفتاح الشيخ وذلك بدعوى الإحلال والتجديد.
اعتصام رابعة المسلح وكشف الحقيقة
عقب قيام ثورة 30 يونيو أصبح صلاح سلطان من أشهر الوجوه التي تصعد على منصة الأعتصام بميدان الشهيد هشام بركات ميدان رابعة العدوية سابقًا بشكل يومي، ويقوم بإلقاء الخطب الرنانة على المعتصمين، ومن بين تصريحاته قوله إن الملائكة ترفرف بأجنحتها على الاعتصام.
تولى محمد سلطان مهمة الترجمة الفورية للصحفيين الأجانب الذين كانوا يقومون بتغطية الاعتصام لصالح الوكالات الأجنبية، وهو ما ساهم بشكل كبير في نقل صورة خاطئة عن حقيقة الأوضاع في مصر، وتزييف إرادة المصريين الذين شاركوا في ثورة 30 يونيو.
صدور تفويض مجلس الوزراء لوزير الداخلية بفض الاعتصام في 31 يوليو 2013، اعتلى سلطان المنصة وطالب الأمم المتحدة والهيئات العالمية بزيارة الاعتصام، وخلال قيام الأجهزة الأمنية بفض الأعتصام، قام سلطان بالقاء بيانات باللغة الإنجليزية لوسائل الإعلام الأجنبية بأن المعتصمين يتعرضون لكارثة، بينما كانت قوات الأمن قد أعطت مهلة للمعتصمين بالخروج بشكل آمن من مقر الاعتصام قبل اقتحامه، وأصيب نجله محمد بطلق ناري في ذراعه اليمني أثناء مواجهة عمليات الفض.
وعقب فض الاعتصام اختفى صلاح سلطان مثله مثل بقية قيادات جماعة الإخوان، وألقت الأجهزة الأمنية القبض عليه في 22 سبتمبر 2013 بمطار القاهرة، خلال محاولته السفر على طائرة مصر للطيران المتجهة للعاصمة السودانية الخرطوم، على خلفية تورطه في القضية رقم 2210/2014 المعروفة إعلاميًا بـ غرفة عمليات رابعة، والقضية رقم 8615 لسنة 2013 الأزبكية والمقيدة برقم 4163 لسنة 2013 كلي شمال القاهرة والتي وقعت خلال يومي 16و17 أغسطس 2013 والمعروفة إعلاميا بقضية أحداث مسجد الفتح، وتمت إحالته في اليوم التالي إلى نيابة أمن الدولة العليا.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال