همتك نعدل الكفة
444   مشاهدة  

زياد مصطفى .. بائع مجلة ميكي الذي يحلم بالعودة إلى سوهاج

زياد مصطفى
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



 

كان خجولًا إلى حد كبير ، حين كان محرر ” الميزان ” يجلس على مقهى ملاصق بعربية كبدة عز المنوفي في الدقي ، وسمعه ينادي بصوت خافت : مجلة ميكي ؟ .. تعجب من المنتج المعروض على مقهى أغلب الجالسين عليه لن يشتروا مجلة بالتأكيد حتى لو في هذه المجلة كنز على بابا ، مجرد رؤية الإصدارات الورقية هو شئ مثير للسخرية عند كثيرين بالتأكيد ، فـ ساندوتشين من عند عز المنوفي أكثر جدوى ونفعًا .. أخرج المحرر فئة ورقية وأعطاها إياه بلا اكتراث ، وبلا طلب للشراء ، وكأن الطفل قد طُعن في قلبه طعنًا وعاد قائلًا : أنا آسف .. أنا مابشتحتش ، فسألته عن سعر العدد الواحد قال لي أن السعر 15 جنية ، أعطيته عشرين فقال لي : آسف .. عايز 15 فقط .

زياد مصطفى
زياد مصطفى

كان الطفل عفويًا إلى حد كبير ، يحرص دائمًا على ألا يشعر من أمامه بالعطف ، ويتمسك بقيمة الاحترام ، وبعد أن توتر الكلام طلبت منه أن يجلس ليرتاح على المقهى ، فحكى لي قصته بعد أن عرف كوني صحفيًا ، طالبًا الكتابة عنه ، لأن لديه مشكلة كبيرة جدًا .. فهو يريد العودة إلى سوهاج بلده الأصلي ليبدأ موسمه الدراسي .. اسمه زياد مصطفى ..  ولديه – هو وأخاه – مهمة شاقة كل إجازة صيف ، فهم ينزلان إلى القاهرة ليتاجران في أعداد مجلة ميكي وبعد مجلات التلوين الأخرى ، أخبرني أن مكسبه بسيط للغاية ، فهو يشترى العدد بـ 11 جنية ونص ، ويبيعه بـ 15 جنيه ، مكسبه حوالي ثلاثة جنيهات ونصف في العدد الواحد ، وهو يشتريها من تاجر بالعتبة ، وآخر اليوم يذهب يبات عند خالته بالقاهرة ، قال لي أن المشكلة أنه لا يعود إلى سوهاج إلا إن نفذت بضاعته وأنهى مهمته ، وهو الآن يحارب الوقت كي يعود ، طلب مني أن أكتب للناس أن يشتروا منه هو وأخيه باقي الأعداد ، حتى يستطيع العودة ، سألته إن كانت لديه مشاكل كبيرة يريدها أن تكتب ، عن حالته المادية التي لا تحتاج إلى عقل أينشتايني لملاحظتها ، فرفض الحديث عن هذه النقطة ، ورفض التصوير وحيدًا في صورة كي لا يظن الناس أنه يروج لنفسه ، واكتفى بالصورة السيلفي الودية مع محرر الميزان ، حين قال لي في الختام : لا أريد سوى أن يشتري الناس باقي المجلات .. أخبرهم أنني أبيع بجوار بنزينة التعاون .. لا أملك موبايل للتواصل .. أخبرهم أنني بائع جيد .. فقط أخبرهم بذلك إذا أردت أن تساعدني .

زياد مصطفى
زياد مصطفى

كان الطفل الخجول لا يتحدث إلا عن البيع والشراء، لم يطلب غير حقه – مع إننا جميعًا مطالبين بدعم مثل هذه النماذج – لكنني أقترح على دار نهضة مصر المنوطة بإصدارات مجلة ميكي أن توفر مجموعة من النسخ المجانية لـ زياد مصطفى ، ليتضاعف مكسبه ، ويحقق حلمه ، ويلحق ببداية العام الدراسي في بلده سوهاج .

 

الكاتب

  • زياد مصطفى محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
1
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان