عن أول 3 بنات صعيديات دخلن التعليم المشترك في مصر” آبائهن كانوا داعمين لهن”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كانت فترة الخمسينيات هي زهوة التعليم المشترك في مصر فبعد ثورة يوليو بعام صدر رقم 210 لعام 1953، والذي نص على الاختلاط في الابتدائي، وفي العام 1956 جاء التعليم المختلط للإعدادي والثاني في كل ربوع مصر حسب ظروف كل منطقة.
التعليم المشترك في مصر والصعيد
ظل الصعيد بعيدًا عن التعليم المشترك في مصر وتطوره لاعتبارات اجتماعية كثيرة إلى أن حدثت نواة الفصل المختلط عام 1961 لأول مرة بصعيد مصر في مدرستين هما قنا والأقصر، وكانت تجربة جريئة للغاية.
اقرأ أيضًا
المرأة الصعيدية ليست بالضرورة أن تكون تقليدية “الموسيقية كارمن نموذجًا”
بدأت التجربة بـ 3 طالبات فقط وزاد عددهن حتى يوليو 1964 م إلى 73 طالبة في مدرستي قنا والأقصر الثانويتين للبنين، وكانت الأسئلة في المجتمع المصري وقتها تدور حول كيف أصبحت التجربة حقيقة ؟ ما هي المتاعب التي صادفتها الطالبة وهي تمارس تجربة الاختلاط لأول مرة خصوصًا في هذه السن ؟ وما رأى نظار المدارس وأولياء الأمور في نتيجة الاختلاط ؟، وتلك الأسئلة الثلاثة دفعت الكاتب عبدالعاطي حامد للبحث عنها آن ذاك.
الإجابة الأولى كانت عن طريق علي عبدالفتاح عصفور «ناظر مدرسة الأقصر الثانوية بنين» والذي قال «الفكرة في الحقيقة كانت اضطرارية أولاً، فعندما ألغي القسم الأدبي بمدرسة البنات في الأقصر طلب بعض أولياء الأمور تحويل بناتهم لمدرسة البنين ووافقت المنطقة بعد أخذ موافقتهم الكتابية وقبلنا ثلاث طالبات وشجعت هذه الفكرة بقية الطالبات بعد ذلك على الالتحاق بمدارس البنين، أما موقف الطلبة من زميلاتهم فقد كان مشرفًا إلا بعض المنحرفين وهم قلة كانوا يعودون إلى رشدهم بعد أن يجدوا أنفسهم خارج المدرسة فيفهمون ما يجب أن يتحلى به الزميل تجاه زميلته في الدراسة؛ إن الطالبة الآن في الصعيد أصبحت تفضل مدرسة البنين على مدارس البنات».
بينما الإجابة الثالثة كانت من جلال عزت رئيس مدينة الأقصر والذي قال «وافقت على أن تلتحق ابنتي بمدرسة البنين لأنني لم أجد في هذا أي غضاضة، كنت أريد أن أضرب المثل أمام الناس ونجحت الفكرة، إن ابنتي لم تشتكي من زملاءها أبدًا إنها تقول أن معامة البنين أفضل من معاملة البنات وبعد التجربة بعام طلب عدد من الأهالي تحويل بناتهم لمدرسة البنين».
من هن أول من دخلن التعليم المشترك في الصعيد
بدأت تجربة التعليم المشترك في الصعيد بـ 3 بنات هن «سهير عبدالوارث، عفاف ثابت حسنين، مها عزت جلال»؛ وكانت لكلٍ منهن رأيًا بناءًا على شعورها.
الطالبة سهير عبدالوارث قالت «كانت تجربة الاختلاط صعبة في أول الأمر، كان الطلبة ينظرون إلينا باستغراب ولكنا استطعنا أن نضرب لهم مثلاً مشرفًا فاحترمونا واعتبروا أننا إخوتهم وأنا أعتقد أن البنت هي التي تستطيع فرض احترامها على الشاب بسلوكها، إن الطلبة الآن أصبحوا يحرصون على مراعاة شعورنا».
أما الطالبة عفاف ثابت حسنين قالت «لماذا نعتبر الاختلاط في الثانوي مكروهًا مع تقارب السن بين طالبة الثانوي وطالبة الجامعة وكذلك الطلبة، بالعكس من رأئيي تعميم الاختلاط في المدارس الثانوية إن هذا يكون مجتمعًا أشبه بالأسرة ويجعل المدرسة محبوبة للطلبة والطالبات».
بينما نجلة رئيس مدينة الأقصر الطالبة مها عزت جلال فقالت «لقد عاصرت التجربة من أولها والطلبة والطالبات يشتركون معًا في جمعيات النشاط المدرسي إن الاختلاط في الثانوي يخفف الكثير من المتاعب التي يلاقيها الطلبة والطالبات عند دخولهم الجامعة وممارستهم الاختلاط لأول مرة».
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال