عن مقال جليل البنداري الذي قال: حقيقة تمثال نفرتيتي لفلاحة لا ملكة “جعل ماجدة تستعد لتحويله فيلمًا”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
«لم أكن أعلم وأنا أذيع نبأ حقيقة تمثال نفرتيتي من محطة إذاعة الشرق الأوسط أنه سيثير كل هذه الضجة».
بهذه الجملة استهل الكاتب الصحفي والسيناريست جليل البنداري مقاله في صحيفة الأخبار يوم 10 أكتوبر عام 1964 وفند فيه أدلته على أن تمثال نفرتيتي ليس له صلة بـ نفرتيتي الملكة وإنما لفلاحة مصرية.
تفاصيل مقال جليل البنداري عن حقيقة تمثال نفرتيتي
ذكر جليل البنداري أن تمثال نفرتيتي الذي أصر الألمان على عدم تسليمه لمصر بأوامر من الفوهرر هتلر لا يعودة للملكة المشهورة وإنما لفلاحة مصرية تشبهها شكلاً، وكان ما ذكره في حوار إذاعي أجرته الإذاعية ليلى معروف عبر محطة الشرق الأوسط.
كتب جليل البنداري أدلته حيث قال «منذ أكثر من 20 عامًا كنت أتردد على دار الكتب كثيرًا وكانت هوايتي الوحيدة هي قراءة التاريخ القديم، فقرأت بحثًا عن نفرتيتي يقول أن الملك الشاعر إخناتون كان يحب زوجته نفرتيتي حبًا عظيمًا ولكن حبه لم يشغله لحظة واحدة عن مبادئه الجديدة ودعوته ليعبد الناس إلهًا واحدًا».
اعتمد مقال جليل البنداري على كتاب تاريخ الفراعنة للمؤرخ الإنجليزي آرثر ويجال الذي قال «إننا حين نستعرض تاريخ قدماء المصريين نجد أن بعض هؤلاء الفراعنة كانوا أشبه بالخيالات المبهمة التي لا تثير فينا سوى الانتباه الضئيل وعندما نقرأ تاريخ البعض الآخر نستمع إلى دق الطبول ووقع الخطوات العسكرية، أما إذا قرأنا عن إخناتون فلا نستمع إلا لغناء وتغريد الطيور وتسابيح الحمد والسلام».
اقرأ أيضًا
أكبر خدعة صدقها المصريون : إخناتون لم يكن موحدا ولا نبيا ولا قائد ثورة.. مجرد ديكتاتور آخر
وحكى جليل البنداري ما توصل إليه حيث قال «لما ماتت نفرتيتي كان إخناتون في رحلة من رحلاته التأملية وعاد ليسأل عن زوجته فلم يجرؤ أحد أن يصارحه بحقيقة أنها ماتت وقال له قلبه أنه رحلت لكن من فرط الحب لم يصدق قلبه واتهمه بالكذب ولكن من فرط الحب لم يصدق، فقالت له أمه أن نفرتيتي لم تمت وإنما ذهبت إلى رحلة للصيد وستعود بعد أيام».
مضت الأيام ولم تعد نفرتيتي وكاد الملك العاشق أن يصيبه الجنون وبالتوازي مع ذلك كانت أمه قد بعثت في كل أنحاء مصر برسل في الحقول والوديان يبحثون عن فتاة تشبه نفرتيتي حتى عثروا على فلاحة ملامحها صورة طبق الأصل من الملكة الراحلة، ففرحت أم نفرتيتي بها وأعطتها دروسًا في الحياة الملكية ثم عرفتها على تاريخ العائلة وتاريخ الملكة مع زوجها، إلى أن أعلنت الأم عن وصول نفرتيتي المزيفة.
كان اللقاء رائعًا بين إخناتون ونفرتيتي وانهال عليها بالأسئلة حول الغياب فكانت الإجابات كلها مقنعة، لأن نفرتيتي الفلاحة لا الملكة كانت على جانب كبير من الذكاء وكانت تعلم أن فرصتها على العرش لن تتكرر وكانت تعلم أن إخناتون ليس بالرجل العادي فدعا كل المثالين ليصنعوا لها التماثيل واللوحات.
ماجدة تقرر تمثيل شخصية نفرتيتي
أعجبت الفنانة ماجدة الصباحي بالقصة التي حكاها جليل البنداري ورأت أنها تصلح لعمل سينمائي وبحسب ما حكاه البنداري فإن ماجدة قالت له أنها اهتمت منذ سنتين بقصة نفرتيتي واستعانت ببعض كتب المؤرخين مثل كتاب في موكب الشمس للدكتور أحمد بدوي وكانت تكره نفرتيتي جدًا لأن أمر زواجها من أبيها مشكوك فيه وأنها أنجبت منه توت عنخ آمون، لكن ما إن سمعت قصة البنداري حتى تحمست.
زار جليل البنداري ماجدة في منزلها فوجد المئات من الكتب عن تاريخ مصر القديمة وسألته عن الممثل الذي يمكن أن يلعب دور إخناتون بلا تكلف أو تمثيل فقال لها جليل أن الوحيد الذي يصلح للدور هو إيهاب نافع، وعلل البنداري سبب اختياره لـ إيهاب نافع بقوله «بنيت هذا الرأي على الأدوار التي رأيته يلعبها قبل ذلك، ففي فيلم هجرة الرسول أسندوا إليه دور العبد المسلم الثائر فلم ينجح فيه لأن أداء إيهاب وشخصيته أقرب إلى شخصيات الشعراء والفلاسفة تمامًا كإخناتون وليس مثل المحاربين».
اقرأ أيضًا
عن تاريخ فيلم هجرة الرسول “السد العالي يؤثر على الإيرادات”
رحلت ماجدة .. ورحل قبلها إيهاب نافع .. ومن قبلهما جليل البنداري، وفي قبورهم جميعًا دُفِن حلم فيلم نفرتيتي بعد أن استدعت له ماجدة شكلاً لكن لم تستعد له كـ إنتاج نظرًا لتكلفته.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
المقال صحيح في التفاصيل، ولكن نشر في جريدة أخبار اليوم عدد يوم 17 أكتوبر 1964 وليس يوم 10