سؤال أحمق .. لماذا يفضل أغنياء ٢٠٢٠ بلطجة أبنائهم عن تربيتهم؟
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
استوقفني سؤال مخيف على تويتر.. لماذا طبقتنا الوسطى حريصة على صلاح أبنائها دنيا وآخرة؟ بينما أصحاب الطبقة الراقية غير حريصين على أبنائهم لا دنيا ولا آخرة.
نعم أنا أسامة الشاذلي الضابط السابق في القوات المسلحة ورئيس تحرير موقع الميزان الروائي الذي أصدر ٦ روايات والسابعة في الطريق والذي ينتمي للطبقة الوسطى لأب – رحمة الله عليه – كان أستاذًا للجامعة ورئيسًا لقسم الفيزياء في كلية التربية جامعة عين شمس ووضع مناهج الفيزياء للثانوية لما يزيد عن ٢٠ عاما وأم ربة منزل تنتمي لعائلة كبيرة في محافظة المنوفية وأخوالي ما بين قضاة وضباط وأنتمي للطبقة الوسطى قلبًا وقالبًا.
وضعت كل هذا الوصف السابق فقط لاختلال التوصيف حاليًا، القاضي الشريف سينتمي حتما للطبقة الوسطى، كان خالي قاضيًا كبيرًا يسكن شقة بالإيجار في العتبة، وكان زوج خالتي قاضيًا كبيرًا يملك ميراثًا من أرض زراعية وعزبة من والده لكنه يقود سيارة عادية، أبنائهم جميعًا يعرفون معاني الأدب والكمال بل ودخل أغلبهم الجيش وقصوا الخدمة في هدوء وينتمون لنفس الطبقة الوسطى.
نعم نكافح جميعا في تلك الطبقة من أجل تعليم أبنائنا المباديء والقيم ثم اللغات والتعليم الدراسي الجيد، ندفع ما يزيد عن نصف إيراداتنا من أجل هذا، نحرص على أن يكون أطفالنا أسوياء لأنهم هدف ومشروع حياتنا.
عن نفسي أعتبر نفسي أني محظوظ لأن كبيرتي ريم كاتبة موهوبة تدرس الحقوق بالإنجليزية وقادرة على العمل في أكبر المنظمات الدولية بما تملكه من قدرات، وفرح لاعبة نادي الشمس بطل الدوري وأحسن حارس مرمى فيكأس العالم لليد قبل سنوات ما زالت تحلق متألقة كبطلة رياضية متحققة وحتى في دراستها للسياحة باللغة الإنجليزية طالبة متفوقة – معرفش ازاي يافرح -.
ما زال علي يشغلني وهو في الصف الأول الإعداداي وأحلم أن يتخلص من إبهارات جيله في السوشيال ميديا ويكتشف طريقه.
أشبه كل أولئك الآباء في طبقتي الوسطى.
لكن فيما يبدو أن آباء الطبقة الراقية ينتموا إلى مدرستين.. الأولى اجتهدت حتى منحت أولادها كل هذا وتكتفي به، المال بديلاً عن التربية، – وهما وحظهم بقى – والثانية تشبه أولادها، فساد وبلطجة وانحراف، لهذا لا يدهشهم حال أبنائهم بل يشجعوه، لهذا شاهدنا أبناء الكبار في قضية الفيرمونت.
في النهاية فقط يشغلني تساؤل غريب : كلنا يحب أن يرى ابنه أفضل منه حالاً ووضعًا، هل قلة أدب أبنائكم وفسادهم تجعلكم راضين وهي حلمكم في أن يكونا أفضل منكم .. كلا في ميدانه.
بجد إخص.
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال