حكاية المقال الذي دافع عن دموع فاتن حمامة وأنقذ زواجها من عمر الشريف
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
بعد فشل فيلم “بابا أمين” الذي جمع بين الفنانة فاتن حمامة والمخرج يوسف شاهين، وبعد فترة زمنية طويلة من هذا الإحباط، عرض “شاهين” على فاتن حمامة أن تشارك معه في فيلم آخر، فسألته عن الأبطال المشاركين معها، فأجاب: محمود المليجي، فريد شوقي، لكن البطل “ولد” جديد، استفسرت منه عن هذا “الولد” الجديد، تهرب منها :”شاب مهذب ورياضي”، وبعد إلحاح منها، قال: ميشيل شلهوب، فردت :”هو أجنبي ولا إيه”، فأجابها “شاهين”: اطمني غيرت اسمه ليكون “عمر الشريف”.
قالت فاتن حمامة في حوار لها بمجلة “الجزيرة”، أن أول فيلم جمعهما سويًا كان “صراع في الوادي”، وعرفت أنه أثناء تصوير أحداث الفيلم قد أشهر إسلامه.
دموع فاتن حمامة
الستينات، مصر كلها تقول أن عمر الشريف يهوديًا، انتشر الخبر بسبب نجوميته.
الفنانة فاتن حمامة ترى أن عمر الشريف مظلوم، ومروجي هذه الشائعة، حاقدون ومغرضون، لكنها وقفت عاجزة أمام انتشار الشائعة، لم تستطع إيقاف رواجها، في الوقت الذي كانت تفيق من أزمة انفصالها عن عز الدين ذو الفقار.
الجميع يعرف أن عمر الشريف مسلمًا، لكن الصحف والمجلات لم تكتب ذلك، فلو كتبت قبل الشائعة، لما انتشرت وقتها، كل هذا الانتشار، ويقال أن فنانة مسلمة تزوجت من فنان غير مسلم.
الحملة بدأت تتصاعد، وتعلو، فأسرع المنتج رمسيس نجيب بالاتصال بالكاتب موسى صبري رئيس تحرير جريدة “الأخبار”، ليقنع فاتن حمامة بأن هذه الزيجة ستفقدها كل ما كسبته من نجومية ومحبة لدى الجمهور.
كان لموسى صبري رأي آخر، عندما التقى بالفنانة فاتن حمامة، فهو يرى أنها هي الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يختار شريك حياته، دون تدخل من أحد، دون النظر إلى هذه الشائعات أو الحملات التي تهاجمها، فهي النهاية هي التي تتحمل نتيجة هذا الاختيار، مهما كانت عواقبه.
التقى الكاتب موسى صبري بفاتن حمامة، وذهبا للقاء الكاتب الصحفي مصطفى أمين، ليعرضا عليه الأمر، وشعرت فاتن حمامة بسعادة غامرة حينها للقاء “أمين”، وبعد المقابلة خرجت مصرة على رأيها واختيار الفنان عمر الشريف شريكًا لحياتها.
وكتب مصطفى أمين بعد المقابلة، مقالًا بعنوان “دموع فاتن حمامة”، نُشر في جريدة “أخبار اليوم”، تهافت القراء على قراءته، ليعرفوا سر دموع نجمتهم التي يحبونها.
ارتاحت الفنانة فاتن حمامة قليلًا بعد صدى المقال، وظنت أنا ربحت الجولة، وتعاطف الناس، وقضت على الشائعات، التي كانت تنتشر باتجاهين، الأول: أنها تزوجت من الفنان عمر الشريف بعد أحد المشاهد السينمائية في فيلم تم تصويره في مدينة أثرية بالصعيد، وبمجرد انتهاء المشهد لم يبق أمامها سوى الزواج من عمر الشريف، أما الثانية: أنها تزوجت من عمر الشريف، اليهودي.
رغم كل هذه الشائعات، تم الزواج، لكن المصاعب لم تنته.
الفنان عمر الشريف، واتته الفرصة أن يصبح نجمًا عالميًا، فسينتقل من ستديوهات نصبيان والأهرام وشارع الفجالة، إلى ستديوهات باريس وروما، ومن حفلات عرض بدور سينما عماد الدين والعتبة وقصر النيل إلى مهرجانات “كان”، و”فينسيا”، و”طقشند”.
سافر عمر الشريف إلى أوربا، ليصبح نجمًا عالميًا، لكنه انفصل عن حبيبته فاتن حمامة، ولم يستطع أحد بإقناعه بالاستمرار مع زوجته، ولم تجد فاتن حمامة من يكتب مقالًا عن دموعها هذه المرة.
الكاتب
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال